تونس.. المرزوقي يكشف عن تحالفه مع الإخوان ويواصل الاستقواء بالخارج
تأتي هذه الخطو استمرارًا لمسلسل الاستقواء بالخارج الذي تتبعه المعارضة التونسية، لاسيما المنصف المرزوقي، التي بدأها عندما طلب من السلطات الفرنسية، التوقف عن مساعدة تونس.

السياق
بعد أيام من قرار الرئيس التونسي قيس سعيد، سحب جواز السفر الدبلوماسي، من المنصف المرزوقي، دخل الرئيس التونسي الأسبق في تحالف مع الإخوان، محرِّضا على النظام في تونس.
تأتي هذه الخطو استمرارًا لمسلسل الاستقواء بالخارج الذي تتبعه المعارضة التونسية، لاسيما المنصف المرزوقي، التي بدأها عندما طلب من السلطات الفرنسية، التوقف عن مساعدة تونس والتدخل لغلق ما وصفه بـ"قوس الانقلاب".
كان المرزوقي، نظم وقفة احتجاجية وقتها، ضمت عددًا من معارضي سعيد في العاصمة الفرنسية باريس وقال: "إن فرنسا مطالبة -بحُكم علاقتها بالشعب التونسي- بالتدخل ضد ما تم اتخاذه من إجراءات" في إشارة إلى قرارات الرئيس التونسي الاستثنائية في 25 يوليو الماضي، التي أعلن خلالها تجميد أعمال البرلمان، ورفع الحصانة عن النواب، وإقالة حكومة هشام المشيشي.
بداية التحريض
المرزوقي، نشر على صفحته في "فيسبوك" منشورًا يدعو للتحريض على الأنظمة، في الدول التي شهدت ما يسمى "الربيع العربي"، بعد توقعيه من شخصيات معروفة بانتمائها للإخوان وأخرى متحالفة معها، في مصر واليمن وسوريا، بجانب موريتانيا ولبنان.
ضمت القائمة من مصر أيمن نور حليف جماعة الإخوان المصنفة إرهابية، وقطب العربي وماجد عبدالله وحسام الغمري وهشام عبدالله وزوجته غادة نجيب، وماجدة محفوظ.
من اليمن، توكل كرمان الإخوانية، وأنيس منصور، أما من سوريا فهناك: فيصل القاسم، وأحمد موفق زيدان وأحمد الهواس، وأحمد كامل ورزان أمين، بجانب الإخواني الموريتاني محمد المختار الشنقيطي، وسلطان العبدلي وطارق شندب وعثمان عثمان من لبنان.
يأتي هذا المنشور التحريضي، بعد أيام من إعلان حركة النهضة التونسية الإخوانية، رفض ما سمتها "محاولات تطويع القضاء في البلاد"، مؤكدة تضامنها مع الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي.
واتهمت الحركة الإخوانية، الرئيس التونسي بالتضييق على حرية التعبير والإعلام، و"توجيه الاتهامات علنًا في كل اتجاه، مثل الاعتداء على الكثيرين والضغط المستمر على السلطة القضائية، التي رفضت هياكلها هذا التدخل، وعبَّرت عن تمسكها باستقلال القضاء وعلوية القانون".
مخطط إخواني
مختار اللواتي، المحلل والكاتب السياسي التونسي قال لـ"السياق"، إن ما يفعله المنصف المرزوقي ما هو إلا مخطط إخواني.
واعتبر اللواتي أن المرزوقي يعاني تخبطًا "فالرجل غنم من تحالفه مع الإسلام السياسي منصبًا إذا مات وبُعث إلى الحياة ألف مرة ما كان ليظفر به"، مضيفًا أن "ما يطرحه الآن مخطط إخواني بصماتهم ظاهرة فيه، لكنهم استخدموه كأداة ورأس حربة، فإذا نجح حصل على غنيمة، وإذا جاء بنتيجة سلبية يتحمل هو وزره"، بحسب قوله.
المحلل السياسي التونسي أكد لـ"السياق" أن "الشارع التونسي لفظ الإسلام السياسي، غير أن بطء الرئيس في إنفاذ قراراته لاعتبارات داخلية وخارجية، يدفع بالإخوان إلى البحث عن أي منفذ للخروج من الزاوية التي حُشروا فيها".
وأوضح أنهم "تارة يعقدون الأحلاف ويحركونها يمينًا ويسارًا، من دون أن يظهروا علنًا في الصورة، بسبب عدم حصولهم على تأييد علني صريح من الدول الغربية"، منوهًا إلى أن "ما يطفو على السطح من خلافات داخل الحركة، زاد قناعة الرأي العام الداخلي والخارجي، بأن الإجراءات الرئاسية الاستثنائية كانت ضرورية وواجبة".
من ناحية أخرى، يرى اللواتي أن الإشكالية المتبقية هي "عدم الإسراع بإجراء محاكمات عادلة مستقلة، حتى يعاقَب كل مجرم بالعدل، بعيدًا عن روح الانتقام والثأر"، معتبرًا أن "المماطلة في هذه الخطوة دفعت الإخوان والمتحالفين معهم، إلى اتخاذ خطوة لإشعال الشارع التونسي".
وعيد الرئيس
شهدت تونس حراكـًا شعبيًا عنيفًا، من أنصار حركة النهضة، حاولوا خلاله اقتحام مقر البرلمان، لكن قوات الأمن تصدت لهم.
وكانت حركة النهضة الإخوانية دعت إلى المشاركة في المظاهرة بالعاصمة تونس، لكن الشرطة أغلقت المنافذ المؤدية إلى ساحة باردو قبالة البرلمان.
ورفع المحتجون لافتات مناهضة لقرار الرئيس التونسي، بتجميد أعمال البرلمان ورفع الحصانة، بخلاف التحريض ضده ومؤسسة الرئاسة.
وأغلق الأمن التونسي المداخل المؤدية لمقر البرلمان، كإجراء احترازي ضد أي أعمال تخريبية لأنصار النهضة خلال المظاهرة.
وأعلنت وزارة الداخلية التونسية في بيان، القبض على عدد من الأشخاص بحوزتهم أسلحة بيضاء وسط المتظاهرين الإخوان.
وأشار إلى أن المشاركين في المظاهرات، حاولوا الاعتداء على قوات الأمن، لكنها تصدت لهم.
وفي أول رد فعل له على مظاهرات النهضة الإخوانية أمام البرلمان، تعهد الرئيس التونسي قيس سعيد، بالتصدي لمحاولات ضرب بلاده من الداخل، مشددًا على أن "هناك مَنْ يحاول زرع الفتنة في بلادنا".