اشتباكات سبها تدق ناقوس الخطر.. الجيش الليبي يحذر والأمم المتحدة تكثف جولاتها
بحسب مصادر تحدثت للسياق، فإن المليشيات المسلحة، التي يرأسها مسعود الجدي، الموالية للمجلس الرئاسي الليبي، شنت فجر اليوم، هجومًا مفاجئًا، على تمركزات إحدى كتائب اللواء طارق بن زياد التابعة للقوات المسلحة في مدينة سبها، جنوبي ليبيا

السياق
قبل عشرة أيام من إجراء أول انتخابات رئاسية في تاريخ ليبيا، شهد البلد الإفريقي تطورات عسكرية وأخرى سياسية، ألقت بظلالها على المشهد، وكشفت تحديات أمنية كبيرة، تستدعي تدخلًا عاجلًا.
فمدينة سبها جنوبي ليبيا، شهدت فجر اليوم الثلاثاء، مواجهات بين مليشيات مسلحة وقوات للجيش الليبي، أسفرت عن مقتل أحد عناصر المليشيات وإصابة آخرين، وحركة نزوح كبيرة من مناطق الاشتباكات.
وبحسب مصادر لـ«السياق»، فإن المليشيات المسلحة، التي يرأسها مسعود الجدي، الموالية للمجلس الرئاسي الليبي، شنت فجر اليوم، هجومًا مفاجئًا، على تمركزات إحدى كتائب اللواء طارق بن زياد التابعة للقوات المسلحة في مدينة سبها، جنوبي ليبيا.
وقالت مصادر «السياق»، إن اللواء طارق بن زياد، تمكن من التصدي للهجوم، خاصة بعد وصول تعزيزات للقوات المسلحة، مشيرة إلى أن المليشيات التي يرأسها مسعود الجدي، فرت من دون أي أثر ملموس على الأرض.
وعن الرواية المتداولة، بتمكن تلك المليشيات من دخول مقر المخابرات العسكرية في سبها، نفت المصادر الليبية، صحة تلك الرواية، مشيرة إلى أن قوات الجيش تمكنت من التصدي لتلك المليشيات، التي حاولت السيطرة على أماكن تمركز الجيش، مستخدمة الأسلحة الثقيلة.
الجيش يحذر
الرواية التي دعمتها مصادر عسكرية ليبية، أيدها مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، اللواء خالد المحجوب، قائلًا، في تصريحات صحفية، إن المليشيات المسلحة تحاول زعزعة أمن الجنوب الليبي واستقراره.
إلا أن رواية الجيش، ناقضتها أخرى لمديرية أمن سبها، قالت فيها، إن عملية الاقتحام المزعومة للمقار العسكرية التابعة للجيش الليبي، جاءت كرد فعل على مصادرة الأخير 11 سيارة ذات دفع رباعي بقوة السلاح، عندما كانت في طريقها إلى المنطقة الجنوبية.
وقالت مديرية أمن سبها، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن وزارة الداخلية سلَّمت شرطة المديرية مركبات ذات دفع رباعي، لتأمين العملية الانتخابية وضمان نجاحها، إلا أن «قوات مدججة بالأسلحة الثقيلة والمدرعات، اعترضت أعضاء هيئة الشرطة، وتوجهت بالمركبات الإحدى عشرة لقاعدة براك ببلدية الشاطئ».
تعطل الدراسة
وبحسب مصادر ليبية، فإن تلك الاشتباكات تسببت في تعطل الدراسة في مدارس وجامعة المدينة، إضافة إلى إغلاق المصالح الحكومية أبوابها، مؤكدة أن الحركة تبدو شبه معدومة في البلدة الواقعة في الجنوب الليبي.
كما تداول نشطاء من سبها مقاطع فيديو منسوبة لتلك الاشتباكات، عبر «فيسبوك»، حيث سُمع فيها دوي طلقات أسلحة خفيفة ومتوسطة.
وبحسب مراقبين، فإن اشتباكات سبها، تأتي في محاولة من المليشيات المسلحة، لإفساد مساعي توحيد الجيش الليبي، بعد اللقاء الأول من نوعه، الذي عُقد قبل أيام في مدينة سرت، بين الفريق عبدالرازق الناظوري المكلف بمهام القائد العام للجيش الليبي، ورئيس الأركان العامة في حكومة تصريف الأعمال الفريق أول ركن محمد الحداد، واتفقا خلاله على توحيد المؤسسة العسكرية، قريبًا من دون أي تدخل من أحد.
محاولات خبيثة
وأكد المراقبون، أن محاولة المليشيات المسلحة لإفساد تلك المساعي ستبوء بالفشل، خاصة أن هناك تأييدًا شعبيًا ودوليًا لمساعي القوات المسلحة للتوحيد وجمع شتاتها في الشرق والغرب الليبي.
وفي سياق متصل، أعلن آمر الغرفة الأمنية المشتركة سرت العميد صالح المغربي، أن اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5 ستجتمع الخميس والجمعة المقبلين بمقرها الدائم في مدينة سرت.
وبينما لم يكشف المسؤول العسكري الليبي الملفات التي من المقرر مناقشها، إلا أن اللجنة -بحسب مراقبين- ستناقش نتائج لقاء الحداد والناظوري، إضافة إلى نتائج جولتها الأخيرة في أنقرة وموسكو، لإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا.
جولات أممية
إلا أن تلك التطورات العسكرية، التي أثارت قلقًا كبيرًا لدى الليبيين وفي الأوساط السياسية، قوبلت بجولات مكوكية للمبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني ويليامز إلى سياسيي ومسؤولي ليبيا، في محاولة لتحريك ملف الانتخابات، وخوفًا من أية محاولات لتأجيله.
آخر اللقاءات، عقدته مع رئيس الأركان العامة في حكومة تصريف الأعمال، الفريق أول ركن محمد الحداد، أشادت فيه باجتماع الأخير مع الفريق الناظوري، في مدينة سرت السبت الماضي.
وأعربت ستيفاني، عبر «تويتر»، عن أملها بأن يكون اجتماع الحداد والناظوري منطلقًا للمضي قدمًا نحو توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا.
كما التقت ستيفاني في العاصمة طرابلس موسى الكوني، نائب رئيس المجلس الرئاسي، وأطلعته على مهامها كمستشارة خاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، لا سيما قيادة جهود الأمم المتحدة في تعزيز تنفيذ مسارات الحوار الثلاثة لعملية برلين.
وأشارت المبعوثة الأممية، إلى أنها أجرت نقاشاً وصفته بـ«المثمر» لدعم المطلب الشعبي بإجراء انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية.
من جهة أخرى، وفي محاولات من البرلمان الليبي لدعم العملية الانتخابية، قال المتحدث باسم مجلس النواب عبدالله بليحق، إن المجلس سيتواصل مع كل الأطراف والمؤسسات المعنية بالعملية الانتخابية، للمحافظة على ما تحقق من مكاسب، وإنجاح العملية الانتخابية.
وقال متحدث البرلمان، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن المجلس سيواصل جلساته الرسمية بشكل اعتيادي، لمتابعة آخر المستجدات، عقب الجلسة التشاورية التي عقدها مساء الاثنين بمقر فرع ديوان مجلس النواب في العاصمة طرابلس.