بسبب حرب روسيا على أوكرانيا... تحذيرات من مجاعة عالمية

تنتج روسيا وأوكرانيا نحو 30% من إجمالي الصادرات العالمية من القمح ، وقرابة 20% من الصادرات العالمية للذرة، وما يقرب من 80% من منتجات بذور دوار الشمس، بما في ذلك الزيوت.

بسبب حرب روسيا على أوكرانيا... تحذيرات من مجاعة عالمية

ترجمات - السياق

مع دخول الحرب الروسية في أوكرانيا يومها الـ 64 وفي ظل عدم وجود أي مساع لحل الأزمة، فإن العالم بحاجة إلى الاستعداد لمزيد من الجوع والمجاعة، وانتظار المزيد من الألم بارتفاع أسعار الأغذية، بحسب "إندبندنت".

وتنتج روسيا وأوكرانيا نحو 30% من إجمالي الصادرات العالمية من القمح ، وقرابة 20% من الصادرات العالمية للذرة، وما يقرب من 80% من منتجات بذور دوار الشمس، بما في ذلك الزيوت.

وقد أوقفت الحرب -إلى حد كبير- صادرات الحبوب من أوكرانيا، كما تؤثر بالتأكيد في قدرة المزارعين الأوكرانيين على زراعة المحاصيل الجديدة لعام 2022، إذ من المتوقع أن تقل الزراعة هناك هذا العام بنحو الربع.

 

الغذاء أولًا

في افتتاحيتها، ركزت صحيفة إندبندنت البريطانية، على تأثير هذا التراجع في زراعة القمح الأوكراني، ووقف التصدير، في العالم، مشددة على أنه بحاجة ماسة لأن يستعد بشكل أفضل لمواجهة أي اضطرابات، قد تنتج عن استمرار هذه الحرب، التي دخلت شهرها الثالث، والتي قد تصل حد المجاعة.

وأدت العقوبات والقيود المفروضة على الشحن في البحر الأسود إلى توقف الصادرات الروسية، باستثناء البر إلى الدول المجاورة، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار العالمية للحبوب والبذور الزيتية، وزيادة التكلفة الإجمالية للغذاء.

كما تسبب الحظر على النفط الروسي، في ارتفاع أسعار الطاقة عالميًا، إذ تعد روسيا وحليفتها بيلاروسيا، المتأثرة ببعض العقوبات الاقتصادية، منتجين ومصدرين رئيسين للأسمدة الزراعية، إذ إن ارتفاع أسعار الأسمدة ستكون له آثار واسعة النطاق على إنتاج الغذاء.

ومع استمرار الحرب، ترفض روسيا أي حلول دبلوماسية، إذ قال سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي مؤخرًا: الموقف في جوهره أن هناك حربًا مع حلف شمال الأطلسي، بعد تسليم أسلحة غربية إلى أوكرانيا، تعدها روسيا أهدافًا مشروعة، مشيرًا إلى أن "الناتو" متورط في الصراع، من خلال ما سماها (الحرب بالوكالة).

 

احتمال مروع

ووصفت "إندبندنت" الحديث عن استمرار الصراع لبعض الوقت في أوكرانيا، بأنه احتمال مروِّع، بالنظر إلى الموقف الروسي المتشدد ودفاع أوكرانيا القوي والبطولي والفعّال.

وأمام هذه المخاوف، طالبت الصحيفة في افتتاحيتها، التحالف الغربي، بالاستعداد للعواقب التي ستنتج عن أشهر مقبلة من القتال والدمار، مشيرة إلى أن الشعور بهذه العواقب بدأ بالفعل، إذ يقع عبء ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة العالمية على عاتق الناس والدول الأقل قدرة على التأقلم مع الوضع الحالي.

وذكرت أن هناك تأثيرات فورية، يشهدها العالم حاليًا، من تقنين بيع زيت الطهي في المتاجر البريطانية، إلى ارتفاع أسعار الأسمدة في جميع أنحاء العالم، إلا أنها رأت أن كل ذلك قد يكون مقدمة لما هو أسوأ بكثير، وهو الوصول إلى (مجاعة عالمية).

ودفعت الحرب في أوكرانيا الأسعار إلى ما يقرب من أعلى مستوياتها على الإطلاق، إذ إنه من 8 أبريل الجاري، قفز متوسط تكلفة الحبوب الغذائية الأساسية بأكثر من 17% عن مستويات فبراير، ومن ثمّ فإنه بالنسبة للبلدان المستوردة للأغذية، ستؤدي هذه الزيادة إلى ارتفاع تكلفة الغذاء بشكل غير مسبوق.

وكمحاولة لوقف تردي الأوضاع، ولأسباب إنسانية بحتة، كشفت الصحيفة أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تدرس إضافة مساعدات غذائية إلى حزمة المساعدات العسكرية التي تقدمها للدول الأكثر فقرًا.

ونقلت الصحيفة عن الخبير الاقتصادي الأمريكي راجيف شاه رئيس مؤسسة روكفلر، قوله: هناك خطر أزمة غذاء هائلة وفورية في العالم، بينما حذرت منظمة أوكسفام البريطانية من أزمة جوع شرقي إفريقيا، تؤثر في 28 مليون شخص.

 

ارتفاع الأسمدة

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، حسب الصحيفة، إذ إن روسيا تُعد أكبر مصدر للأسمدة في العالم، وقد ارتفع سعر الأسمدة ثلاثة أضعاف في الأشهر الأخيرة، وذلك سيؤثر لاشك في أسعار المواد الغذائية.

وتقول "إندبندنت": "إذا كانت زيادات الأسعار نذير نقص فعلي في الأسمدة، فإن إنتاج المحاصيل سينخفض حتمًا،وبذلك فإن المزارعين في البلدان الأقل نموًا سيعانون أكثر من غيرهم"، مضيفة: "هكذا تحدث المجاعات".

وشددت الصحيفة البريطانية، نهاية افتتاحيتها، على ضرورة تكاتف المجتمع الدولي، للوقوف في وجه أزمة الغذاء العالمية التي تلوح في الأفق، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لن تقدر -وحدها- على حلها، ومن ثمّ يتعين على منتجي الأغذية، البحث عن طرق لزيادة إنتاجهم، ووقف الهدر غير الضروري.