يوم ثانٍ من الحرب الأوكرانية.. كيف أثرت في الأسعار العالمية؟

كشفت مجلة فوربس، أن أغنى أغنياء روسيا خسروا 39 مليار دولار من ثروتهم، في ظل تراجع البورصات العالمية، التي تأثرت بالأزمة الأوكرانية

يوم ثانٍ من الحرب الأوكرانية.. كيف أثرت في الأسعار العالمية؟

السياق

بعد ساعات من الغزو الروسي لأوكرانيا، بات العالم حلبة صراع كبيرة، تكافح فيها كل دولة آثار قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشن عملية عسكرية في كييف.

فالمخاوف من أن الحرب قد تعطل إمدادات الطاقة العالمية فترة وجيزة، أدت إلى ارتفاع خام برنت 9% إلى 105.79 دولار للبرميل، رغم تراجعها في وقت لاحق.

وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بنحو 70%، بينما تجاوز النفط الخام 105 دولارات للبرميل للمرة الأولى منذ عام 2014 بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، ما أثار مخاوف جديدة بشأن إمدادات الطاقة العالمية.

وارتفعت -كذلك- العقود الآجلة المرتبطة بـTTF ، بنسبة 69% لتصل إلى 142 يورو لكل ميغاواط/ساعة قبل تقليص المكاسب إلى 40 في المئة.

وأغلق خام برنت مرتفعاً 2.3 في المئة عند 99.08 دولار للبرميل، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن سلسلة من العقوبات، ركزت على القطاع المالي في روسيا، بدلاً من صناعة الطاقة فيها.

وبينما يقول المحللون، إن الأسعار قد ترتفع بشكل كبير، إذا تسبب الصراع شرقي أوروبا في تعطيل الإمدادات، أكدت أمريتا سين، من "إنرجي إسباكت"، وهي شركة استشارية، أن الخوف من تعطل الإمدادات قد تلاشى، بعد أن قرر بايدن عدم فرض عقوبات متعلقة بالطاقة على روسيا.

وقالت سين: الغرب لا يستطيع تحمُّل عقوبات الطاقة بالنظر إلى أسعار النفط والغاز.

اضطراب الأسعار

وأكد محللون أن تأثير «اضطراب الأسعار» لتدفق الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا سيكون شديدًا، وربما مشابهًا لارتفاع الأسعار في ديسمبر الماضي، عندما ارتفعت أسعار الغاز بالجملة الأوروبية فوق 180 ميجاوات في الساعة، استجابةً لموجة البرد وقتها والمشكلات  في محطات الطاقة النووية الفرنسية، مضيفين أن أي أي تعطيل لتدفقات الغاز عبر  أوكرانيا، سيقلص على الفور الإمدادات إلى أوروبا ويرفع الأسعار.

وتكافح منظمة أوبك، لتحقيق أهداف الإنتاج لتلبية الطلب المتزايد على الخام، بعد تخفيف قيود الإغلاق، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، وسط تحذيرات محللين من أن هناك قدرة محدودة على زيادة الإمدادات، إذا تأثرت التدفقات من روسيا بالعقوبات.

 وينطبق الشيء نفسه على أسواق الغاز، حيث لا يمكن لدولة واحدة، أن تحل محل ما توفره روسيا، التي تعد منتجًا مهمًا للمواد الخام، حيث تعتمد عليها أوروبا في نحو ربع نفطها وأكثر من ثلث غازها، كما أنها أكبر مورد للقمح في العالم.

 وقالت شركة غازبروم الروسية، إن الصادرات عبر أوكرانيا إلى أوروبا مستمرة، في وقت تتراوح مخزونات الغاز في جميع أنحاء القارة، عند أدنى مستوى لها منذ خمس سنوات.

سوق القمح

كما تأثرت أسواق السلع الأخرى بالهجوم الروسي على أوكرانيا، وارتفعت العقود الآجلة للقمح في شيكاغو 6 في المئة تقريبًا، لتصل إلى 9.26 دولار للبوشل، وهو أعلى مستوى منذ يوليو 2012.

