بعد إحباط مؤامرات اغتيال... ما علاقة الحرس الثوري بعالم الجريمة الدولية؟

بالنظر إلى النطاق الواسع لموارد إيران في عالم الجريمة الدولية، واستعدادها لارتكاب أعمال إرهابية عبر الحدود، من المحتمل أن تظهر مؤامرات اغتيال وخطف في المستقبل القريب.

بعد إحباط مؤامرات اغتيال... ما علاقة الحرس الثوري بعالم الجريمة الدولية؟

ترجمات - السياق

ذكرت قناة الأخبار الإيرانية الدولية، ومقرها المملكة المتحدة، أنه جرى تكليف عميل من الحرس الثوري الإيراني، باغتيال ثلاثة أفراد في الخارج.

وأكد مسؤولون إسرائيليون أن الموساد ساعد في إحباط هذه المؤامرة المعقدة، التي استهدفت موظفاً في القنصلية الإسرائيلية بتركيا، وجنرالاً أمريكياً في ألمانيا، وصحفياً في فرنسا، وفقاً لمركز سياسة الأمن، الأمريكي.

وبحسب ما نقله المركز، في تحليل بموقعه الإلكتروني، خطط فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، المكلف بتنفيذ العمليات خارج الحدود، لتنفيذ الهجمات الثلاث بمساعدة منظمات إجرامية عابرة للحدود، وأن العميل كان سيكافأ بأكثر من مليون دولار بعد الاغتيالات الثلاثة.

 

تفاصيل اعتقال

كشفت وكالة الأنباء الإيرانية المعارضة، أن منصور الرسولي، 52 عاماً، هو العميل الذي جرى التعاقد معه للقيام بمحاولات الاغتيال هذه.

وبحسب ما ورد، فإنه عضو في وحدة 840 التابعة لفيلق القدس، التي تنفذ العمليات الخارجية، لكن تفاصيل اعتقاله لا تزال محل تساؤل.

وتابع المركز: "إيران لديها تاريخ في استخدام عملائها لملاحقة المعارضين والأعداء المزعومين في الخارج، ففي الصيف الماضي، اتهم المدعون الفيدراليون ثلاثة عملاء إيرانيين، لدورهم في محاولة اختطاف المنشقة الإيرانية الأمريكية مسيح علي نجاد من منزلها في بروكلين بنيويورك، وبعد بضعة أشهر، ساعدت المخابرات التركية في إحباط مؤامرة إيرانية لاغتيال رجل أعمال إسرائيلي في اسطنبول".

وتعكس زيادة مخططات الاغتيال والاختطاف الإيرانية، نجاح النظام في طهران بإقامة علاقات مع المنظمات الإجرامية، لاسيما تلك المرتبطة بتهريب المخدرات، ففي عام 2011 اتهم المسؤولون الأمريكيون إيران بالتخطيط لاغتيال سفير المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة، بمساعدة عصابة مخدرات مكسيكية تسمى "لوس زيتاس".

 

مهرب مخدرات

وفقاً للتقارير، جرى التعاقد مع العصابة أيضاً للمساعدة في تنفيذ هجمات إضافية، بما في ذلك على السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وهو المخطط الذي أحبِط نهاية الأمر من قِبل إدارة مكافحة المخدرات، بحسب المركز.

وأشار المركز إلى أنه رغم خطورة المنظمات الخارجية مثل عصابات تهريب المخدرات والعجز عن السيطرة عليها، حافظت إيران على هذه الاستراتيجية على مر السنين، ففي عام 2020، أفادت وكالة الأنباء التركية "الأناضول" بأن إيران كانت تستخدم مهرب مخدرات معروف، يدعى ناجي شريفي زندشتي، لاختطاف المعارضين على الأراضي التركية، كما جرى ربط ما لا يقل عن سبع جرائم قتل واختطاف أخرى رفيعة المستوى بمنظمته.

ووفقاً للمركز، دفعت التهديدات الإيرانية الوقحة ومحاولات اغتيال المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، إلى توخي الحذر الشديد، فخلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، الأسبوع الماضي، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن "هناك تهديداً مستمراً ضد المسؤولين الأمريكيين في الحاضر والماضي"، عندما سُئل عما إذا كان الحرس الثوري الإيراني يحاول قتل الأمريكيين، وكشف بلينكن أيضاً عن ارتفاع الهجمات الإيرانية ضد المسؤولين الأمريكيين بنسبة 400% من 2019 إلى 2020.

 

قاسم سليماني

أوائل عام 2022، هدد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، المتورطين في القتل المستهدف بقيادة الولايات المتحدة لجنرال الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بأنهم "لن يكونوا آمنين في أي مكان في العالم"، وتعهد رئيسي بمعاقبة "من أصدر الأمر ومن ارتكب الجريمة"، وبعد وقت قصير من هذه التصريحات، فرض النظام عقوبات على 41 أمريكياً، بمن فيهم موظفو إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والحالي جو بايدن.

ونهاية التحليل، قال المركز إنه بالنظر إلى النطاق الواسع لموارد إيران في عالم الجريمة الدولية، واستعدادها لارتكاب أعمال إرهابية عبر الحدود، من المحتمل أن تظهر مؤامرات اغتيال وخطف في المستقبل القريب.