قصف جوي وانسحاب سريع في اليوم الـ38 من الأزمة... ماذا يحدث في أوكرانيا؟
رغم التقدم العسكري، فإن مسؤولًا أوكرانيًا بارزًا، قال إن القوات الروسية تنسحب بسرعة من شمالي البلاد.

السياق
قصف جوي وفتح ممرات إجلاء وانسحاب سريع للقوات الروسية من شمالي كييف، تطورات متلاحقة على خطى الأزمة الأوكرانية التي دخلت يومها الثامن والثلاثين، من دون حسم.
وقالت شركة الطاقة النووية الحكومية إنرجواتوم، إن أربعة أشخاص على الأقل أصيبوا بجروح في انفجارات، وسط احتجاجات ضد «الاحتلال» الروسي في بلدة إنرهودار وسط أوكرانيا.
وشهدت المدينة، القريبة من محطة زابوريزهيا للطاقة النووية، التي استولت عليها القوات الروسية أوائل مارس الماضي، احتجاجات متفرقة منذ احتلالها.
ونشرت شركة إنرجواتوم مقطع فيديو من مكان الحادث، يظهر تفريق الحشود بنيران أسلحة أوتوماتيكية وطلقات نارية، مشيرة إلى أن «المحتلين» فرقوا المحتجين بتفجيرات وإطلاق نار.
وقالت شركة إنرجواتوم، إن السكان تجمعوا في البداية بمسيرة سلمية لدعم أوكرانيا، مشيرة إلى أن «حافلات السجن الروسية توقفت وبدأ الروس اعتقال السكان(..) في غضون دقائق اهتزت المدينة بسبب دوي الانفجارات والقصف المكثف».
وبحسب "إنرجواتوم" نُقل عدد من المواطنين إلى المستشفى مصابين بجروح وحروق بالغة، جراء الانفجارات التي أصابت صفًا من المدنيين في محيط مركز ثقافي.
استهدافات روسية
وردت روسيا على الاستهدافات الأوكرانية أمس، بشن هجوم على مصفاة نفط أوكرانية كبرى، في سلسلة ضربات صباح السبت، بحسب متحدث باسم الجيش الروسي.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الميجور جنرال إيغور كوناشينكوف، في إفادة السبت، إن المصفاة الواقعة في مدينة كريمنشوك وسط أوكرانيا، تعرضت لأسلحة جوية وبحرية عالية الدقة بعيدة المدى، مضيفًا أن الجيش الروسي دمر منشآت تخزين تحتوي على البنزين ووقود الديزل، كانت تزود القوات الأوكرانية في المناطق الشرقية والوسطى.
وقال كوناشينكوف إن روسيا قصفت أيضًا مطارات عسكرية في مدينتي بولتافا ودنيبرو شرقي كريمنشوك، مستخدمة صواريخ جوية عالية الدقة.
من جانبه، قال دميترو لونين، حاكم منطقة بولتافا الأوكرانية حيث تقع المصفاة، إن ثلاث طائرات روسية نفذت الضربة في السادسة صباحًا بالتوقيت المحلي، مشيرًا إلى أنه من غير المعروف ما إذا كان أي شخص أصيب في الهجوم، لكن خدمات الطوارئ كانت تعمل على إخماد الحريق.
وأضاف لونين أن أربعة صواريخ روسية أصابت أهدافًا أخرى في بولتافا الساعة 2 صباحًا. ويأتي الهجوم على مصفاة النفط، بعد يوم من اتهام الكرملين كييف بشن هجوم بطائرة مروحية على مستودع وقود مدني داخل الأراضي الروسية.
أرقام أوكرانية
في المقابل، أعلنت أوكرانيا أن نحو 158طفلًا قُتلوا وأصيب أكثر من 254 منذ العملية الروسية، وفقًا لبيان مكتب المدعي العام الأوكراني عبر "فيسبوك".
وقال تقرير لوكالة الأنباء الأوكرانية الرسمية: «هذه البيانات ليست نهائية ويجرى التحقق منها في المناطق المحتلة مؤقتًا، وتحديدًا في مدينة ماريوبول ومناطق معينة في كييف وشيرنيهيف ولوهانسك».
وتضررت 869 مؤسسة تعليمية من الهجمات والقصف الروسي، بينها 83 أصابها دمار شامل، بحسب التقرير.
ووفقًا للتقرير، لحقت أضرار بأكثر من 80 مؤسسة للأطفال، بما في ذلك مستشفيات ومدارس للموسيقى ومؤسسات رياضية وأخرى للتأهيل ومراكز شباب ومكتبات.
