13 يومًا من الحرب.. الرئيس الأوكراني: سأبقى في كييف ولست خائفًا من أحد

ظهر الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، متحديًا وكاشفًا عن مكان إقامته، بعد شائعات وتقارير أفادت إما بخروجه من العاصمة كييف، وإما البحث عن بديل له من قبل الغرب، وحتى محاولة اغتياله.

13 يومًا من الحرب.. الرئيس الأوكراني: سأبقى في كييف ولست خائفًا من أحد

السياق

يتواصل الغزو الروسي لأوكرانيا للأسبوع الثاني، إذ تواصل القوات الروسية قصف المدن الاوكرانية، ما أسفر عن قتل العشرات وتدمير مئات المباني السكنية، ونزوح أكثر من مليون ونصف إلى الدول المجاورة.

إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية فتح ممرات إنسانية حتى يتسنى إجلاء الناس من كييف وأربع مدن أوكرانية أخرى هي تشيرهيهيف وسومي وخاركيف وماريوبول، وقالت إن القوات الروسية طبقت "نظام صمت"، في إشارة إلى وقف النار اعتبارا من الساعة 0700 بتوقيت غرينتش.

كانت موسكو، أعلنت مساء الاثنين وقف إطلاق النار، لإجلاء المدنيين من كييف وسومي وخاركيف وتشرنيغوف وماريوبول، وفق ما أفادت خلية وزارة الدفاع الروسية المكلفة بالعمليات الإنسانية بأوكرانيا، في بيان.

من جهتها، لم تعلّق كييف على الإعلان الروسي، رغم الموعد النهائي الذي حددته روسيا عند الساعة 00.00 بتوقيت غرينتش الثلاثاء للسلطات الأوكرانية، التي من المفترض أن تمنح موافقتها على طرق الإجلاء الجديدة.

 

ظهور زيلينسكي

ظهر الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، متحديًا وكاشفًا عن مكان إقامته، بعد شائعات وتقارير أفادت إما بخروجه من العاصمة كييف، وإما البحث عن بديل له من قبل الغرب، وحتى محاولة اغتياله.

وقال -في مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي- إنه ليس خائفًا ولا يهاب أحداً، متعهداً بالبقاء في كييف.

كشف الرئيس الأوكراني عن مكان إقامته قائلًا: "أنا هنا في شارع بانكوفا حيث المقر الرئاسي... لا أختبئ، ولا أخاف أحدًا وسأفعل كل ما يلزم للانتصار في هذه الحرب".

ولم يكتفِ بذلك، بل وجَّه أيضًا الكاميرا إلى النافذة، لتبدو كييف مغطاة بعباءة الليل، ولتظهر الشوارع في قلب العاصمة قبالة المقر الرئاسي.

وهذه أول مرة يعود فيها زيلينسيكي، إلى المقر الرئاسي منذ اندلاع الحرب في 24 فبراير الماضي، حيث يتوارى عن الأنظار في مقر سري.

واتّهم الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي الجيش الروسي، بإفشال إجلاء المدنيين عبر الممرّات الإنسانية، التي كان من المقرّر إقامتها بعد محادثات ثنائية.

وقال: "كان هناك اتفاق بشأن الممرّات الإنسانية، هل يطبّق ذلك؟ ما يطبّق هو الدبابات الروسية، والغراد (راجمات الصواريخ) والألغام الروسية".

على الأرض، تواصل القوات الروسية انتشارها حول البلدات أو قصفها، وفق مسؤولين أوكرانيين.

وأكد دميترو جيفيتسكي، رئيس الإدارة العسكرية لمدينة سومي شمالي شرق البلاد، أن طائرات روسية ألقت قنابل ليل الاثنين الثلاثاء على مدينة سومي مضيفًا: "هناك قتلى وجرحى".

كما دارت معارك عنيفة في مدينة إيزيوم (شرق) لكن القوات الروسية تراجعت بعد صدها، بحسب هيئة الأركان العامة الأوكرانية، التي أوضحت أن القوات الروسية "نشرت الإرهاب في المدينة، حيث قصفت المباني السكنية والبنى التحتية المدنية".

وبعد قرابة أسبوعين من الغزو الذي أطلقت عليه موسكو "عملية عسكرية خاصة"، واصل الجيش الروسي هجومه، وأسفرت غارة على مخبز صناعي في ماكاريف، وهي منطقة تقع على أحد المحاور الرئيسة المؤدية من غربي أوكرانيا إلى كييف، عن قتل 13 شخصًا، بحسب جهاز الإسعاف الأوكراني.

كذلك، تتوقع العاصمة كييف هجومًا عليها "في الأيام المقبلة" بحسب وزارة الداخلية الأوكرانية.

ووعد رئيس بلدية كييف -بطل الملاكمة السابق فيتالي كليتشكو- بأن "كل منزل، كل شارع، كل نقطة تفتيش، ستقاوم حتى الموت إذا لزم الأمر".

