الهزيمة الساحقة في فرجينيا تثير مخاوف الديمقراطيين

لفتت الصحيفة، إلى أن الجمهوري جلين يونجكين فاز بمنصب حاكم فرجينيا، بفارق نقطتين عن الديمقراطي المخضرم الحاكم السابق للولاية ماكوليف، والنتيجة كانت هزيمة مذهلة، في الولاية التي تغلب فيها بايدن على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بفارق عشر نقاط قبل عام واحد فقط.

الهزيمة الساحقة في فرجينيا تثير مخاوف الديمقراطيين
غلين يونغكين

ترجمات - السياق

رأت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، أن الهزيمة الساحقة التي تعرَّض لها الديمقراطيون في انتخابات حاكم ولاية فيرجينيا، ترسم صورة قاتمة لحزب الرئيس الأمريكي جو بايدن، في الوقت الذي يسبق إجراء انتخابات التجديد النصفي عام 2022.

وقالت الصحيفة، في تقرير، إنها أثناء مشاركتها في الحملة الانتخابية للمرشح الديمقراطي، لمنصب حاكم ولاية فرجينيا تيري ماكوليف، الأسبوع الماضي، أخبرت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس الناخبين، بأن صدى نتيجة هذه الانتخابات سيتردد إلى ما هو أبعد من ولايتهم، وأضافت هاريس: "ما سيحدث في فيرجينيا سيحدد إلى حد كبير ما سيحدث عامي 2022 و2024 وما بعد ذلك".

قلق الديمقراطين

وأشارت الصحيفة، إلى أنه بعد أقل من أسبوع على تصريحات نائبة الرئيس، فإن الديمقراطيين في واشنطن وفي جميع أنحاء الولايات المتحدة، يشعرون بالقلق من أنها كانت محقة في ما قالته.

ولفتت الصحيفة، إلى أن الجمهوري جلين يونجكين فاز بمنصب حاكم فرجينيا، بفارق نقطتين عن الديمقراطي المخضرم الحاكم السابق للولاية ماكوليف، قائلة: رغم أن استطلاعات الرأي أشارت إلى فارق ضئيل فقط بينهما، فإن النتيجة كانت هزيمة مذهلة، في الولاية التي تغلب فيها بايدن على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بفارق عشر نقاط قبل عام واحد فقط.

كما فاز فيل مورفي في انتخابات اختيار الحاكم في نيوجيرسي بفارق ضئيل أيضاً، وهي النتيجة التي عدَّتها الصحيفة أكثر إثارة للجدل بالنسبة للديمقراطيين، الذين كانوا يعتقدون أن مورفي سيعاد انتخابه بسهولة ضد خصمه الجمهوري جاك سيتاريلي، لأن بايدن فاز بالولاية بفارق 16 نقطة عام 2020.

مجلسا النواب والشيوخ

نقلت الصحيفة البريطانية، عن كايل كونديك من مركز السياسات بجامعة فيرجينيا قوله: "خلاصة القول أن الأمر برمته يتعلق ببايدن، فإذا ظلت البيئة السياسية على هذا النحو العام المقبل، من المرجَّح أن يفوز الجمهوريون في مجلسي النواب والشيوخ."

وقالت "فاينانشيال تايمز" إن المحللين يرون أنه إذا تكرر ما حدث ضد الديمقراطيين العام المقبل، فإنهم سيفقدون سيطرتهم على مجلسي النواب والشيوخ، اللذين يسيطرون عليهما بهوامش ضئيلة، الأمر الذي سيترك بايدن مع احتمال ضئيل لإقرار التشريعات، في الوقت الذي سيتجه فيه إلى النصف الثاني من ولايته التي تبلغ أربع سنوات، ويفكر في محاولة إعادة انتخابه عام 2024.

وتابعت: "تشير النتائج في فيرجينيا ونيوجيرسي، إلى جانب عدد من الخسائر الديمقراطية في انتخابات محلية أخرى، إلى أن صعوبة حصول الحزب على أصوات الناخبين تمثل اتجاهاً وطنياً، كما أنها تأتي في الوقت الذي انخفضت فيه نسبة تأييد الرئيس إلى أدنى مستوياتها، وسط استياء شعبي من ارتفاع الأسعار وجائحة كورونا، التي طال أمدها، وتعامله مع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان".

حرب داخلية

وذكرت الصحيفة أنه في غضون ذلك، لا يزال المشرعون في الكابيتول هيل محاصرين في حرب داخلية طويلة الأمد، بشأن أجندة بايدن التشريعية التي تنقسم إلى شقين: حزمة البنية التحتية بـ 1.2 تريليون دولار، وخطة "إعادة البناء بشكل أفضل"، بـ 1.75 تريليون دولار، التي تهدف للاستثمار في رعاية الأطفال والصحة العامة ومبادرات المناخ.

وأضافت الصحيفة، أن رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، تعهدت بالمضي قدماً في التصويت على مشروعي القانون بسرعة، ولكن لا تزال هناك انقسامات، بما في ذلك بين الديمقراطيين المعتدلين في مجلس الشيوخ، وبذلك فإن مصير التشريع لا يزال غامضًا.

ونقلت الصحيفة عن أحد مستشاري بايدن، الذي لم تكشف هويته، قوله إن مكونات أجندة الرئيس الأمريكي الاقتصادية، مازالت تحظى بشعبية كبيرة، معرباً عن رفضه إعطاء أهمية كبيرة للنتائج الأخيرة، إذ قال إن انتخابات التجديد النصفي لا تزال بعد عام من الآن، ولذا فإنه يمكن أن يحدث الكثير من الأمور حتى ذلك الحين.

إلا أن النائب الديمقراطي المعتدل جو مانشين، رأى أنه يجب التعامل مع رسالة الناخبين الأخيرة بحذر، وقال: "من الأفضل أن نكون حريصين للغاية بشأن ما نقوم به، فالبلد منقسم."

إقبال لافت

وفقاً لـ "فايننشال تايمز"، فإن هناك أكثر من 3 ملايين ناخب، أدلوا بأصواتهم في سباق اختيار حاكم ولاية فيرجينيا، إذ تشير النتائج إلى إقبال لافت، في المناطق الجمهورية الريفية بالولاية، مقارنة بإقبال ضعيف نسبياً في المناطق ذات الميول الديمقراطية، مثل الضواحي الثرية المحيطة بواشنطن العاصمة، وهو ما رأت الصحيفة أنه يكشف عن فجوة في الحماس، بين الناخبين الجمهوريين المتحمسين والديمقراطيين الأقل حماساً.

من جانبها، قالت المحللة الاستراتيجية الديمقراطية ماري آن مارش: يبدو أن الديمقراطيين يعتقدون أنه لمجرد أنهم تمكنوا من إخراج ترامب من البيت الأبيض عام 2020، فإن دورهم انتهى، لكن بدلاً من الرد على رسائل الجمهوريين وممارسة الدفاع، فإن هؤلاء الديمقراطيين بحاجة إلى شرح ما يقدِّمونه للناخبين بشكل أفضل.

وتابعت: "يجب أن يفهموا ذلك، كما يتعين عليهم اللعب بهجوم وبلا رحمة، وإلا فإنهم سيخسرون الكثير بعد عام من الآن."