آخرها مسجد بيشاور... ماذا وراء هجمات داعش في باكستان؟

أوضح الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، مصطفى أمين عامر، في حديثه لـالسياق أن نشاط تنظيم داعش الإرهابي في باكستان، جزء من نشاطه المستمر في ولاية خراسان وبعض المناطق وسط آسيا.

آخرها مسجد بيشاور... ماذا وراء هجمات داعش في باكستان؟

السياق

طرح الهجوم الإرهابي الدموي، الذي نفذه تنظيم داعش الإرهابي، في مسجد بمدينة بيشاور الباكستانية، تساؤلات عدة ارتبطت بظهور داعش مجددًا في باكستان، ومدى التزام حركة طالبان بتعهداتها الدولية، بأن أفغانستان لن تصبح مأوى للإرهابيين.

وأعلن تنظيم داعش الإرهابي، مسؤوليته عن التفجير الانتحاري في بيشاور الباكستانية، وأسفر عن قتل 50 شخصًا على الأقل، وإصابة أكثر من 200.

تأتي هذه العملية بعد نحو 6 أشهر وتحديدا منذ أغسطس الماضي، حيث قُتل شرطيان وأصيب 12 في انفجار هز مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان غربي باكستان.

 

وعد طالبان

ويري مصطفى أمين عامر، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة -في حديثه لـ"السياق"- أن حركة طالبان نفَّذت وعدها بعدم السماح لأي تنظيم إرهابي بأن ينشط في البلاد.

وأشار عامر إلى أن داعش نشط بشكل كبير، بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان مباشرة، لكن الحركة وجَّهت ضربات موجعة له، واستطاعت حصاره، وهو ما قد يدفعه للنشاط مرة أخرى في باكستان، التي يتمركز بها.

وأوضح الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، أن نشاط تنظيم داعش الإرهابي في باكستان، جزء من نشاطه المستمر في ولاية خراسان وبعض المناطق وسط آسيا، وبذلك فالنشاط لم يكن متوقفًا لكن كان لتنظيم داعش، نشاط ضد حركة طالبان باكستان، فضلًا عن استهداف الحكومة الباكستانية.

لكن عامر يلفت إلى أن الجديد في واقعة تفجير مسجد بيشاور، هو استهداف موقع مهم للشيعة، حيث يعد التخطيط وتنفيذ الاستهداف داخل باكستان أسهل بالنسبة للتنظيم، الذي يسعى إلى ضرب النسيج الاجتماعي داخل الدول، لذا فهو ينشط ضد المسيحيين وسط وغرب إفريقيا بشكل كبير، ونشط ضدهم في مصر في إحدى الفترات.

 

حرب مذهبية

من جانبه، لم يستبعد فاضل أبو رغيف، الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي -في حديثه لـ"السياق"- الجانب المذهبي للهجوم الإرهابي الأخير في باكستان.

وقال أبورغيف، إن استهداف مسجد بيشاور لم يكن الهجمة الأولى في باكستان، فهي أرض عليها دائمًا جماعات راديكالية متطرفة ومازالت القاعدة لها تأثير سلبي، لافتًا إلى وجود "حرب شبه مذهبية" متبادلة داخل باكستان.

وشدد على أن طالبان استطاعت السيطرة على مقاليد الأمور في أفغانستان، وبدأت تأسيس دولة نظامية، وهو ما يعني نجاحها في ضبط الأمن وحصار تنظيم داعش الإرهابي.

وشدد على أن تفجير مسجد بيشاور، لم يكن العملية الإرهابية الأولى ولن تكون الأخيرة، بحسب الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي، الذي وضع لتوقفها شرطًا واحدًا، هو وجود مصالحة مجتمعية وقاعدة بيانات استخبارية قوية.

من جانبه، نوه الدكتور مروان شحادة، الخبير الأردني في شؤون الجماعات الإرهابية -في حديثه لـ "السياق"- إلى انتشار تنظيم داعش الإرهابي في باكستان، لافتًا إلى قدرة طالبان على تحجيم قدرته في ولاية خراسان بأفغانستان.

وأشار إلى أن مدة ما بعد سيطرة حركة طالبان الأفغانية على الحكم مرة ثانية، شهدت تشديد قبضتها على ولاية خراسان، واعتقلت -عبر حملات تفتيش- قادة داعش وكل شخص يناصر التنظيم.