وتعد روسيا وأوكرانيا مصدرين رئيسين للحبوب، وتنتجان 14% من القمح العالمي، وتمثلان ما يقل قليلاً عن 30% من صادرات القمح، كما يعد البلدان مصدرين رئيسين للذرة وزيت دوار الشمس.

 إنتاج البلدين، كان سببًا لتصاعد المخاوف بشأن تدفقات الإمدادات، بعد أنباء عن أن روسيا أغلقت بحر آزوف الداخلي المتصل بالبحر الأسود، وتمتلك أوكرانيا وروسيا موانئ تحميل، بينما من المرجح أن يؤدي الحظر المفروض على السفن التجارية، من آزوف إلى البحر الأسود، إلى دمار أسواق الحبوب والصلب.

سوق المعادن

كما ارتفعت أسعار المعادن الخميس، بينها الألمنيوم الذي سجل أكثر من 3.5% في مستوى قياسي بلغ 3449 دولارًا للطن، حيث تعد روسيا منتجًا كبيرًا للألمنيوم وكذلك النحاس والنيكل والبلاتين والبلاديوم.

وتقلبت أسعار الذهب، حيث تخلى المعدن النفيس عن تقدم يصل إلى 3.4%، وانخفض 0.8% إلى 1893 دولارًا للأوقية في وقت متأخر من يوم التداول في نيويورك.

بورصة موسكو تقفز

وبعد خسائر فادحة، إثر الغزو الروسي لأوكرانيا، سجلت بورصة موسكو قفزة كبيرة، اليوم الجمعة، بأكثر من 17 في المئة.

وقفز مؤشرا بورصة موسكو، اليوم الجمعة، ليصعد المؤشر MICEX  بأكثر من 22%، بينما ارتفع المؤشر RTS بنحو 28%.

وبحلول الساعة 10:15 بتوقيت موسكو، ارتفع المؤشر MICEX للأسهم المقومة بالروبل 22.48% إلى 2520.87 نقطة، بينما صعد المؤشر RTS للأسهم المقومة بالدولار 27.86% إلى 949.90 نقطة، وفقًا لبيانات بورصة موسكو.

كان المؤشر الرئيس للبورصة الروسية الرئيسية انخفض 20% أمس، بعد تأجيل الافتتاح، وسط تخوفات المستثمرين من آثار العقوبات الغربية، في أعقاب قرار موسكو مهاجمة أوكرانيا.

الروبل يتعافى

وتراجع سعر صرف الدولار 1.86 روبل إلى 83.38 روبل، بينما انخفض سعر صرف اليورو 2.25 روبل إلى 92.95 روبل.

وكان الروبل انهار أمس، بأكثر من 9% في أسواق العملات، ما دفع البنك المركزي الروسي إلى التدخل لـ"استقرار" الأسواق.

وقال البنك المركزي الروسي في بيان: «لاستقرار الوضع في السوق المالية، قرر بنك روسيا التدخل في سوق الصرف الأجنبي».

وجاء في التقرير أن «بنك روسيا سيضمن الحفاظ على الاستقرار المالي واستمرار عمل المؤسسات المالية، بالأدوات اللازمة».

أغنياء روسيا يعانون

وكشفت مجلة فوربس، أن أغنى أغنياء روسيا خسروا 39 مليار دولار من ثروتهم، في ظل تراجع البورصات العالمية، التي تأثرت بالأزمة الأوكرانية.

وقالت المجلة الأمريكية، إن رئيس شركة النفط الروسية لوك أويل وحيد ألكبيروف، كان أكبر الخاسرين بين المليارديرات الروس، مشيرة إلى أن ثروته انخفضت 3.8 مليار دولار أو بنسبة 15.4%.

وبحسب «فوربس»، فإن ثروة أليكسي مورداشوف، رئيس مجلس إدارة شركة سيفرستال، تراجعت 3.3 مليار دولار (11.3%)، في حين هبطت ثروة سليمان كريموف الملياردير الروسي، العضو في مجلس الاتحاد الروسي 2.6 مليار دولار (18.2%).

بينما خسر فلاديمير ليسين، المالك الرئيس، رئيس مجلس إدارة "NLMK" نحو 2.5 مليار دولار (8.3%) خلال تعاملات أمس الخميس.