صفقة تويتر.. إيلون ماسك في مواجهة النظام

إيلون ماسك أعلن الحرب على النظام السياسي الراسخ عندما اقترح بسط سيطرته على إحدى أدواته الرئيسة للإبقاء على التوافق الجمعي وصناعته

صفقة تويتر.. إيلون ماسك في مواجهة النظام
إيلون ماسك

ترجمات - السياق

"لو تنامى إلى علم رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، أن محاولته لشراء منصة التواصل الاجتماعي (تويتر) سوف تمر بسلاسة محاولة طرد شيطان، ربما أحضر معه إنجيلًا وصليبًا"، حسب تقرير لموقع  substack   الأمريكي.

بدأت معركة الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، للاستحواذ على منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" أوائل أبريل الجاري، عندما أصبح المساهم الأكبر فيها، ثم جاء إعلان نيته شراء "تويتر" بمنزلة العاصفة بالنسبة للمساهمين الرئيسين، خصوصًا بعد اعتزامه إجراء تغييرات جذرية على الموقع المتخصص في التغريدات الصغيرة.

 

المدينة الواقعية

وردًا على سؤال: كيف يغير رئيس "تسلا" أشهر مواقع التواصل في العالم؟ كشف الرجل -الذي بات أكبر مساهم في "تويتر" عبر شرائه الأسبوع الماضي 9% من أسهمها، خلال حديث مع برنامج TED Talks الشهير- أنه يجب على موقع التغريدات فتح مصدر خوارزميته، مشيرًا إلى أن المنصة أصبحت ساحة مدينة واقعية.

كما شدد على أهمية أن تكون هناك مساحة واسعة لحرية التعبير على "تويتر"، مضيفًا: "من المهم أن تكون لدى الناس القدرة على التحدث بحرية ضمن حدود القانون".

كذلك أوضح الرجل -المصنف من أغنى أغنياء العالم- أنه يجب على "تويتر" أن يوضح للمستخدم، في حال إجراء أي تغييرات على تغريداته، وبذلك أي أحد يكون على اطلاع بالإجراء الذي اتُخذ.

وأوضح أن هذه الإجراءات تثبت أنه لا يوجد أي نوع من التلاعب في الكواليس، سواء من خلال الخوارزميات أم بشكل يدوي.

ويرى أن إحساسه البديهي القوي، يتمثل في أن امتلاك منصة عامة موثوق بها إلى أقصى حد وشاملة على نطاق واسع، أمر بالغ الأهمية لمستقبل الحضارة البشرية، مشددًا على أنه لا يهتم بالأمر من الناحية الاقتصادية (كبزنس)، وإنما هو "مهووس بالحقيقة"، موضحًا أن هذه الحقيقة فشل (تويتر) في عرضها من خلال فرض رقابة مفرطة على المحتوى.

وقال ماسك في رسالة إلى "تويتر": "لقد استثمرت في (تويتر) لأنني أؤمن بإمكانية أن يكون منصة لحرية التعبير في جميع أنحاء العالم، وأعتقد أن حرية التعبير ضرورة مجتمعية لديمقراطية فاعلة... ومع ذلك، أدرك الآن أن الشركة لن تزدهر ولن تخدم هذه الضرورة المجتمعية بشكلها الحالي، تحتاج (تويتر) إلى التحول لشركة خاصة".

وأمام هذه المحاولات، ذكر الموقع الأمريكي، أن ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، يواجه معارضة من جبهات عدة بشأن خطته لشراء شركة تويتر، مشيرًا إلى أن العرض قوبل بعاصفة كبيرة من عدد من وسائل الإعلام الكبرى، وعدد كبير من المساهمين الرئيسين.

 

السيطرة

ورأى الموقع الأمريكي، أنه بعد المعارضة التي واجهها ماسك من قِبل المدير العام للشبكة الاجتماعية باراغ أغراوال، بدا أنه ليس من المستغرب أن كشف الحقائق ليس الشغل الشاغل لإدارة المنصة، وأن الغرض من الرقابة ليس تخفيف "الضرر" -كما ادعى أغراوال-  بل السيطرة.

ففي اجتماع على سطح إحدى السفن الفخمة، لمناقشة عرض ماسك، قال أغراوال إن "تويتر" لديه ثقافة حماية المستخدمين من أي ضرر و "لا يمكن لأي شخص تغيير ذلك"، حسبما قال شخصان سمعا التصريحات لصحيفة وول ستريت.

