إنذار نهائي من موسكو... وهل يضم بايدن روسيا إلى قائمة الإرهاب؟
طلبت كييف من واشنطن استخدام إحدى أقوى عقوباتها، بإضافة روسيا إلى قائمة وزارة الخارجية للدول الراعية للإرهاب

السياق
إنذار نهائي من روسيا للقوات الأوكرانية في ماريوبول، وطلب زيلينسكي من بايدن تصنيف روسيا "دولة راعية للإرهاب"، إضافة إلى تزويد أمريكا للمرة الأولى البلد الأوراسي بأسلحة عالية الدقة، 3 تطورات على طريق الأزمة الأوكرانية، التي دخلت يومها الثالث والخمسين، من دون حسم.
روسيا طالبت القوات الأوكرانية -التي لا تزال تقاتل للدفاع عن مدينة ماريوبول المحاصَرة- بإلقاء أسلحتها، في إنذار نهائي، تزامن مع هجوم موسكو المستمر على المدينة الواقعة جنوبي شرق البلاد.
وقالت وزارة الدفاع الروسية -في بيان- إنه يتعين «من دون استثناء» على جميع الوحدات المسلحة الأوكرانية و«المرتزقة الأجانب» الخروج من السادسة صباحا حتى الواحدة بعد الظهر، بالتوقيت المحلي، من دون أسلحة ولا ذخيرة.
أحداث ماريوبول، تتزامن مع ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية بإسقاط طائرات نقل عسكرية أوكرانية، تحمل معدات عسكرية، من دول غربية.
وزعم المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الميجور جنرال إيغور كوناشينكوف -في بيان- أن «طائرة نقل عسكرية أوكرانية أسقطت في الجو بمنطقة أوديسا، بينما كانت تسلم دفعة كبيرة من الأسلحة التي وفرتها لأوكرانيا دول غربية».
وزعمت روسيا -كذلك- أنها دمرت عددًا من الطائرات العسكرية الأوكرانية أكثر مما كان معروفًا في مخزون أوكرانيا، وفقًا لمعلومات مفتوحة المصدر.
يأتي ذلك، بينما قال مسؤول بالبيت الأبيض في تصريحات لشبكة «سي إن إن»، إن الشحنات من حزمة المساعدة الأمنية الأخيرة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أوكرانيا بدأت الوصول، بعد أن وافقت واشنطن -هذا الأسبوع- على حزمة إضافية بـ 800 مليون دولار من الأسلحة والذخيرة والمساعدة الأمنية لأوكرانيا.
وبحسب «سي إن إن»، فإن الولايات المتحدة وافقت -للمرة الأولى- على تزويد كييف بأنواع من الأسلحة عالية القوة، عدَّها بعض مسؤولي إدارة بايدن -قبل أسابيع- كبيرة جدًا لخطر التصعيد، بينها 11 طائرة هليكوبتر من طراز Mi-17 و18 مدفع هاوتزر عيار 155 ملم و 300 طائرة من دون طيار من طراز Switchblade .
وترفع شحنة 800 مليون دولار المبلغ الإجمالي للمساعدة العسكرية التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا إلى أكثر من 3 مليارات دولار.
وضع غير إنساني
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زكينسكي –الأحد- الوضع في مدينة ماريوبول المحاصرة بأنه «غير إنساني»، قائلاً إن الوضع لا يزال «خطيرًا»، مشيرًا إلى أن «روسيا تحاول عمدًا تدمير كل من في ماريوبول».
وبحسب «سي إن إن»، لا يزال نحو 100 ألف شخص في ماريوبول والمناطق المحيطة بها، التي تخضع إلى حد كبير للسيطرة الروسية، مع بقاء القوات الأوكرانية في جيوب المقاومة.
وقال زيلينسكي: «هناك طريقتان فقط للتأثير في ذلك، إما أن يمنح شركاؤنا أوكرانيا كل ما يلزم من أسلحة ثقيلة وطائرات، ومن دون مبالغة على الفور... وإما مسار تفاوضي، يجب أن يكون فيه دور الشركاء حاسمًا أيضًا».
وأكد زيليسنكي أن حكومته حاولت إنهاء حصار ماريوبول «عسكريًا أو دبلوماسيًا، أي شيء لإنقاذ الناس، لكن هذا الحل صعب للغاية».
و«رغم أننا سمعنا العديد من نيات أولئك الذين أرادوا المساعدة، الذين هم في مواقع النفوذ الدولي، فإن أيًا منها لم يتحقق»، أضاف الرئيس الأوكراني.
قائمة الإرهاب
إلى ذلك طلبت كييف من واشنطن استخدام إحدى أقوى عقوباتها، بإضافة روسيا إلى قائمة وزارة الخارجية للدول الراعية للإرهاب.
وقال مصدر مطلع إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلب من نظيره الأمريكي جو بايدن، في إحدى المحادثات الهاتفية الأخيرة، تصنيف روسيا "دولة راعية للإرهاب".
لكن بايدن -الذي وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "مجرم حرب"- لم يلتزم بأي إجراءات محددة خلال المكالمة، وفقًا لمطلعين على المحادثة.
