الحوثي والإخوان... ذراعا إيران لضرب استقرار الدول العربية
تأتي دعوة الحوثي، لاحتضان قيادات الإخوان كجزء من مشاركة المليشيات الحوثية والإخوان، في تنفيذ حملاتهم ضد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.

السياق
أثارت الدعوة، التي وجَّهها القيادي الحوثي في اليمن، محمد علي الحوثي، لاحتضان قيادات الإخوان المقيمة في تركيا، وترحيبه بالإعلاميين محمد ناصر ومعتز مطر، الفارين من مصر إلي تركيا، السؤال عمَّن له حق العيش بأمن وأمان على أرض اليمن.
دعوة الحوثي، التي أطلقها عبر حسابه الرسمي في "تويتر" جاءت بعد أيام من إبلاغ السلطات التركية، عدداً من إعلاميي جماعة الإخوان المسلمين، بوقف نشر أي مواد تحريضية ضد مصر، ليس فقط من خلال برامجهم، بل من خلال منصاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
الأمر الذي أثار حفيظة الكثيرين في اليمن، خاصة أن دعوة الحوثي، بأن صنعاء باتت ملاذا آمناً لإعلاميي الإخوان، تأتي في الوقت الذي تعج فيه المعتقلات السرية لجماعة الحوثي، بآلاف الصحفيين وأصحاب الرأي والنشطاء، ومَنْ يعارض جرائم مليشيا الحوثي الإرهابية.
"السلام فريضة غائبة في مشروع الحوثيين" هكذا يصف أشرف عبدالله المزندي، المحلل السياسي اليمني، في تصريح خاص لـ"السياق" الوضع في ظِل مليشيا الحوثي، قائلا: "أثبت الحوثيون، على مدى 17 عاماً، من حربهم ضد الدولة في اليمن، أن السلام فريضة غائبة، في مشروعهم وشريعتهم، كونهم أولاً، لا يملكون قرار الحرب والسِّلم، وإنما هم ذراع عسكرية تنفِّذ أهداف إيران وأجندتها في المنطقة، انطلاقاً من اليمن".
ويلفت المزندي، إلى أن الحوثيين ينوِّعون التكتيكات بين المراوغة وتوزيع المواقف وكسب مزيد من الوقت، مع استمرار الحشد العسكري والتجنيد، وهو نهج إيراني، محكوم بملفات طهران الشائكة مع المجتمع الدولي .
ويُـعَـدُّ محمد ناصر ومعتز مطر، أحد أذرع جماعة الإخوان الإعلامية، الذين كانت تركيا ملاذاً لهما، بعد سقوط نظام الإخوان في مصر، لبث أفكارهم التي تهدف إلى هدم استقرار النظام المصري، عبر قنوات إخوانية عدة، تبث من تركيا، منها قناة مكملين التي يعمل فيها محمد ناصر، وقناة الشرق التي يعمل فيها معتز مطر.
تأتي دعوة الحوثي، لاحتضان قيادات الإخوان كجزء من مشاركة المليشيات الحوثية والإخوان، في تنفيذ حملاتهم ضد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ويقوم تحركها على إسقاط الدولة اليمينية ونظامها، الذي تأسس عقب ثورة 26 سبتمبر 2011، التي ينظر إليها الطرفان على أنها أعاقت مشروع الخلافة الإخواني، وبقاء الإمامة التي ينادي بها الحوثيون.
وبحسب المزندي، تشكِّـل أطماع مليشيا الحوثي وجماعة الإخوان، جناحي مشروع يتعارض مع مشروع الدولة الوطنية اليمنية، كجزء من محيطها العربي والقومي.
وتشير المؤشرات الأولية من صنعاء -بحسب قول المزندي- إلى مناورة حوثية جديدة، لتجاوز الضغوط الأمريكية التي بدأت مع وصول الرئيس الأمريكي بايدن إلى البيت الأبيض، وتصدُّر اليمن ملفات المنطقة، على طاولة الفريق الديمقراطي في الخارجية الأمريكية، وذلك عبر فتح جبهات صدام جديدة مع الدول العربية، لا سيما مصر.
فالعلاقة بين الحوثي وإيران -كما جاءت على لسان زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي في آخر خطاباته- جزء من محور المقاومة (محور إيران) في المنطقة، وبذلك فإن دعوة المليشيا لإعلاميي الإخوان، غير مفاجئة، لطبيعة العلاقة بين الإخوان وطهران، التي بدأت منذ نهاية سبيعنيات القرن الماضي.
وإذا أخذنا في الاعتبار مساعي التمدد الإيراني في المنطقة، فإن طهران -بحسب المزندي- لن تكتفي بشمال يمني من دون باب المندب وجنوب وشرق اليمن، حيث حقول النفط والغاز، وتراهن على إطالة أمد الحرب، ولتثبيت نفوذها، تسعى إلى إثارة القلاقل في مصر، عبر أذرع الفوضى الإخوانية في الإعلام.