الرابح الأكبر... شركات روسية ستحصل على المليارات من صفقة إيران النووية

الرابح الأكبر... شركات روسية ستحصل على المليارات من صفقة إيران النووية

ترجمات - السياق

من المتوقع أن تحصل الشركات النووية الروسية الكبرى، التي تسيطر عليها الدولة، على مليارات الدولارات في إطار الاتفاق النووي الجديد مع إيران، الذي سيلغي العقوبات المفروضة على هذه الشركات، حتى تتمكن من بناء البنية التحتية النووية لطهران، وفقًا لما ذكرته الحكومة الأمريكية.

وحسب موقع فري بيكون، ستحصل شركة روساتوم الروسية للطاقة، التي تسيطر عليها الدولة، وأربع من الشركات التابعة لها على الأقل، على إعفاءات من العقوبات بموجب الاتفاق الجديد، حتى تتمكن من إكمال المشاريع النووية في إيران، التي تتجاوز قيمتها 10 مليارات دولار، وفقًا لوثيقة 2019، التي توضح -بالتفصيل- الكيانات الروسية التي ستشارك في هذه المشاريع، وفقًا لوثيقة يعود تاريخها إلى عام 2019.

 

اتفاق نووي

وأكد مسؤول أمريكي كبير سابق صحة الوثيقة، وقال إن إدارة ترامب استخدمتها خلال محادثات داخلية، بشأن العقوبات المحتملة على برنامج إيران النووي.

ومع وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق نووي جديد، كفلت إدارة بايدن لروسيا -مرارًا وتكرارًا- أنها لن تواجه عقوبات بسبب عملها في المواقع النووية الإيرانية، حتى في الوقت الذي تواجه فيه موسكو وابلًا من العقوبات الدولية، بسبب حربها غير المبررة في أوكرانيا. 

وبالفعل، جددت إدارة بايدن سلسلة إعفاءات من العقوبات، للسماح لروسيا بالعمل النووي في إيران كجزء من حزمة التنازلات، التي تهدف إلى إغراء البلدين بتوقيع اتفاق جديد.

 كانت إدارة ترامب قد ألغت هذه الإعفاءات عام 2020 كجزء من حملة "الضغط الأقصى" على إيران.

وقال موقع فري بيكون، إن رفع العقوبات النووية عن إيران سيمنح روساتوم الروسية شريان الحياة المالي، حتى في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى عزل موسكو بسبب هجومها المستمر في أوكرانيا. 

 

مكاسب روسية

يدق الجمهوريون والديمقراطيون ناقوس الخطر بشأن هذه التنازلات، وينتقدون إدارة بايدن لتقويضها حملة الضغط الخاصة بها على موسكو لضمان توقيع اتفاق نووي. 

وبالتزامن انتهز منتقدو الاتفاق -في الأيام الأخيرة- الفرصة بتصعيد انتقاداتهم لسلسلة المكاسب الروسية، في أعقاب تقارير فري بيكون التي توضح كيف يمكن لتخفيف العقوبات، أن يحوِّل إيران إلى "مركز للتهرب من العقوبات" بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال أندريا ستريكر، الخبير المخضرم في مجال الانتشار النووي الذي تابع برنامج إيران كزميل باحث في مؤسسة الدفاع، إن الشركات الروسية المملوكة للدولة ستربح مليارات الدولارات، بموجب الاتفاق النووي الإيراني الذي جرى إحياؤه، وستُعفى من العقوبات الأمريكية، مضيفًا: " يجب أن تعمل واشنطن على إغلاق كل مصادر دخل الكرملين، وعدم السماح لموسكو بإثراء نفسها بينما ترتكب فظائع جماعية".

و تُظهر المعلومات التي جرى كشفها في وثيقة الحكومة الأمريكية، التي اطلعت عليها فري بيكون، أن أربع شركات تابعة لـروساتوم، ستمنح الضوء الأخضر على مشاريعها النووية في محطة بوشهر النووية بطهران. ويشمل ذلك تزويد إيران بوقود المفاعل، وإزالة الوقود المستهلك، والإشراف على عمليات المحطة، وتنفيذ أعمال بناء جديدة في الموقع.

 

ضوء أخضر

وعندما جددت إدارة بايدن الإعفاءات من العقوبات في فبراير من هذا العام، منحت أيضًا الضوء الأخضر للشركات التابعة لروساتوم لأداء العمل في منشأة فوردو النووية الإيرانية، وهي مخبأ تحت الأرض أعدته طهران لبرنامج أسلحتها، يتواصل فيه إجراء أبحاث محظورة.

كما منحت شركة وقود TVEL الروسية، إيران وقود يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة لتشغيل مفاعل أبحاث في طهران كجزء من الاتفاق النووي الأصلي لعام 2015، المعروف بخطة العمل الشاملة المشتركة. ورغم أن إدارة ترامب حظرت هذا العمل، فإن الإعفاء من العقوبات الصادر عن إدارة بايدن في فبراير عكس هذا القرار.

 

خطة العمل الشاملة

وبموجب الاتفاق الجديد، من المرجح أن تستورد روسيا اليورانيوم الإيراني المخصب، ما يعني أن موسكو يمكن أن تعيد هذه المواد إلى النظام في أي وقت وتسمح لطهران بزيادة مخزونها. وجرى التعامل مع هذا التبادل من قِبل شركة أخرى تابعة لشركة روساتوم (مصنع Novosibirsk للمركزات الكيميائية"، التي يمكن أن تأخذ زمام المبادرة مرة أخرى، في أي مبادلة يورانيوم مستقبلية مع طهران.

وأوضحت إدارة بايدن أنها لن تفرض عقوبات على أي عمل روسي بشأن برنامج إيران النووي المدني، ما يعني أنه سيجرى السماح باستئناف الأعمال التي كانت تجرى بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة.

بدوره، قال متحدث باسم وزارة الخارجية لصحيفة فري بيكون في مارس، إن الولايات المتحدة "لن تفرض عقوبات على المشاركة الروسية في المشاريع النووية التي تشكل جزءًا من استئناف تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة"، وأضاف: "الولايات المتحدة ستتخذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تطبيق العقوبات الأمريكية على تنفيذ المشاريع والأنشطة المتعلقة بالطاقة النووية لخطة العمل المشتركة الشاملة من أفراد وكيانات غير أمريكية".

إلى ذلك، قال ريتشارد غولدبرغ، مستشار مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، الذي عمل في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض التابع للرئيس السابق دونالد ترامب كمدير لمكافحة أسلحة الدمار الشامل الإيرانية، لصحيفة فري بيكون، إنه لا توجد طريقة للضغط على روسيا من دون أن تشمل جميع مؤسساتها المملوكة للدولة.  وقال غولدبيرغ: "لا يمكنك الادعاء بأن لديك سياسة ضغط ضد موسكو من خلال العقوبات، وفي الوقت نفسه تضخ المليارات للشركات المملوكة للدولة".