وشبه مسؤول سابق في مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية، إدراج روسيا بالخيار النووي، الذي قد يوجه "ضربة دقيقة لغرور بوتين"، بحسب "واشنطن بوست".
عقوبات جديدة
تصنف وزارة الخارجية دولًا بأنها راعية للإرها،ب بعدما يتبين أنها قدمت دعمًا متكررًا للإرهاب الدولي، ما يؤدي إلى فرض عقوبات، بما في ذلك حظر تلقي المساعدة الخارجية الأميركية، وحظر شراء المنتجات ذات الاستخدام التجاري والعسكري المزدوج.
كما تصعب العقوبات التعامل مع المؤسسات المالية الدولية، التي تهيمن عليها الولايات المتحدة، مثل البنك الدولي.
ويتمتع الكرملين بعلاقات وثيقة ببعض الدول المدرجة في قائمة وزارة الخارجية، بما في ذلك نظام بشار الأسد في سوريا.
وتقول "واشنطن بوست" إن محاولات موسكو المزعومة لاغتيال المعارضين والجواسيس في الدول الأجنبية، ودعمها للانفصاليين في أوكرانيا، الذين تتهمهم الولايات المتحدة بالقتل والاغتصاب والتعذيب، قد تتناسب مع معايير وزارة الخارجية.
وتنتج عن الإدراج في قائمة الدول الراعية للإرهاب، آثار بعيدة المدى، تؤدي إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية الحالية لروسيا.
إجلاء المدنيين
لم يكن لدى المدنيين المحاصَرين -بسبب القتال العنيف جنوبي وشرقي أوكرانيا- أي وسيلة للفرار، بعد أن عجزت أوكرانيا عن الاتفاق على طرق الإجلاء مع روسيا.
وقالت إيرينا فيريشوك، نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، عبر حسابها بـ«تليجرام»: «نطالب مجددًا بتوفير ممر إنساني لإجلاء المدنيين، خاصة النساء والأطفال من ماريوبول».
وفي وقت متأخر من السبت، وضعت وزارة الدفاع الروسية شروطًا لاستسلام الجنود الأوكرانيين المتبقين الأحد في ماريوبول، وهو إنذار رفضه المسؤولون في المدينة.
وقال سيرهي هايدي، رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في لوهانسك، إنه يجب على الناس المغادرة رغم عدم وجود ممرات إنسانية رسمية. وحث الناس على الإجلاء إلى المناطق الآمنة في أوكرانيا للبقاء على قيد الحياة، وألا يصبحوا عمالة رخيصة للروس.
وأكد أنه ستُبذل محاولات لإجلاء المدنيين من سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك وروبيزني وبوباسنا ومجتمع هيرسك، جميع الأماكن التي شهدت دمارًا واسع النطاق في الأسابيع الأخيرة، متهمًا الروس بالقصف رغم اتفاق وقف إطلاق النار للسماح بالإجلاء.
كما كرر ادعاءً أدلى به مسؤولون أوكرانيون آخرون في الأسابيع الأخيرة، قائلين إن الأوكرانيين «من الجزء المحتل من روبيجن ومدن أخرى يجرى ترحيلهم قسرًا إلى مناطق نائية في روسيا ، حيث هناك حاجة إلى عمالة رخيصة».
جنوبي أوكرانيا بلا مياه
مدينة ميكولايف -الواقعة جنوبي أوكرانيا- بلا مياه منذ أربعة أيام، ما أجبر الناس على استخدام المياه من الجداول والأنهار.
وقال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في ميكولايف، فيتالي كيم، إن هجمات القوات الروسية مستمرة، بما في ذلك ضربات بصواريخ كروز، مشيرًا إلى أن مشكلة المياه ستحل قريبًا.
وشهدت المنطقة -الواقعة بين ميكولايف وخرسون في الجنوب- قتالًا عنيفًا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، بعد أن شنت القوات الأوكرانية هجمات مضادة.
طراد الصواريخ الغارق
ونشرت وكالة الأنباء الروسية الحكومية "تاس" مقطع فيديو يُزعم أنه يظهر فيه القائد العام للبحرية الروسية، الأدميرال نيكولاي إيفمينوف، يلتقي فريق طراد الصواريخ الموجهة موسكفا الغارقة في مدينة سيفاستوبول.
وبثت "تاس" شريط فيديو لوزارة الدفاع يظهر مَنْ وصفهم بضباط وبحارة السفينة الحربية الغارقة، يقفون في تشكيل بعمق صفين.
ولم يتضح عدد البحارة في التشكيل، بينما لم يصدر الجيش الروسي أي معلومات عن ضحايا للسفينة موسكفا التي غرقت الخميس في البحر الأسود.
وزعمت أوكرانيا أنها أصابت الطراد موسكفا بصواريخ مضادة للسفن، بينما أقر الجيش الروسي بأن السفينة غرقت بعد حريق وتفجير ذخيرة.
وأفاد إيفمينوف بأنه سيجرى إطلاق سراح البحارة المجندين من موسكفا وفقًا للقانون، من مايو إلى يوليو المقبل، كما أوردت "تاس".