بعد عرضه شراء تويتر... هل يفكر ماسك في رئاسة أمريكا؟

كتبت المحللة الديمقراطية ماري آن مارش: إيلون ماسك عرض شراء تويتر متجهًا إلى الانتخابات الرئاسية عام 2024… هذا ليس من قبيل الصدفة…. الحقيقة أنه تهديد للديمقراطية في بلدنا.

بعد عرضه شراء تويتر... هل يفكر ماسك في رئاسة أمريكا؟
إيلون ماسك

ترجمات - السياق

قال محللون أمريكيون، إن عرض الملياردير إيلون ماسك، لشراء "تويتر"، بأكثر من 40 مليار دولار، يهدف من ورائه للوصول إلى البيت الأبيض.

كان ماسك عرض شراء "تويتر" بـ 41.39 مليار دولار، علمًا أنه يستحوذ حاليًا على 9.2 في المئة من أسهم موقع التدوين المصغر.

وأرسل ماسك -الرئيس التنفيذي لشركة تسلا- وثيقة إلى هيئة مراقبة البورصة الأمريكية، يعرض شراء سهم "تويتر" بـ 54.20 دولار.

وفي رسالة إلى رئيس مجلس إدارة "تويتر" بريت تايلور، أكد ماسك أنه استثمر في المنصة، بسبب دورها المحوري في "حرية التعبير"، ما يشكل برأيه "موجبًا اجتماعيًا للأنظمة الديمقراطية الفاعلة".

 

صدمة

وعن أهمية "تويتر" بالنسبة للسياسيين، أو الهدف من وراء عرض ماسك، ذكر موقع أكسيوس الأمريكي، في تقرير، أنه لا توجد شركة بمفردها تستطيع قيادة محادثات سياسية فورية، مشيرًا إلى أنه رغم انحيازه، فإن "تويتر" يُعد المحطة الأولى للسياسيين بالنسبة للأخبار العاجلة، وتشكيل وجهات النظر.

ورأى الموقع أن خطوة ماسك فاجأت الجميع، وأحدثت صدمة في واشنطن، خصوصًا أن الكونغرس في عطلة الفصح، وكذلك الولايات والعواصم العالمية.

وحسب "أكسيوس" أشاد العديد من الجمهوريين بماسك وعدوه بطلًا، إذ غردت السيناتور من الحزب الجمهوري مارشا بلاكبيرن قائلة: "مراقبو تويتر يخافون إيلون ماسك، لأنهم لا يستطيعون شراء صمته".

بينما كتبت المحللة الديمقراطية ماري آن مارش عبر "تويتر": "إيلون ماسك عرض شراء تويتر متجهًا إلى الانتخابات الرئاسية عام 2024… هذا ليس من قبيل الصدفة…. الحقيقة أنه تهديد للديمقراطية في بلدنا".

ويبدو -حسب الموقع الأمريكي- أن تغريدة مارش تعرضت لهجوم من قِبل البعض، فكتبت بعد ذلك قائلة: "الهتافات والسخرية من هذه التغريدة تؤكد وجهة نظري".

وأوضح "أكسيوس" أن ما أثير عما إذا كان ماسك سيكون جيدًا أم سيئًا لـ "تويتر" ليس فقط عن السلطة أو المال، وإنما يتعلق الأمر بأكثر الأفكار الأمريكية جدلًا وهي حرية التعبير وحقوق والتزامات الشركات الخاصة، لوضع الحدود بين التضليل والرقابة.

كما يتعلق الأمر أيضًا بتركيز القوة في يد شخص، مشيرًا إلى أن الاحتكار في مجال التكنولوجيا الكبيرة -في الوقت الحالي- لا يعني سوى فرصة أقل لتقديم عرض منافس.

 

الخلفية الدرامية

وعن هدف الصفقة، أوضح "أكسيوس" أن خطوة ماسك تظهر أيضًا مدى أهمية "تويتر" على مدى 16 عامًا في النشر الفوري للمعلومات السياسية وتحليلها.

