نيويورك تايمز: تورط نجل بايدن في صفقة مريبة لصالح الصين
كيف ساعدت شركة نجل بايدن في تأمين الكوبالت للصينيين؟

ترجمات - السياق
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن شركة استثمارية مرتبطة بهانتر نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن، ساعدت شركة صينية تعمل في الولايات المتحدة، في الاستحواذ على أحد أغنى مناجم الكوبالت في العالم بجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقالت الصحيفة، إن هانتر بايدن، كان مالكًا جزئيًا لمشروع متورط في شراء 3.8 مليار دولار من قبل تكتل صيني لواحد من أكبر رواسب الكوبالت في العالم، يعد مكونًا رئيسًا في بطاريات السيارات الكهربائية.
وأشارت إلى أن هانتر بايدن، انضم واثنين من الأمريكيين عام 2013، إلى شركاء صينيين في تأسيس شركة BHR التي أطلق عليها Bohai Harvest RST (Shanghai) Equity Investment Fund Management Company.
«نيويورك تايمز»، قالت إن الأمريكيين الثلاثة، الذين خدموا في مجلس الإدارة، كانوا يسيطرون على 30% من شركةBHR ، وهي شركة أسهم خاصة مسجلة في شنغهاي تقوم باستثمارات من أجل الربح، مشيرة إلى أن باقي الشركة مملوكة أو مسيطر عليها من قبل مستثمرين صينيين بينهم بنك الصين، وفقًا للسجلات المودعة لدى المنظمين الصينيين.
كانت إحدى الصفقات المبكرة لشركة «BHR»، المساعدة في تمويل شركة تعدين فحم أسترالية، تسيطر عليها شركة صينية مملوكة للدولة، كما ساعدت شركة تابعة لتكتل دفاعي صيني في شراء صانع قطع غيار سيارات في ميشيغان.
وبحسب «نيويورك تايمز»، فإن الشركة قامت بأحد أكثر استثماراتها نجاحًا عام 2016، عندما اشترت حصة في «CATL»، وهي شركة صينية سريعة النمو وبيعت لاحقًا، تعد الآن أكبر صانع لبطاريات السيارات الكهربائية في العالم.
صفقة الكونغو
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن صفقة التعدين في الكونغو جاءت عام 2016، عندما أعلنت شركة التعدين الصينية China Molybdenum أنها كانت تدفع 2.65 مليار دولار لشراء Tenke Fungurume، منجم للكوبالت والنحاس، من شركة Freeport-McMoRan الأمريكية.
وكجزء من هذه الصفقة، سعت China Molybdenum للحصول على شريك لشراء حصة أقلية في المنجم، Lundin Mining of Canada ، عندما دخلت BHR.
وتُظهر السجلات في هونغ كونغ أن 1.14 مليار دولار الذي دفعته شركةBHR ، عبر الشركات التابعة، لشراءLundin، جاء من الشركات الصينية المدعومة من الدولة.
وأوضحت «نيويورك تايمز»، أن شركة China Molybdenum جمعت نحو 700 مليون دولار من هذا الإجمالي، كقروض من البنوك الصينية المدعومة من الدولة، بما في ذلك بنك التعمير الصيني، بينما جمعت BHR المبلغ المتبقي من كيانات غامضة مثل Design Time Limited ، وهي شركة خارجية يسيطر عليها بنك الاستثمار الصيني للإنشاءات، وفقًا لملفات هونغ كونغ.
وقبل إبرام الصفقة، وقعت شركة BHR أيضًا اتفاقية تسمح لشركة China Molybdenum بشراء حصة BHR في المنجم، وهو ما فعلته الشركة بعد ذلك بعامين، كما تظهر الإيداعات، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي قالت إن هذا الاتفاق منح 80% من المنجم لشركة China Molybdenu، بينما احتفظت شركة التعدين الحكومية في الكونغو بحصة لنفسها.
وأشارت «نيويورك تايمز»، إلى أنه بحلول الوقت الذي باعت فيه BHR حصتها عام 2019، كان نجل بايدن يسيطر على 10% من الشركة من خلال شركة Skaneateles L.L.C. ، ومقرها واشنطن.
محامي هانتر يبرر
بينما تُظهر سجلات الشركات الصينية أن Skaneateles لا يزال مالكًا جزئيًا لـBHR ، قال كريس كلارك محامي هانتر بايدن، إنه «لم يعد لديه أي مصلحة، بشكل مباشر أو غير مباشر، في BHR أو Skaneateles.
يأتي ذلك بينما تظهر السجلات الصينية أن نجل بايدن -الذي رفض التعليق- لم يعد عضوًا في مجلس إدارة BHR منذ أبريل 2020.
من جانبه، قال عضو سابق في مجلس إدارة BHR لصحيفة نيويورك تايمز، إن بايدن الابن والمؤسسين الأمريكيين لم يشاركوا في صفقة المنجم، وإن الشركة حصلت على رسوم رمزية منها فقط،ـ مشيرًا إلى أن الأموال ذهبت إلى الصناديق التشغيلية للشركة ولم تُوزع على أصحابها.
وبحسب «نيويورك تايمز»، من غير الواضح كيفية اختيار الشركة من قبلChina Molybdenum ، بينما لم يرد المسؤولون التنفيذيون الحاليون في BHR على رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية لطلب التعليق.
وقال فينسينت تشو، المتحدث باسم تشاينا موليبدينوم، في رسالة بالبريد الإلكتروني: «لا نعرف هانتر بايدن، ولا علم لنا بتورطه في BHR».
وقال عشرات المديرين التنفيذيين من الشركات المشاركة في الصفقة، بما في ذلك فريبورت-ماكموران ولوندين، في مقابلات إنهم لم يعطوا سببًا لمشاركة «BHR»، كما قال معظم المديرين التنفيذيين إنهم لم يكونوا على علم خلال الصفقة بعلاقة بايدن بالشركة.
هيمنة صينية
وقال بول كونيبير، الرئيس التنفيذي لشركة Lundin في ذلك الوقت، إنه تم توضيح أن China Molybdenum كانت تقود الصفقة رغم أن مشتري حصة Lundin كان «BHR».
وعندما بيع المنجم، كان والد بايدن يقترب من نهاية فترة ولايته نائبًا للرئيس، في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية عام 2020، وأعلِن حينها على نطاق واسع عن العلاقات التجارية لهنتر بايدن في الصين، بحسب «نيويورك تايمز».
لكن دور BHR في شراء المناجم الصينية لم يكن محط تركيز كبير، فلقد اكتسب أهمية جديدة، لأن إدارة بايدن حذرت هذا العام من أن الصين قد تستخدم هيمنتها المتزايدة على الكوبالت، لتعطيل صناعة السيارات الأمريكية الكهربائية، بينما يعد المعدن من العديد من المكونات الرئيسة في بطاريات السيارات الكهربائية.
وعندما سُئل متحدث باسم البيت الأبيض عما إذا كان الرئيس قد أبلغ بعلاقة نجله بالصفقة، قال «لا».
وتقول «نيويورك تايمز»، إن اللاعبين في ثورة الطاقة النظيفة، يقعون بشكل متزايد في دائرة من الاستغلال والجشع للموارد، في القلب منها البحث عن المعدن الثمين، وهو «الكوبالت».
وأدت المنافسات العالمية على الكوبالت، المستخدم في السيارات الكهربائية، إلى صراع على السلطة بين الصين والولايات المتحدة في الكونغو.