غير دستوري...عمران خان ينجو من حجب الثقة ويطالب بحل البرلمان

وفي أول تعليق له بعد قرار البرلمان، قال عمران خان إنه طلب من رئيس الجمهورية حل البرلمان، داعياً الباكستانيين للاستعداد لانتخابات جديدة.

غير دستوري...عمران خان ينجو من حجب الثقة ويطالب بحل البرلمان

السياق

في تطور لافت، رفض البرلمان الباكستاني، مذكرة حجب الثقة عن رئيس الوزراء عمران خان، وألغى جلسة التصويت على سحب الثقة منه، مسددًا ضربة قوية لأنصار المعارضة.

وقال نائب رئيس البرلمان الباكستاني، إن سحب الثقة من رئيس الحكومة غير دستوري.

وفي أول تعليق له بعد قرار البرلمان، قال عمران خان إنه طلب من رئيس الجمهورية حل البرلمان، داعياً الباكستانيين للاستعداد لانتخابات جديدة.

إلى ذلك أعلن رئيس الوزراء الباكستاني، حل الحكومة.

كان قاسم سوري، رئيس مجلس النواب الباكستاني، قد أعلن تلقي البرلمان طلبًا بإجراء تصويت لسحب الثقة من عمران خان، إثر جدل يشغل الساحة السياسية.

طلب دعا له زعيم المعارضة الباكستانية شهباز شريف، باعتبار رئيس الوزراء -كما يقول معارضوه- فقد الشرعية الانتخابية.

غير أن رئيس وزراء باكستان تحدث أمام أنصار حزبه في إسلام آباد مؤكدًا أن هناك "مؤامرة داخلية مدعومة من الخارج وتهدد أمن بلاده واستقرارها".

بين الاستقالة وحجب الثقة.. ما مصير رئيس الوزراء الباكستاني؟

التظاهر في الشوارع

خسر حزب خان "حركة إنصاف"، أغلبيته البرلمانية الأسبوع الماضي، عندما أعلن حزب حليف له أن نوابه السبعة سيصوتون إلى جانب المعارضة.

وانشق أكثر من 12 نائبًا من حركة إنصاف، بينما تحاول قيادة الحزب منعهم من التصويت بإجراءات قضائية.

ودعا عمران خان أنصاره للنزول إلى الشوارع، قبيل تصويت البرلمان على حجب الثقة عنه، للاحتجاج السلمي على ما وصفها بـ"مؤامرة" دُبرت خارج باكستان لإطاحته، ملمحاً إلى إمكانية رفض نتيجة التصويت.

وقال في تصريح لوسائل الاعلام الرسمية: "أريدكم أن تحتجوا جميعًا من أجل باكستان حرة ومستقلة".

ووصف معارضيه بأنهم "لصوص وجبناء" وألمح إلى أنه لا يزال يملك ورقة في يده. ووعد قائلًا: "لدي خطة لغد. لا تقلقوا. سأثبت لهم أنني ساهزمهم أمام البرلمان".

 

اتهام أمريكا

كان خان قد اتهم الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الباكستانية، وذكرت وسائل إعلام محلية أن خان تلقى تقريرًا من سفير باكستان في واشنطن، سجل لقاءً مع موظف أمريكي رفيع المستوى، قال له إن علاقات البلدين ستكون أفضل في حال مغادرة رئيس الوزراء منصبه، لكن واشنطن نفت أن تكون قالت ذلك.

ويتهم خان (69 عامًا) الولايات المتحدة بمحاولة إطاحته، لأنه يرفض الاصطفاف مع مواقف واشنطن حيال روسيا والصين.

 

تهديد حركة طالبان

ويتهمه معارضوه بسوء الإدارة الاقتصادية، مع تضخم جامح وتراجع سعر صرف الروبية والدين الكاسح، وبارتكاب هفوات على صعيد السياسة الخارجية.

 ويواجه عمران خان -نجم رياضة الكريكت السابق- أخطر أزمة سياسة منذ انتخابه عام 2018.

وتواجه الحكومة أيضًا تهديدًا متعاظمًا من حركة طالبان الباكستانية، التي أعلنت الأربعاء أنها تريد شن "هجوم" على القوى الأمنية خلال شهر رمضان.

وهيمن حزبا المعارضة الرئيسان -حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية- على الحياة السياسية لعقود مع حدوث انقلابات عسكرية، إلا أن عمران خان شكل ائتلافًا بعدما وعد الناخبين باستئصال الفساد المستشري منذ عقود.

ويفيد بعض المحللين بأن عمران خان خسر أيضًا دعم الجيش الحاسم، مفتاح السلطة السياسية الباكستانية.

ومنذ الاستقلال عام 1947 عرفت باكستان أربعة انقلابات عسكرية ناجحة، وعددًا مماثلًا من المحاولات الفاشلة، وقد حكم الجيش البلاد ثلاثة عقود.

إذا أطيح عمران خان، من المرجح أن يقود الحكومة الجديدة شهباز شريف من "حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية"، وهو شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي أطيح عام 2017 بتهم فساد مزعوم وسجن قبل إطلاق سراحه بكفالة في أكتوبر 2019 لدواع طبية.

لكن الحكومة طلبت السبت من القضاء، إلغاء قرار الإفراج بكفالة عن شهباز شريف، الذي يستهدفه تحقيق بتهمة غسل أموال منذ عام 2020. وينتظر صدور قرار محكمة لاهور شرقي البلاد الاثنين.

كذلك لا يستبعد أن يتولى المنصب بيلاوال بوتو زرداري من "حزب الشعب الباكستاني"، وهو نجل رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو والرئيس السابق آصف زرداري.