بينهم صديق بوتين... حرب دعائية بشأن تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا

بدورها بثّت أجهزة الأمن الأوكرانية، تسجيلًا مصورًا يظهر رجل الأعمال الأوكراني الثري المعتقل فيكتور ميدفيدتشوك الموالي لروسيا، وهو يدعو إلى مبادلته بأوكرانيين يقاتلون في مدينة ماريوبول المحاصرة.

بينهم صديق بوتين... حرب دعائية بشأن تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا
فيكتور ميدفيدتشوك

السياق 

مع دخول الأزمة الأوكرانية يومها الـ54، انطلقت حرب دعائية بين روسيا وأوكرانيا بشأن تبادل الأسرى، حيث بث التلفزيون الروسي تسجيلًا مصوًرا، الاثنين، لشخصين قال إنهما "بريطانيان" ألقي القبض عليهما أثناء مشاركتهما بالقتال في أوكرانيا، وطالبا رئيس الوزراء، بوريس جونسون، بالتفاوض على إطلاق سراحهما.

وطلب الرجلان اللذان بدا الإنهاك واضحًا على ملامحهما في الفيديو بمبادلتهما برجل الأعمال الأوكراني الثري، فيكتور ميدفيدتشوك، المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي جرى توقيفه مؤخرًا في أوكرانيا، بحسب وكالة فرانس برس.

ولم يحدد التسجيل مكان احتجاز الرجلين ولا من قبض عليهما، القوات الروسية أو الانفصاليون الموالون لموسكو شرقي أوكرانيا.

وقدم التسجيل كمقابلة مع الصحفي أندريه رودنكو من هيئة الإذاعة والتلفزيون الروسية الحكومية.

وفي التسجيل، يظهر رودنكو للرجلين مقطع فيديو بثته الأسبوع الماضي أوكسانا مارشينكو، زوجة ميدفيدتشوك، طالبت فيه بمبادلة زوجها بالبريطانيين.

ثم طلب الموقوفان باللغة الإنجليزية مبادلتهما برجل الأعمال.

وبحسب وسائل الإعلام الروسية، قبض على الرجلين بعد مشاركتهما في القتال إلى جانب القوات الأوكرانية في ماريوبول. ويعتقد أنهما من وحدة استسلمت الأسبوع الماضي للقوات الروسية.

 

صديق بوتين

بدورها بثّت أجهزة الأمن الأوكرانية، اليوم الاثنين، تسجيلًا مصورًا يظهر رجل الأعمال الأوكراني الثري المعتقل فيكتور ميدفيدتشوك الموالي لروسيا، وهو يدعو إلى مبادلته بأوكرانيين يقاتلون في مدينة ماريوبول المحاصرة.

وقال في التسجيل: "أريد أن أطلب من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مبادلتي بسكان ومدافعين أوكرانيين عن ماريوبول".

ويبدو رجل الأعمال في هذا الفيديو غير المؤرخ مرتديًا ثيابًا سوداء ويجلس إلى طاولة.

 

استبدال ميدفيدتشوك

اقترح زيلينسكي في 12 أبريل على موسكو استبدال ميدفيدتشوك (67 عامًا) الذي احتجز في اليوم نفسه، بالأوكرانيين المحتجزين في روسيا.

وردا على سؤال عن عملية تبادل محتملة، قال الكرملين إن ميدفيدشوك "ليس روسيًا" مشيرًا إلى أنه لا يعرف ما إذا كان يرغب في أن تتدخل موسكو في قضيته.

كانت أجهزة الأمن الأوكرانية عرضت صورة لفيكتور ميدفيدتشوك مكبل اليدين ويرتدي زي الجيش الأوكراني، وقد أوقف، بحسب كييف، بعد عملية "استثنائية وخطيرة" نفذتها أجهزة الأمن الأوكرانية.

كان ميدفيدشوك يخضع للإقامة الجبرية منذ مايو 2021 بعد اتهامه بـ"الخيانة العظمى" و"محاولة نهب موارد طبيعية في شبه جزيرة القرم" الأوكرانية التي ضمتها روسيا عام 2014.

وفي 26 فبراير، بعد يومين من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، لم تجده الشرطة الأوكرانية خلال زيارة مراقبة.

ويعرف فيكتور ميدفيدشوك، الذي بلغت ثروته 620 مليون دولار وفق مجلة فوربس عام 2021، بصلاته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وهو مؤسس حزب "منصة المعارضة-من أجل الحياة" الموالي لروسيا.

 

صفقة تبادل

وسبق أن قالت قرينة فيكتور ميدفيدتشوك، إن زوجها "وافق على إدراجه في صفقة تبادل محتملة بين كييف وموسكو".

وتوجهت أوكسانا مارتشينكو زوجة ميدفيدتشوك (وهو نائب برلماني ورئيس المجلس السياسي لحزب "المنصة المعارضة من أجل الحياة"، ثاني أكبر قوة في برلمان أوكرانيا) برسالة مسجلة إلى بوتين، شددت فيها على أن زوجها اعتقل على يد حكومة كييف "بصورة غير قانونية لأسباب سياسية".

وطلبت مارتشينكو من بوتين المساعدة في تنظيم صفقة تبادل محتملة ستشمل زوجها، قائلة: "وافق فيكتور ميدفيدتشوك على مقايضته وتسليمه إلى روسيا، في حال توصل الجانبين الروسي والأوكراني إلى اتفاقات مناسبة".

وحمَّلت مارتشينكو أجهزة الأمن الأوكرانية مسؤولية احتجاز آلاف المواطنين لمجرد تعبيرهم عن موقفهم، منهم صحفيون وسياسيون وكتاب ومحللون سياسيون وغيرهم، وخاطبت بوتين بالقول: "أرجو منك بذل كل ما بوسعك للإفراج عن هؤلاء الناس وبطبيعة الحال زوجي".

 

الكرملين يستبعد

كان الكرملين، قد استبعد -الأربعاء- فكرة تبادل النائب ورجل الأعمال الأوكراني فيكتور ميدفيدتشوك المعتقل في أوكرانيا، الذي تعرض كييف تسليمه إلى موسكو، مقابل إطلاق سجناء محتجزين في روسيا.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف: "في ما يتعلق بالتبادل الذي أثار الكثير من الحماسة والسرور لدى شخصيات مختلفة في كييف، فإن ميدفيدتشوك ليس روسيًا، ولا علاقة له بالعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، إنه سياسي أجنبي".