ماذا نعرف عن قاذفة الصواريخ الروسية موسكفا التي تعرضت لانفجار؟

أصيبت موسكفا بأضرار جسيمة خلال النزاع في أوكرانيا، وهي أكثر من مجرد سفينة حربية، فإلى جانب أهميّتها العسكرية لها حضور في الدبلوماسية الروسية

ماذا نعرف عن قاذفة الصواريخ الروسية موسكفا التي تعرضت لانفجار؟

السياق

مُنيت روسيا بواحدة من أكبر خسائرها في العتاد، منذ بداية غزوها لأوكرانيا مع إصابة "موسكفا" سفينة القيادة بأسطولها في البحر الأسود بصواريخ كروز، كما تؤكد كييف، بينما يخوض المدافعون عن ماريوبول معارك طاحنة.

وأصيبت "موسكفا" بأضرار جسيمة خلال النزاع في أوكرانيا، وهي أكثر من مجرد سفينة حربية، فإلى جانب أهميّتها العسكرية لها حضور في الدبلوماسية الروسية.

إلى ذلك، قال مسؤول رفيع في البنتاغون، إن أضرارًا كبيرة لحقت بالسفينة الحربية الروسية "موسكفا" التي تقود الأسطول الروسي في البحر الأسود.

وأضاف المسؤول -في تصريحات صحفية- أن البنتاغون "لا يستطيع تأكيد ما الذي تسبب بالأضرار للسفينة"، وأضاف: "نعتقد أنها أصيبت بأضرار كبيرة واندلعت فيها النيران."

وكشف المسؤول الأميركي أن السفينة "موسكفا" كانت على بعد 60 ميلًا بحرًيا جنوبي أوديسا، وقد تكون تعرضت لصاروخ أو حادث، وقال: "لا يمكننا تأكيد ما الذي سبب الانفجار".

وأوضح أن عددًا من السفن الروسية في البحر الأسود، ابتعدت عن الساحل بعد الانفجارات التي تعرضت لها السفينة "موسكفا".

 

أصول سوفيتية

دخلت هذه السفينة الحربية، القاذفة للصواريخ من فئة أتلانت الخدمة عام 1983 أثناء الحقبة السوفيتية باسم "سلافا" (المجد)، وصُممت لتكون قادرة على تدمير حاملة طائرات.

السفينة التي يبلغ طولها 186 مترًا وأعيدت تسميتها بـ"موسكفا" (موسكو) في مايو 1995، مزودة بـ 16 صاروخًا مضادًا للسفن من طراز بازلت/فولكان وصواريخ فورت ونسخة بحرية من صواريخ إس-300 طويلة المدى وصواريخ أوسا قصيرة المدى، كما تحمل قاذفات صواريخ ومدافع وطوربيدات.

ووفق وكالة ريا نوفوستي الروسية للأنباء، خضعت "موسكفا" لعمليتي تجديد وتحديث كبيرتين أخراهما بين عامي 2018 و2020. يمكن أن يصل طاقمها إلى 680، وفق وزارة الدفاع الروسية.

 

ثلاث حروب

النزاع الأول الذي شاركت فيه السفينة الحربية كان بجورجيا في أغسطس 2008. لم تقدم روسيا معلومات عن مهامها، لكن مسؤولًا عسكريًا جورجيًا كبيرًا أكد لوكالة فرانس برس -الخميس- أنها دخلت ميناء أوتشامشيري لقصف القوات الجورجية في وادي كودوري، لتفقد بعد ذلك المنطقة الوحيدة التي كانت تحت سيطرتها في إقليم أبخازيا الانفصالي.

وأعرب الرئيس الروسي آنذاك دميتري ميدفيديف عن "امتنانه" لطاقم السفينة الحربية لـ "شجاعتهم وتصميمهم" خلال النزاع.

بعد تدخل روسيا إلى جانب نظام بشار الأسد بالحرب في سوريا، نشرت "موسكفا" من سبتمبر 2015 إلى يناير 2016 شرقي البحر المتوسط لضمان "الدفاع المضاد للطائرات" في قاعدة حميميم الجوية، وفق وزارة الدفاع الروسية.

وبعد فترة غير طويلة منح فلاديمير بوتين وسام ناخيموف للطاقم، تقديرا لـ"شجاعته وتصميمه".

مقر "موسكفا" قاعدة أسطول البحر الأسود الروسي في سيباستوبول بشبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014، وتشارك "موسكفا" في الهجوم الذي شنه فلاديمير بوتين في 24 فبراير 2022 على أوكرانيا.

في تبادل عبر أجهزة اللاسلكي انتشر على نطاق واسع، صرخ بداية النزاع حرس الحدود الأوكرانيون في جزيرة الثعابين الصغيرة قائلين "اللعنة عليكم" ردًا على مطالبة السفينة الحربية الروسية لهم بالاستسلام. بعد فترة وجيزة قصفت "موسكفا" الجزيرة برفقة سفينة فاسيلي بيكوف، وأسِر العسكريون الأوكرانيون.

 

مهام دبلوماسية

شاركت "موسكفا" حينما كانت تسمى "سلافا" في قمة مالطا للزعيمين السوفيتي ميخائيل غورباتشوف والأميركي جورج بوش، التي عُقدت بسفينة مكسيم غوركي في ديسمبر 1989 بعد سقوط جدار برلين مباشرة.

كذلك جالت العالم لإجراء مناورات عسكرية، وزارت الكثير من الموانئ الأوروبية والآسيوية والإفريقية.

صعد الكثير من القادة الأجانب سفينة "موسكفا"، ورحب فلاديمير بوتين بزعماء قريبين منه فيها، مثل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في أغسطس 2014 في سوتشي ورئيس الحكومة الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني خلال زيارة لإيطاليا.