تقدم عسكري
كانت المخابرات العسكرية البريطانية، قالت السبت، إن القوات الأوكرانية تواصل تقدمها ضد القوات الروسية المنسحبة في محيط العاصمة كييف.
وأكدت وزارة الدفاع البريطانية -في نشرة دورية- أن هناك تقارير تفيد أيضًا بانسحاب القوات الروسية من مطار هوستوميل القريب من العاصمة، الذي كان محل قتال منذ اليوم الأول للصراع.
تكتيك مختلف
ورغم التقدم العسكري، فإن مسؤولًا أوكرانيًا بارزًا، قال إن القوات الروسية تنسحب بسرعة من شمالي البلاد.
وقال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني السبت، إن القوات الروسية تنسحب بسرعة من مناطق في محيط العاصمة كييف ومدينة تشيرنيهيف شمالي أوكرانيا.
وأشار بودولياك إلى أن الانسحاب السريع للروس من مناطق كييف وتشيرنيهيف، يشير إلى أن موسكو تمنح الأولوية لتكتيك مختلف: الانسحاب إلى الشرق والجنوب.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه كييف توافقها مع موسكو لفتح 7 ممرات إنسانية خلال اليوم لإجلاء المدنيين.
فتح ممرات
ومن المتوقع أن تفتح سبعة ممرات إجلاء في أوكرانيا -اليوم السبت- على طول الطرق الرئيسة في أوكرانيا، وفقًا لما ذكرته نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك.
وأعلنت فيريشوك أن القائمة تشمل الطريق من مدينة ماريوبول الجنوبية المحاصَرة إلى مدينة زابوريجيه التي تسيطر عليها الحكومة جنوبي شرق أوكرانيا.
وستسافر وسائل النقل الخاصة على طول طريق الإخلاء، وتتوقف في مانجوش، وبيرديانسك، وتوكماك، وفاسيليفكا، وكاميانسكي، قبل الوصول إلى الوجهة النهائية لزابوريزهزيا.
وقالت فيريشوك، إن قافلة من 42 حافلة من مدينة بيرديانسك الجنوبية -تنقل سكانًا من مدينة ماريوبول المحاصَرة- تمكنت من عبور نقطة تفتيش روسية رئيسة، وكانت في طريقها إلى زابوروجييه.
وأشادت فيريشوك بوصول القافلة، مشيرة إلى أنها نجاح لجهود الحكومة الأوكرانية، لمحاولة فتح الممرات من ماريوبول إلى زابوريزهزهيا، منذ 5 مارس الماضي.
وأجلي نحو 6266 شخصًا من المدن الأوكرانية الجمعة، بمن في ذلك 1431 شخصًا انتقلوا من مدينتي بيرديانسك وميليتوبول الجنوبيين في سياراتهم الخاصة إلى زابوريجيه عبر ممرات الإجلاء، وفقًا لفيريشكوك. وأضافت أنه بين هذا العدد، جاء 771 شخصًا في الأصل ماريوبول.
تهديد روسي
وفي محاولة لإثناء الدول الغربية عن دعم أوكرانيا، حذر السفير الروسي لدى المملكة المتحدة أندريه كيلين، بريطانيا من تسليم أسلحة مدفعية بعيدة المدى وأنظمة مضادة للسفن إلى أوكرانيا، مشيرًا إلى أنها ستكون أهدافًا مشروعة للقوات الروسية.
وبحسب وكالة تاس، قال كيلين: «أي شحنات أسلحة تزعزع الاستقرار، لاسيما تلك التي ذكرها (بن) والاس (وزير الدفاع البريطاني). إنها تؤدي إلى تفاقم الوضع وتجعله أكثر دموية».
وتابع كيلين: «من الواضح أن هذه أسلحة جديدة عالية الدقة. بالطبع ستكون أهدافًا مشروعة لقواتنا المسلحة، إذا عبرت حدود أوكرانيا».
وكثيرًا ما اشتكى المسؤولون الروس من تسليم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لأوكرانيا أسلحة عسكرية متطورة، مكنت القوات الأوكرانية من إعاقة التقدم الروسي.
وزادت المملكة المتحدة دعمها العسكري لأوكرانيا، قبل الغزو الروسي في 24 فبراير الجاري، وعقب مؤتمر المانحين الدولي لأوكرانيا، أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس –الخميس- أن بريطانيا وحلفاءها سيرسلون مساعدات أكثر فتكًا إلى كييف.
وقال والاس: «سيكون هناك المزيد من المساعدات الفتاكة التي ستدخل أوكرانيا نتيجة اليوم. لقد تقدم عدد من الدول بأفكار جديدة أو تعهدات بمزيد من الأموال»، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة «تتصدر قائمة» جهود المساعدة.