كان الرئيس التنفيذي لـ "تويتر" باراغ أغراوال، عقد اجتماعًا على مستوى الشركة لطمأنة قوته العاملة المكونة من 7500 موظف بدوام كامل قائلًا: إن رجًلا واحدًا لا يمكنه تغيير ثقافة بيئة العمل، وإن الأمر متروك للشركة لوضع الاستراتيجية، حسب مصادر تحدثت للصحيفة الأمريكية.

بينما قال ريتش جرينفيلد، المحلل في شركة أبحاث التكنولوجيا والاتصالات LightShed Partners  للصحيفة إن رغبة ماسك في تقليل الرقابة "مشكلة كبيرة" و"تسير في الاتجاه الخاطئ"، وبذلك فإن المزيد من التحكم في ما يقوله الناس ويفكرون فيه ويرونه هو "الاتجاه الصحيح".

ولكن كما توحي تعليقات ومخاوف أغراوال أيضًا، فقد كان الاتجاه هو زيادة التحكم في المعلومات تحت شعار الحد من الضرر، وهكذا كشفت هذه الدراما ما يبدو أنه تناقض في ما يتعلق بالشركات الخاصة، حسب وصف substack.

 

حظر ترامب

ولتبيان هذا التناقض، أشار الموقع الأمريكي، إلى أنه عندما طرد "تويتر" الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من المنصة، دافع ماكس بوت، كاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، بفخر عن مزايا "السوق الحرة"، وكتب حينها: "في الواقع، حقيقة أن حظر (تويتر) رئيس الولايات المتحدة تظهر أن حرية التعبير ما زالت حية في أمريكا".

ومع ذلك عندما اتخذ ماسك خطوته كمساهم في "تويتر" تنبأ بوت بالموت للديمقراطية، وكتب على تويتر: "أشعر بالخوف من التأثير في المجتمع والسياسة إذا استحوذ إيلون ماسك على تويتر".

 

أهواء السوق

وأمام هذه التحولات والرؤى، رأى الموقع الأمريكي أن الشركات الخاصة -نهاية المطاف- تخضع لأهواء السوق، ومن يريد فتح الصندوق وما المسموح به يأتي طبقًا للنظام، خاصة إذا كان الكيان موضوع الحديث، شركة خاصة تخضع لتقلبات السوق.

وأشار الموقع إلى رفض المستثمر السعودي الأمير الوليد بن طلال، عرض ماسك باعتباره عرضًا ضعيفًا مقارنة بآفاق نمو "تويتر"، مبينًا أن ما قصده الأمير أن المنصة أكثر بكثير من مجرد شركة، بل أداة للقوة والسيطرة لنخبة عابرة للحدود.

في الواقع فإن وجهة نظر بوت، التي تتماشى مع وجهة نظر الأمير السعودي وتنتشر على نطاق واسع، بين الطبقة الثرية المتفرغة للثرثرة، تدافع عن الأوليغارشية (المجموعات والشلل الرأسمالية ذات المصالح المتشابكة).

وعن الدور الكبير الذي يلعبه ملاك مواقع التواصل سياسيًا، أوضح الموقع الأمريكي، أن مارك زوكربيرج يتحكم في 12.8 في المئة من Meta، الشركة الأم لـ "فيسبوك وإنستغرام وواتساب" التي تضم 3.6 مليار مستخدم نشط شهريًا، مشيرًا إلى أنه أنفق نحو 419 مليون دولار قبل انتخابات 2020 لانتخاب ناخبين ديمقراطيين محتملين، ما ساعد جو بايدن في الولايات المتأرجحة الرئيسة، وفقًا لصحيفة نيويورك بوست.

أما في ما يتعلق بالصحف والشبكات الإخبارية واستوديوهات الأفلام، فأوضح الموقع الأمريكي، أن ستة تكتلات فقط تمتلك نحو 90 في المئة من وسائل الإعلام الأمريكية، ومعظمها يميل إلى اليسار سياسيًا، وأضاف: "يصبح ذلك أكثر وضوحًا عند النظر إلى أصحاب المليارات من أصحاب المنافذ الكبيرة".