بايدن على وشك عقد أسوأ صفقة مع إيران.. وهذه بنودها
بعيدًا عن صفقة 2015 التي كانت سيئة، يأتي الاتفاق الجديد الذي يحقق آمال موسكو، ويتيح لإيران خرق معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ورفع العقوبات، وإضفاء الشرعية على البرنامج النووي الإيراني، من دون المطالبة بدفع فاتورة الانتهاكات السابقة والحالية، ما يشجع الأنظمة الاستبدادية الأخرى على انتهاك التزاماتها الدولية.

ترجمات - السياق
«بايدن على وشك عقد أسوأ صفقة على الإطلاق مع إيران»، هكذا عنونت صحيفة نيويورك بوست، تقريرها الذي كشفت فيه عن اتجاه إدارة الرئيس الأمريكي لعقد صفقة مع طهران، بشأن برنامجها النووي.
ورغم أن انتهاء أزمة ملف إيران النووي، المتعثرة منذ خروج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منه، يمثل انفراجة طال انتظارها؛ فإن بنود الاتفاق الجديد، الذي كشفت ملامحه الصحيفة الأمريكية، ستؤدي إلى خرق معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ورفع العقوبات وإضفاء الشرعية على البرنامج النووي الإيراني، من دون دفع البلد الآسيوي فاتورة الانتهاكات السابقة والحالية.
وعددت «نيويورك بوست»، ما وصفتها بـ«مساوئ» الاتفاق المرتقب، الذي قالت عنه إنه «مبني على الخداع وسيشجع الأنظمة الاستبدادية الأخرى على انتهاك التزاماتها الدولية».
الصفقة الأسوأ
وقارنت الصحيفة الأمريكية، بين اتفاقي نووي إيران السابق والمزمع إبرامه، فقالت إنه بينما كانت صفقة 2015 سيئة بدرجة كافية، إلا أن المقبلة ستكون أسوأ، مشيرة إلى أن الكثير تغير في السنوات التي أعقبت دخول إدارة أوباما الصفقة الإيرانية القديمة.
وأوضحت أن اتفاق 2015 سمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم، وتطوير صواريخ ذات قدرة نووية ورعاية الإرهاب، مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية بمليارات الدولارات، مشيرة إلى أن الصفقة التي كان من المفترض أن تضع البرنامج النووي الإيراني تحت السيطرة، وتؤدي بنظام راديكالي إلى الاعتدال، فشلت في تحقيق أهدافها .
دور الموساد
وبينما زعم البيت الأبيض -في عهد أوباما- أن صفقة إيران تتضمن عمليات تفتيشية بشكل لم يعرفه العالم على الإطلاق، إلا أنه لم يسجل أي نجاح يذكر؛ فالموساد الإسرائيلي هو الوحيد الذي عثر على أرشيف سري للأسلحة النووية، ظل نظام طهران يخفيه قبل وأثناء وبعد التفاوض على الصفقة.
هذا الأرشيف قاد المفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، إلى أربعة مواقع على الأقل لم تكن معروفة داخل إيران، عثروا في ثلاثة منها على آثار يورانيوم، بحسب «نيويورك بوست»، التي قالت إن إيران ما زالت تمارس «الغش» بتمرس، بل إن عمليات التفتيش المفترضة لم تفض إلى نتائج ملموسة، وظلت المواقع العسكرية الإيرانية محظورة على المفتشين .
إلا أن فشل المفتشين الدوليين في الملف الإيراني، كان خلفه دول عدة؛ أبرزها روسيا التي كانت من أبرز المعارضين لتحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران منذ سنوات، نظرًا لأنها «تنتهك» بانتظام التزاماتها بموجب المعاهدات الدولية، سواء في استخدام الأسلحة الكيميائية أم جرائم الحرب التي تستخدمها في أوكرانيا، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي قالت إن الدبلوماسيين الروس يعملون على مدار الساعة، لحماية الدول المارقة مثل إيران وسوريا من المساءلة.
