ما لا يعرفه الكثيرون عن حزب الله العراقي

تضم هذه المليشيا، التي تعمل بشكل سِري، ولا يعرف أحد الكثير عنها، وحدات استخبارية وأخرى متخصِّصة في الاتصالات والرصد والمراقبة، وثالثة مقاتلة، إضافة إلى خبراء في تصنيع الصواريخ والطائرات المسيَّـرة

ما لا يعرفه الكثيرون عن حزب الله العراقي

السياق

 حركة المقاومة الإسلامية "كتائب حزب الله"... فصيل مسلَّح شيعي عراقي، تأسس بين عامي 2003 و2006 مع بداية الاحتلال الأمريكي للعراق، وتصاعُد عمليات استهداف القوات الامريكية والصراع الطائفي .

أما الأيديولوجية الفِكرية للكتائب، فتشبه أيديولوجيا حزب الله اللبناني، بل يُعَـدُّ نسخة عراقية للحزب اللبناني، ويرتبط بولاية الفقيه، ويقلِّد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامئني. 

وتضم هذه المليشيا، التي تعمل بشكل سِري، ولا يعرف أحد الكثير عنها، وحدات استخبارية وأخرى متخصِّصة في الاتصالات والرصد والمراقبة، وثالثة مقاتلة، إضافة إلى خبراء في تصنيع الصواريخ والطائرات المسيَّـرة، ولديه قيادة سِرية لم يعرف منها سوى شخص يُلقَّب بالخال، ومتحدِّث رسمي يدعى جعفر الموسوي، بينما تبقى الهيئة القيادية بعيدة عن الأنظار.

ويمتاز الحزب عن باقي الفصائل المسلَّحة -المرتبطة بإيران- بالسِّرية وعدم الإفصاح عن عدد مقاتليه ولا مقراته، بينما تبقى أنشطته محاطة بسِرية تامة.

 ومن أهم القادة المعروفين والمؤسسين للكتائب، أبو مهدي المهندس، الذي قُتل في غارة جوية أميركية، قرب مطار بغداد، مع قاسم سليماني، قائد فيلق القدس .

ومن قادة كتائب حزب الله، أبو فدك المحمداوي، الذي خلف المهندس نائبًا لرئيس هيئة الحشد الشعبي، وكان المحمداوي -قبل ذلك- الأمين العام لكتائب حزب الله .

ومن الأسماء، التي اشتهرت بتغريداتها على "تويتر" المسؤول الأمني لكتائب حزب أبو علي العسكري، الذي يملك حسابًا شخصيًا، ينشر من خلاله بيانات، لكن هذه الشخصية يكتنفها الكثير من الغموض، ولا أحد يعرف ما إذا كانت وهمية أم حقيقية .

وتشير المعلومات الشحيحة عن الميليشيا، الى أن مسلَّحي هذه المليشيا تلقوا تدريباتهم، على يد حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني خارج العراق .

ووفقًا للمعلومات، التي حصل عليها "السياق" فإن هذه المليشيا لديها مقرات ومواقع عدة، تنتشر في طول البلاد وعرضها، تحت عناوين مختلفة، فتارة تستخدم الحشد الشعبي، وأخرى تستخدم معسكرات للجيش والشرطة، لتغطية أنشطتها .

وتوجد وحدات لهذه المليشيا، داخل الأراضي السورية، في البوكمال وقرب التنف، حيث القوات الأمريكية، إضافة إلى انتشارها في سنجار والقائم، وصولًا إلى معبر الوليد مع سوريا.

وجرف الصخر منطقة عسكرية وأمنية مغلقة، تحت إشراف الكتائب، ومن أهم المواقع السِرية التي اتخذتها هذه المليشيا، نهاية عام 2015 بعد تحريرها من داعش وتهجير سُكانها السُّنة، مقرًا لممارسة أنشطتها، وتقع منطقة جرف الصخر جنوب بغداد، وهي تابعة لمحافظة بابل .

وتشير المعلومات الاستخبارية لوزارة الداخلية العراقية، إلى أن كتائب حزب الله، اتخذت من جرف الصخر مقراً لإقامة ورش تصنيع الصواريخ والطائرات المسيَّـرة، وإيواء وتدريب مقاتليها بعيدًا عن الأنظار.

كما أن جميع محاولات إخراج هذه المليشيا من جرف الصخر، وإعادة النازحين السُّنة إليها، باءت بالفشل، ولم تتمكَّن حكومات حيدر العبادي وعبدالمهدي والكاظمي، من حل هذه القضية، نتيجة الدعم الإيراني لها، للاحتفاظ بهذه المنطقة المهمة جغرافيًا .

فالميليشيا استخدمت جرف الصخر، لإطلاق الطائرات المسيَّـرة باتجاه المملكة العربية السعودية في مناسبتين، وهذا ما كشفته صحف أمريكية وجهاز المخابرات العراقي .

 واتُهمت هذه المليشيا، بتنفيذ مجزرة السنك، التي وقعت أثناء تظاهرات تشرين، إذ دخلت سيارات تحمل مسلَّحين هذه المنطقة القريبة من ساحة التحرير، قتلوا عددًا من المتظاهرين، واعتقلوا آخرين، وقبل مغادرتهم المنطقة كتبوا على الجدران عبارة "الخال" التي تشير إلى "أبو فدك المحمداوي" في تحد واضح لأجهزة أمن الدولة وحركة الاحتجاجات .

وتنخرط الكتائب في العمل السياسي لاول مرة منذ تأسيسها، وتعتزم هذه المليشيا دخول سباق الانتخابات، من خلال حركة سياسية تسمى  "حركة حقوق" وهي واحدة من مجموعة أحزاب أو حركات لجماعات مسلَّحة مرتبطة بإيران، ستشارك في الانتخابات، ليكون لها ممثِّلون في البرلمان الجديد، لأن القانون يحظر على الجماعات المسلَّحة، العمل السياسي والمشاركة في الانتخابات .

وشجَّعت إيران هذه المليشيا وغيرها، على الانخراط في العمل السياسي بطريقة غير مباشرة، من دون أن تتخلى عن سلاحها، للحصول على أكبر عدد من الأصوات الشيعية الحليفة لها في البرلمان، ولتقطع الطريق على التيار الصدري، للظفر بالكتلة الشيعية النيابية الأكثر عددًا، والحصول على رئاسة الحكومة، الذي تسعى إلى الاستئثار به، بعد إطاحة حكومة عبدالمهدي .