وأشار إلى أن "تويتر" موجود تقريبًا في كل الأحداث الدولية، مبينًا أنه منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي، استخدمه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لإرسال استغاثاته إلى العالم بضرورة مساعدته، والضغط على الرئيس الأمريكي جو بايدن والقادة الآخرين، للحصول على المساعدة في مواجهة القوات الروسية.

ومحليًا حسب الموقع الأمريكي- يُعد "تويتر" علامة بارزة على عمق الانقسام الحزبي لكل جانب من جوانب مشاركة الأمريكيين مع بعضهم.

ولتأكيد هذا الانقسام، نقل "أكسيوس" عن النائب جيم بانكس رئيس لجنة الدراسات الجمهورية قوله: الجمهوريون لم يتمكنوا من التواصل على قدم المساواة عبر الإنترنت منذ عام 2016، وقد أصبح الوضع أسوأ منذ أن تولى بايدن منصبه".

وأضاف بانكس: "فرضت شركات التكنولوجيا الكبرى رقابة على منشوراتي المتعلقة بالجنس البيولوجي، وفيروس كورونا، وهنتر بايدن، وحتى عن قضايا طاولة المطبخ مثل أسعار الطاقة"، مشيرًا إلى أن استراتيجية الديمقراطيين الانتخابية تعتمد الآن على الرقابة.

 

حظر ترامب

من العلامات التي تؤكد الدور السياسي الكبير الذي يلعبه "تويتر" أيضًا في الولايات المتحدة، حظر الرئيس الأمريكي السابق ترامب بشكل دائم عن الموقع.

وبيّن "أكسيوس" أن حظر ترامب عن "تويتر" لا يزال دافعًا لرد فعل المحافظين العنيف، مشيرًا إلى أنه قبل تحرك ماسك بقليل، اضطرت منصة ترامب (Truth Social)، إلى سحب حساب مؤكد لقناة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية، بعد أن قال متحدث باسم القناة إن الشبكة لا علاقة لها به.

وأضاف الموقع: "يمكن القول إن ماسك يفكر في ما يريد ترامب أن يفعله، لكن بالمال اللازم لذلك"، في إشارة إلى أن خطوة شراء "تويتر" -حال إتمامها- ستكون بداية لترشح ماسك في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة.

ونقل عن آرون سميث، مدير مختبرات البيانات في مركز بيو للأبحاث، قوله: "أعتقد أن سبب أهمية تويتر أنه المكان الذي تذهب إليه شريحة مختارة ذاتيًا من الناشطين سياسيًا للغاية وذوي الدوافع السياسية أيضًا".

وقال سميث: إن 10% من البالغين الأمريكيين على "تويتر" ينتجون 90% من التغريدات، ويشكلون معظم مستخدمي الموقع من المتعلمين بالجامعة.

وأوضح أنه بين 30 عضوًا في الكونغرس لديهم أكثر من مليون متابع، 20 من الديمقراطيين و 10 من الجمهوريين، بينما حصل 10% من النواب الأمريكيين، الذين لديهم أكبر عدد من المتابعين على 84% من المُفضلين، و81% من إعادة التغريد التي تذهب إلى الكونغرس بشكل جماعي.

وأشار سميث إلى أنه خلال الفترة نفسها، نما استخدام المشرعين الديمقراطيين لـ "تويتر" بشكل أسرع من المشرعين الجمهوريين، مضيفًا: "هذه هي الأرض التي يجرى فيها القتال على الأشياء الآن"، في إشارة إلى أهمية "تويتر" بالنسبة للمشرعين والمواطنين العاديين، ما يكون له تأثير كبير في توجه الناخب خلال أي انتخابات، خصوصًا الرئاسية.

ونقل "أكسيوس" عن النائب الجمهوري كين باك، العضو البارز في اللجنة الفرعية لمجلس النواب، التي تتعامل مع مخاوف مكافحة الاحتكار، قوله: عندما يتعلق الأمر بماسك، أعتقد أنه إذا رفضوه، فقد يقرر إطلاق منصة خاصة به.