 

دعوة الأمم المتحدة

تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو أكبر صراع عسكري في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، في واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية.

ويزداد الوضع سوءًا يومًا بعد يوم، مع تعرّض العديد من المدن للحصار، حيث بدأ الطعام ينفد.

أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث -أمام مجلس الأمن الدولي- أنّ المنظمة الدولية "تحتاج إلى ممرات آمنة لتقديم مساعدات إنسانية في مناطق القتال بأوكرانيا".

ونهاية محادثات الاثنين مع المفاوضين الروس، تحدث الأوكرانيون عن "بعض النتائج الإيجابية" في ما يتعلق بالممرات الإنسانية. أما في ما يتعلق بالقضايا الرئيسة مثل وقف إطلاق النار، فقال ميخايلو بودولياك وهو عضو في الوفد الأوكراني: "النقاشات المكثفة ستستمر بشأنها".

كانت موسكو أعلنت -صباح الاثنين- وقفًا محليًا لإطلاق النار وفتح ممرات، للسماح بمغادرة المدنيين من العديد من المدن الأوكرانية، بينها كييف وخاركيف التي تتعرض للقصف منذ أيام.

لكن أوكرانيا رفضت إجلاء المدنيين إلى روسيا، إذ تؤدي أربعة من ستة ممرات اقترحتها موسكو إلى روسيا أو جارتها وحليفتها بيلاروسيا.

وفي اتصال هاتفي برئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، اتهم فلاديمير بوتين "الكتائب القومية الأوكرانية، بعرقلة عمليات الإجلاء عبر اللجوء إلى العنف والاستفزازات".

من جهته، دان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "استهزاء" نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالمبادئ "السياسية والأخلاقية" باقتراحه إقامة ممرات إنسانية لسكان مدن أوكرانية عدة "لنقلهم إلى روسيا".

 

خمسة ملايين لاجئ

وفي إيربين بضاحية كييف، أقيم ممر إنساني غير رسمي، سمح للآلاف من سكان المدينة، التي سيطرت عليها القوات الروسية، بالفرار عبر جسر مرتجل، ثم طريق واحد يتولى أمنه الجيش ومتطوعون.

ودمرت القوات الأوكرانية الجسر الإسمنتي الذي كان يعلو النهر، لمنع مرور المدرعات الروسية.

وهناك تنقل حافلات وشاحنات صغيرة الأطفال والمسنين والعائلات الفارة، التي تتخلى عن حقائبها الثقيلة للرحيل.

وقالت إينا شيربانيوفا (54 عامًا) التي تمكنت من الفرار من إيربين لوكالة فرانس برس: "لم يكن لدينا ماء ولا كهرباء في المنزل، كنا جالسين في القبو". وأضافت: "كانت الانفجارات تسمع باستمرار  قرب منزلنا، وكانت هناك أصوات سيارات وقتلى، كان الأمر مخيفًا".

كذلك، أصبحت مدينة أوديسا الواقعة على شواطئ البحر الأسود مهددة بشكل أكبر. وقد عهدت العائلات -بمسنيها المرضى الذين هم أضعف من أن يتمكنوا من الفرار من هذه المدينة- إلى أحد الأديرة.

ويواصل الأوكرانيون  هجرتهم الجماعية، فقد دفعت الحرب -حتى الآن- أكثر من 1.7 مليون شخص إلى البحث عن ملاذ في البلدان المجاورة بحسب الأمم المتحدة.

وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن أوروبا تتوقع استقبال خمسة ملايين لاجئ، إذا استمر قصف المدن.

منذ بداية الحرب، قُتل ما لا يقل عن 406 مدنيين وجُرح 801، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. ومع ذلك، تؤكد مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، أن تقييماتها قد تكون أقل بكثير من الواقع.

 

فرص نجاح ضئيلة

كذلك، هناك محاولات دبلوماسية جديدة لوقف الحرب، من أبرزها اجتماع لوزراء الخارجية الروس سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا والتركي مولود تشاوش أوغلو الخميس في تركيا.

لكنّ آمال نجاحها ضئيلة، إذ لا يزال فلاديمير بوتين يضع شرطًا لأي حوار هو قبول كييف كل مطالب موسكو خصوصًا نزع السلاح من أوكرانيا، وفرض وضع محايد على هذا البلد.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنهم "مصممون على مواصلة زيادة التكلفة" التي تتكبدها روسيا، كما جاء في بيان صدر الاثنين عن البيت الأبيض، بعد مؤتمر بالفيديو للزعماء الأربعة.

وقالت واشنطن إنهم خلال الاجتماع الافتراضي، تطرقوا إلى حظر محتمل على الغاز والنفط الروسي، لكن جو بايدن "لم يتخذ قرارًا حتى الآن" في هذا الشأن.