اتجار بالبشر واستغلال أطفال... تفاصيل حبس المصرية حنين حسام
حنين حسام، في أوائل العشرينيات من عمرها، اتهمتها محكمة مصرية باستغلال الفتيات وتحريضهم على الفسق مقابل المال، عبر منصات صناعة الفيديو

السياق
عادت قضية نجمة التيك توك المصرية حنين حسام، لتتصدر فضاء النقاش العام، بعد حكم نهائي بحبسها 3 سنوات وغرامة 200 ألف جنيه مصري (10800 دولار) بعد أن أدانتها محكمة بتهمة الاتجار بالبشر عند إعادة المحاكمة.
حنين حسام، في أوائل العشرينيات من عمرها، اتهمتها محكمة مصرية باستغلال الفتيات وتحريضهم على الفسق مقابل المال، عبر منصات صناعة الفيديو. فيما نفت حنين ما وُجه إليها من اتهامات، بدعوة متابعيها -تحديدًا من الفتيات صغيرات السن- لتصوير مقاطع فيديو مقابل أموال، ونشرت -فور القبض عليها المرة الأولى- مقطع فيديو تظهر فيه باكية قبل اعتقالها، وتؤكد فيه أنها لم تفعل أي شيء غير أخلاقي وأنه لا أحد تضرر بسببها.
مليون متابع
صانعة المحتوى القابعة خلف القضبان حاليًا، طالبة بجامعة القاهرة، اكتسبت قرابة مليون متابع على منصة تيك توك، وبالمحتوى الذي تقدمه مشاهد لها وهي تغني وترقص.
وقال محامي حنين، بعد أن قضت محكمة جنايات القاهرة، بمعاقبتها، إنه سيتقدم بطلب لخروج موكلته بعد نصف المدة التي قضت منها 21 شهرًا.
وأكد -في تصريحه لأحد المواقع الإخبارية المحلية- أنها من الممكن أن تخرج في أقرب عفو، وتكون خارج القضبان قريبًا.
الحكم بالحبس، الذي تنفذه حنين حسام، نسخة مخففة من حكم أشد بالسجن 10 سنوات.
حنين حسام ومودة الأدهم... مَنْ هما فتاتا التيك توك اللتان شغلتا مصر؟
لايكي...!
قُبض على حنين حسام لأول مرة في أبريل 2020 في أعقاب حالة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، بعد دعوتها لمتابعاتها للانضمام إلى منصة مشاركة فيديو أخرى، "لايكي"، لجني الأموال، وهو ما فسَّره كثيرون من المعلقين بدعوة إلى الاستغلال الجنسي، ما دفع الجهات المعنية إلى التدخل وإلقاء القبض عليها وتقديمها للمحاكمة.
حقوق الخصوصية
وحسب "بي بي سي" فإن ناشطين في مجال حقوق الإنسان يردون بأن التهم، التي واجهتها حنين حسام وما لا يقل عن 11 امرأة أخرى، لديهن ملايين من المتابعين منذ عام 2020، تنتهك حقوق الخصوصية وحرية التعبير وعدم التمييز والاستغلال الجسدي.
ما قبل الاتجار في البشر
الحكم الأول على الفتاة المصرية، أصدرته المحكمة الاقتصادية في القاهرة، وشمل مشهورة على تطبيق تيك توك أخرى تسمى مودة الأدهم، وجهت لهما تهم "انتهاك قيم ومبادئ الأسرة"، وحكم عليهما بالسجن عامين وغرامة 300 ألف جنيه مصري (16100 دولار).
وفي فبراير 2021 أفرج عنهما، بعدما برأت محكمة الاستئناف حنين حسام وألغت حكم سجن مودة الأدهم، إلا أن مدعين قدَّموا ضدها -بعد إطلاق سراحها مباشرة- بلاغًا بالتهمة التي تنفذ بسببها حكم الحبس ثلاث سنوات، وهي الاتجار بالبشر.
استغلال طفلتين
جاء في حيثيات الاتهامات الموجهة من النيابة العامة لحنين حسام بـ "الاتجار بالبشر" حيث استخدمت طفلتين مجني عليهما، لم تتجاوزا 18 عامًا من العمر، وأخريات، بزعم توفير فرص عمل لهن تحت ستار عملهن مذيعات، من خلال أحد التطبيقات الإلكترونية للتواصل الاجتماعي "لايكي"، يحمل في طياته بطريقة مستترة دعوات للتحريض على الفسق والإغراء على الدعارة، حيث دعتهن إلى مجموعة تسمى "لايكي الهرم" أنشأتها على هاتفها ليلتقين فيها الشباب عبر محادثات مرئية، وإنشاء علاقات صداقة خلال فترة العزل المنزلي، الذي اجتاح العالم بسبب وباء كورونا، للحصول على نفع مادي.
تحويلات بنكية والهروب من العدلة
وحنين متهمة كذلك بتلقي تحويلات بنكية من إدارة التطبيق مقابل ما حققته من مشاهدة ونشر فيديوهات تحرِّض على الفسق لزيادة نسبة المتابعين لها، والعضوية في مجموعة «واتس آب» لتلقي تكليفات استغلال الفتيات، وتشجيع المراهقات على بث فيديوهات مشابهة، والهروب من العدالة، ومحاولة التخفي وتشفير هاتفيهما وحساباتهما.
وأكدت التحقيقات أن المتهمة استغلت الطفلتين المذكورتين استغلالًا تجارًيا، بأن حرضت وسهلت لهما الانضمام إلى أحد التطبيقات الإلكترونية، التي تجني من خلالها عائدًا نظير انضمام الأطفال وإنشاء مقاطع فيديو لهن.