إيران نووية
وبعيدًا عن صفقة 2015 التي كانت «سيئة»، يأتي الاتفاق الجديد الذي يحقق آمال موسكو، ويتيح لإيران خرق معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ورفع العقوبات، وإضفاء الشرعية على البرنامج النووي الإيراني، من دون المطالبة بدفع فاتورة الانتهاكات السابقة والحالية، ما يشجع الأنظمة الاستبدادية الأخرى على انتهاك التزاماتها الدولية، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وقالت «نيويورك بوست»: بينما أتاح اتفاق 2015، فرض عقوبات على البنوك والشركات الإيرانية الرئيسة والمنتسبين لمليشيا الحرس الثوري، وشركة النفط الوطنية الإيرانية ومئات الكيانات الأخرى، بسبب أدلة لا جدال فيها تظهر تورطهم في تمويل «الإرهاب»، حذرت من أن الاتفاق الجديد قد يرفع العقوبات عن هذه البنوك والشركات.
دعم الحرس الثوري
وأشارت إلى أن رفع العقوبات من دون أي مؤشر على تغيير في السلوك، سيكون أمرًا غير مسبوق، مؤكدة أن الصفقة ستدعم بشكل مباشر الحرس الثوري وحزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى، ما يعد فوزًا مهمًا لروسيا، وكذلك سوريا.
وحذرت الصحيفة الأمريكية، من أن الصفقة المتوقع إبرامها، ستزيل الحرس الثوري الإيراني من القائمة الرسمية لوزارة الخارجية للمنظمات الإرهابية الأجنبية، ما سيؤثر في أمريكا بجعلها أقل أمانًا، إضافة إلى إضعاف القضايا القانونية التي يرفعها هؤلاء وغيرهم من ضحايا الإرهاب.
وتوقعت «نيويورك بوست»، أن تمضي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قدمًا في هذه الصفقة، مستدلة على رؤيتها، بصمت البيت الأبيض، عن الرد على مكاتبة 1200 من أفراد عائلة غولد ستار إلى الرئيس، يحثونه على عدم الإفراج عن أي أموال لإيران، حتى تسدد 60 مليار دولار مستحقة قانونًا، لضحايا الإرهاب الذي ترعاه إيران.
تهديد العالم
وتساءلت الصحيفة الأمريكية: ما الذي ستقدمه إيران مقابل 100 مليار دولار تحصل عليها نتيجة تخفيف العقوبات وغض الطرف عن أسرارها النووية؟ لتجيب قائلة: ليس الكثير؛ فطهران ستكون قادرة على تهديد العالم في الوقت الذي تختاره.
وحذرت «نيويورك بوست»، من أن طهران ستستمر في تخصيب اليورانيوم وتطوير صواريخ طويلة المدى ذات قدرة نووية لتهديد الولايات المتحدة، متوقعة حدوث أزمة نووية في وقت مبكر من عام 2025، حتى لو التزمت إيران بشروط الاتفاقية الجديدة.
وأكدت أنه بينما تحتفل أمريكا وغيرها من الغربيين بالإفراج عن رعاياها الرهائن لدى إيران، الذين سيفرج عنهم مقابل مبالغ ضخمة، ستعمل طهران على القبض على رهائن غيرهم، في إطار سياستها الرامية للضغط على الغرب، لتمرير أجندتها.
وتوقعت الصحيفة الأمريكية، أن يرد البيت الأبيض على أي انتقاد للصفقة المتوقع إبرامها، بقوله: إن كل هذا خطأ دونالد ترامب (..) الصفقة الإيرانية كانت ناجحة، فاستراتيجية أقصى الضغط فشلت ولم يبق إلا هذه الصفقة أو الحرب.
إلا أنها قالت إن أيًا من تلك الردود المتوقعة لن يكون صحيحًا؛ فإيران كانت تخدع العالم في تعاملها مع الصفقة القديمة منذ البداية، وتحاول زعزعة استقرار الشرق الأوسط، بحسب «نيويورك بوست» التي قالت إن طهران ستكرر فعلتها بفضل «أسوأ» صفقة جديدة في التاريخ، التي ستكون بوساطة روسية.