تنافس حاد بين ماكرون ولوبان.. الفرنسون يدلون بأصواتهم في انتخابات الرئاسة

وفق وزارة الداخلية فإنه، وإلى حدود منتصف النهار، بلغت نسبة التصويت  25,48 بالمئة، أقل بثلاث نقاط مما كانت عليه في عام 2017.

تنافس حاد بين ماكرون ولوبان.. الفرنسون يدلون بأصواتهم في انتخابات الرئاسة

السياق

بدأ الناخبون الفرنسيون –الأحد- التصويت في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، التي تأثرت بالحرب في أوكرانيا، في أجواء من عدم اليقين وتوقعات بمنافسة حادة بالدورة الثانية في أبريل، بين إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، التي لم تكن يومًا قريبة إلى هذا الحد من الفوز.

وفتحت صناديق الاقتراع أبوابها الساعة الثامنة (06.00 ت غ) في فرنسا، ودُعي نحو 48.7 مليون فرنسي إلى مراكز الاقتراع لاختيار واحد من 12 مرشحًا بالدورة الأولى، في نهاية حملة غريبة طغى عليها وباء كورونا أولًا، ثم الحرب في أوكرانيا التي هيمنت على جزء من النقاشات.

بدأ بعض الفرنسيين في أراضي ما وراء البحار التصويت السبت. ويفترض أن تعرف التقديرات الأولى الساعة 18.00 ت غ بعد إغلاق مراكز الاقتراع الأخيرة.

ووفق وزارة الداخلية فإنه، وإلى حدود منتصف النهار، بلغت نسبة التصويت  25,48 بالمئة، أقل بثلاث نقاط مما كانت عليه في عام 2017.

ومنذ أسابيع تشير استطلاعات الرأي إلى امتناع عدد كبير عن التصويت، وترجح أن يأتي الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، في الطليعة متقدمًا على مارين لوبان، كما في انتخابات 2017، بينما يأتي المرشح اليساري الراديكالي جان لوك ميلانشون، في المركز الثالث.

وتميل الدراسات إلى إظهار أن لوبان وميلانشون يشهدان منذ أيام مسار تقدم، ما يقلص إلى حد كبير الفارق مع إيمانويل ماكرون، الذي دخل الحملة متأخرًا.

لكن الامتناع عن التصويت، إلى جانب أن جزءًا كبيرًا من الناخبين ليسوا متأكدين من اختيارهم، يجعلان كل الاحتمالات ممكنة.

ووراء هؤلاء المرشحين الثلاثة، يبدو الطامحون الآخرون إلى الرئاسة بعيدين عن تحقيق ذلك، لا سيما مرشحة اليمين التقليدي فاليري بيكريس، والمنافس اليميني المتطرف الآخر إريك زمور.

وفي الدورة الثانية، ترجح استطلاعات الرأي فوز إيمانويل ماكرون لكن بفارق ضئيل جدًا، على مارين لوبان، ما يشير إلى أن فوز مرشحة اليمين المتطرف ممكن، ويشكل -إن تحقق- سابقة مزدوجة في الجمهورية الخامسة، تتمثل بتولي سيدة الرئاسة، ووصول اليمين المتطرف إلى السلطة.

وتختتم هذه الدورة الأولى حملة استمرت أشهرًا، غابت عنها الرهانات الكبيرة، خصوصًا تغير المناخ.

من جهة أخرى، كانت القوة الشرائية الشغل الشاغل للناخبين، لاسيما أن الحرب في أوكرانيا تسببت بتضخم كبير، ما زاد تآكل القدرات المالية للعديد من الفرنسيين الذين يعيشون في وضع هش.

 

الامتناع

يخيم شبح الامتناع عن التصويت على هذه الانتخابات. ويخشى العديد من خبراء السياسة احتمال تجاوز الرقم القياسي الذي سجل في 21 أبريل 2002 (28.4 بالمئة) وهو الأعلى في دورة أولى من الانتخابات الرئاسية، وأكبر بكثير من النسبة التي سُجلت عام 2017 (22.2 بالمئة).

وفي هذه الأجواء، ركزت مارين لوبان في حملتها منذ البداية، على القوة الشرائية كما فعل جان لوك ميلانشون، الذي دعا حزبه الناخبين اليساريين إلى التصويت "المفيد" لصالحه، بدلًا من المرشحين اليساريين الآخرين، مثل عالم البيئة يانيك جادو، والاشتراكية آن هيدالغو، أو الشيوعي فابيان روسيل.

وأمام احتمال تحقيق اليمين القومي انتصارًا، أعلن بعض المرشحين الموقف الذي سيتبنونه مساء الأحد، فقد أكد فابيان روسيل أنه سيعترض طريق لوبان، بينما أعلنت فاليري بيكريس أنها لن تصدر توجيهات، لكنها ستقول لمن ستصوت في الدورة الثانية.

وفي محيط الرئيس ماكرون، تعترف مصادر بأن رد فعل "الجبهة الجمهورية" الذي استفاد منه عندما انتخب عام 2017، لم يعد واضحًا.

واعترف مستشار في الأغلبية بأن "مجرد قول الأمر لن يمر... لن يجدي هذه المرة".

بعد هزيمتها عام 2017، وشعورها بالارتباك بعض الوقت، إثر ظهور إريك زمور في المشهد اليميني المتطرف، تجاوزت مارين لوبان تدريجيًا تعثرها، واستعادت بريقها إلى حد أنها قدمت نفسها خلال آخر تجمع نظمته الجمعة، بأنها تمثل "فرنسا الهادئة" في مواجهة إيمانويل ماكرون "العدواني" و"المضطرب".

وظهرت ابنة اليميني المتطرف جان ماري لوبان، صاحب الخطب النارية، ووريثته السياسية على أنها "معتدلة" بفضل خطاب إريك زمور المتشدد ضد الإسلام والهجرة.

في مواجهتها، بدأ ماكرون حملته متأخرًا جدًا، إذ حاول تقديم صورة زعيم تشغله الأزمات الصحية والدولية، وهو أمر خدمه في البداية، قبل أن يجعله يبدو منفصلًا عن الاهتمامات اليومية للفرنسيين.

وإدراكـًا منه للخطر، دعا الرئيس المنتهية ولايته منذ بداية أبريل، إلى "التعبئة" ضد اليمين المتطرف.