الهدوء يعود إلى سبها وطرابلس.. ومساعٍ أممية بشأن إدارة المرحلة المقبلة
بالتوازي مع الهدوء الذي شهدته مدينة سبها، كانت العاصمة طرابلس على موعد معه هي الأخرى، بعد أن انسحبت المليشيات المسلحة التي كانت تطوق مقار المجلس الرئاسي ومجلس الوزراء ووزارة الدفاع، بسبب إقالة آمر منطقة طرابلس العسكرية.

السياق
بعد أسبوع عاصف شهدته ليبيا، عاد الهدوء النسبي إلى مدينتي سبها في الجنوب والعاصمة طرابلس، إثر سيطرة الجيش الليبي على مقاره في الأولى، بينما انسحب المسلحون من الثانية.
وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، اللواء خالد المحجوب، في بيان عبر «فيسبوك»، إن المليشياوي مسعود جدو سلَّم أسلحته ومقاره إلى لجنة الاستلام، التي شكلتها القيادة العامة للقوات المسلحة.
وأوضح المسؤول الليبي، أن « جدو، اعتدى على عدد من تمركزات القوات المسلحة، إلا أن الأخيرة أظهرت مسؤولية في التعامل معه»، مشيرًا إلى أنه «حفاظاً على أرواح أهل المدينة ومنشآتها، وبتدخل أعيان وحكماء القبائل بسبها، وعلى رأسهم قبيلة أولاد سليمان، باشر المليشياوي جدو تسليم أسلحته ومقاره للجنة الاستلام التي شكلتها القيادة العامة للقوات المسلحة العربية، التي منحته إنذارًا نهائياً لذلك، وإلا مهاجمته نتيجة محاولته زعزعة أمن المنطقة».
إجراءت الاستلام
وأكد المحجوب، أن اللجنة العسكرية شكلت لجنة لاستكمال إجراءات التسليم والاستلام، بإشراف مباشر من آمر غرفة عمليات الجنوب، اللواء مبروك سحبان وآمر المنطقة العسكرية، اللواء فوزي المنصوري.
بالتوازي مع الهدوء الذي شهدته مدينة سبها، كانت العاصمة طرابلس على موعد معه هي الأخرى، بعد أن انسحبت المليشيات المسلحة التي كانت تطوق مقار المجلس الرئاسي ومجلس الوزراء ووزارة الدفاع، بسبب إقالة آمر منطقة طرابلس العسكرية، اللواء عبد الباسط مروان، وتكليف العميد عبدالقادر منصور خليفة مكانه وهو ما اعتبرته بعض هذه التشكيلات المسلحة تهديدا لنفوذها.
وقالت وكالة «نوفا» الايطالية للأنباء، في تقرير اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن ما يحدث في ليبيا خلال الساعات الاخيرة، لا يُعد انقلابًا، وإنما يتصاعد التوتر في العاصمة طرابلس، بسبب حالة الاستنفار بين الفصائل المتناحرة، في ظل احتمال كبير لتأجيل الانتخابات المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر المقبل، مرجحة إعلان تلك الخطوة الاثنين المقبل.
حصار مقار الحكومة
وأوضحت الوكالة الإيطالية، أن أحد أسباب إقدام بعض التشكيلات المسلحة، على تطويق مقار المجلس الرئاسي ومجلس الوزراء ووزارة الدفاع، قرار المجلس الرئاسي بإقالة اللواء عبدالباسط مروان، مشيرة إلى أن العميد عبدالقادر منصور خليفة، كان عضوًا في بعض العمليات العسكرية، على غرار «فجر ليبيا»، و«البنيان المرصوص» وعملية «بركان الغضب»، وهي عمليات عسكرية كانت تقوم بها المليشيات المسلحة، في فترة تولي الإخواني فايز السراج رئاسة المجلس الرئاسي.
وقالت «نوفا»، إن هدوءًا نسبيًا يسود الوضع الراهن في العاصمة طرابلس، مشيرة إلى أن الأحداث الأخيرة "تحرج" المجلس الرئاسي ورئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة، المرشح الأوفر حظًا في الفوز بالانتخابات الرئاسية.
وأكدت الوكالة الإيطالية، أن الأزمة تكمن في أن أي طرف يسعى إلى الحكم في طرابلس، في حاجة إلى دعم الفصائل المسلحة، فضلًا عن عقد اتفاق مع إقليم برقة.
حكومة فنية
وكشفت أن فكرة تعيين حكومة فنية جديدة لقيادة البلاد، إلى موعد الانتخابات المحتمل تأجيله إلى نهاية يناير أو فبراير، بدأت تلوح في الأفق وتكتسب أرضية متزايدة، على أن يعلنها البرلمان الأسبوع المقبل.
وأشارت إلى أن المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني ويليامز، ستتكفل بدور الوساطة بين جميع الأطراف، مؤكدين أن ويليامز ستحل بإقليم برقة اليوم، في زيارة تستمر يومين، بعد أن أجرت سلسلة من اللقاءات المكثفة في طرابلس، وكانت أول أمس في مصراتة، وأمس في سرت.
انسحاب المرتزقة
من جانبها، قالت المبعوثة الأممية، عبر «تويتر»، إنها التقت أمس اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في سرت، في لقاء هو الأول لها مع اللجنة في مقرها الرئيسي بقاعة واغادوغو.
وأوضحت ستيفاني، أنها أطلعت اللجنة على طبيعة مهامها، كمستشارة خاصة للأمين العام بشأن ليبيا، واستمعت إلى آخر المستجدات في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك اجتماعاتهم الأخيرة في عدد من العواصم، للمضي قدمًا في تنفيذ خطة عمل انسحاب المرتزقة والمقاتلين والقوات الأجنبية.
وأكدت المبعوثة الأممية، أن الليبيين قطعوا شوطًا طويلًا منذ توقيع اتفاق جنيف في أكتوبر 2020 لوقف إطلاق النار، الذي لم يخرق منذ ذلك الحين، وذلك بإعادة فتح الطريق الساحلي، واستئناف الرحلات الجوية، وإعادة ربط المدن الليبية، إضافة إلى تدابير أخرى لبناء الثقة، مشيرة إلى أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، للبناء على تلك المكتسبات، وأهمها توحيد المؤسسة العسكرية.
وفي تغريدة منفصلة، قالت ويليامز، إنها التقت طيفًا واسعًا من أهالي مدينة سرت، مشيرة إلى أنه رغم الدمار والصعاب التي تعانيها هذه المدينة جراء الحروب، لا يزال أهلها متشبثين بالأمل بمستقبلٍ مشرقٍ لمدينتهم ولوطنهم الكبير ليبيا.