الذهب... الملاذ الآمن لعلاج تضخم الاقتصاد العالمي
نصيحة ذهبية لتفادي التضخم... مستثمر يحث على اقتناء المعدن الأصفر كطوق نجاة

السياق
نصيحة لأحد المستثمرين المخضرمين، بضرورة أن تكون 10% من الممتلكات من محفظتهم بالذهب، تزامنت مع تقرير غربي، كشف عن اتجاه الألمان إلى اقتناء المعدن الأصفر بأعلى وتيرة منذ 12 عامًا، وسط تخوفات من انخفاض قيمة العملات الرئيسة.
وقال المستثمر المخضرم مارك موبيوس، في تصريحات نشرتها «بلومبرغ»، إن المستثمرين يجب أن يمتلكوا 10% من محفظتهم بالذهب، مشيرًا إلى أن قيمة العملات ستنخفض في أعقاب التحفيز غير المسبوق، الذي تم طرحه لمكافحة جائحة كورونا.
موبيوس الذي أسس «موبيوس كابيتال بارتنرز»، بعد أكثر من ثلاثة عقود في فرانكلين تمبلتون إنفستمنتس، قال، إنه في هذه المرحلة «يجب وضع 10% في الذهب المادي»، مشيرًا إلى أن تخفيض قيمة العملة على مستوى العالم، سيكون مهمًا جدًا العام المقبل، نظرًا للكم الهائل من المعروض النقدي الذي تمت طباعته.
وصعدت السبائك إلى مستوى قياسي العام الماضي، متأثرة بجائحة كورونا، التي دفعت المستثمرين نحو الأصول الآمنة، إلا أنها تراجعت منذ ذلك الحين، مع طرح اللقاحات.
التحفيز النقدي
ولمواجهة الجائحة، أطلقت البنوك المركزية والحكومات في جميع أنحاء العالم، موجة غير مسبوقة من التحفيز النقدي والمالي، ما أدى إلى تعزيز الميزانيات العمومية في الاحتياطي الفيدرالي، وفي أي مكان آخر.
وقال موبيوس، أحد المعجبين بالمعدن الأصفر منذ فترة طويلة، في مقابلة: «سيكون من الجيد جدًا أن يكون لديك ذهب مادي، يمكنك الوصول إليه على الفور، من دون خطر مصادرة الحكومة كل الذهب».
ووصل سعر الذهب الفوري، الذي يتم تداوله عند 1816 دولارًا للأوقية، كان قد وصل إلى أعلى مستوى له قبل عام تقريبًا مسجلا 2075 دولارًا.
ومنذ بداية العام حتى تاريخه، تراجعت أسعار الذهب أكثر من 4%، بينما استقرت الأسهم العالمية بالقرب من مستوى قياسي، ويضع بنك الاحتياطي الفيدرالي استراتيجية لتقليل التحفيز.
قد يكون العديد من مستثمري الذهب قلقين من احتمال كبح بنك الاحتياطي الفيدرالي التحفيز النقدي، إلا أن الألمان ما زالوا يتزايدون.
زيادة الطلب
وأظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي، أن الطلب على السبائك المادية في ألمانيا، التي تعد تقليديًا أكبر مشتر للعملات المعدنية والحانات في أوروبا، كان الأعلى منذ عام 2009 على الأقل في النِّصف الأول، بينما كانت المشتريات في الأسواق الغربية الأخرى قوية أيضًا.
ويتدفق الألمان على وجه الخصوص، إلى المعدن كتحوط ضد ارتفاع التضخم، بينما يقول التجار إن الأعمال التجارية لا تزال جيدة.
«لدينا تاريخ طويل من الخوف من التضخم في حمضنا النووي»، يقول رافائيل شيرير، العضو المنتدب شركة «فيلورو إيدل ميتال» لبيع المعادن، مشيرًا إلى أن مبيعاته من الذهب ارتفعت 25% عما كان عام 2020 قويًا بالفعل.
وتعود أصول حب ألمانيا للذهب، إلى التضخم المفرط الذي شهدته جمهورية فايمار قبل قرن، شهد انهيار القوة الشرائية للمستهلكين.
وفي الشهر الماضي، ساعدت إعادة فتح الاقتصاد في ارتفاع التضخم الألماني، إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من عقد، بينما قال شيرير إن أسعار الفائدة السلبية في أوروبا، تجعل الأصول غير ذات العوائد مثل الذهب أكثر جاذبية.
السبائك الملاذ الآمن
وبلغ الطلب الألماني على الذهب المادي، أعلى مستوى خلال عقد على الأقل في النِّصف الأول من عام 2021، وسعى حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، إلى استخدام التضخم المتزايد، لتعزيز دعمه قبل الانتخابات الوطنية في 26 سبتمبر.
ويتهم الحزب المناهض للهجرة، البنك المركزي الأوروبي بـ«تجريد» الألمان من مدخراتهم من خلال «سياسة معدل الصفر المشؤومة».
وقد تردد صدى تحذير الحزب في يونيو من صحيفة بيلد، الأكثر مبيعًا في ألمانيا، في مقال بعنوان «التضخم يلتهم مدخراتنا»، تضمن رسمًا بيانيًا يوضح كيف ارتفعت أسعار البنزين، فضلاً عن المكاسب الحادة في أسعار السلع الاستهلاكية الأخرى.
وأظهرت بيانات «مجلس الذهب العالمي» أن الطلب في النِّصف الأول من العام الحالي، على النقود المعدنية والعملات المعدنية في ألمانيا، زاد 35% عن الأشهر الستة السابقة، مقارنة بـ 20% في بقية العالم.
تفتق القلق
ومع ذلك، تراجعت أسعار الذهب 7% تقريبًا منذ أوائل يونيو، حيث تستعد الأسواق للاحتياطي الفيدرالي، لكبح إجراءات التحفيز الهائلة، التي ساعدت في إرسال المعدن إلى مستوى قياسي عام 2020.
وسيراقب التجار اجتماع البنك المركزي لجاكسون هول، هذا الأسبوع، للحصول على أدلة توقيت التناقص التدريجي.
وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، لا تزال التوقعات برفع سعر الفائدة من البنك المركزي الأوروبي، في السنوات المقبلة، صامتة، وقد يدعم ذلك الطلب على الذهب في ألمانيا، حتى لو انخفضت الأسعار العالمية.
من جانبه، قال ألكسندر زومبفي، كبير المتداولين في شركة تكرير المعادن «هيرايوس ميتالز جيرماني جي إم بي إتش آند كو كيه جيه»، إن الذهب «لعب دورًا مهمًا بين المستثمرين الألمان»، مشيرًا إلى أنه مع زيادة الاهتمام بالشراء في السنوات الأخيرة، أصبح الأمر أكثر حضورًا.