تشكيل مجلس قيادة رئاسي باليمن... هل يمثل خطوة نحو الحل السياسي؟
مجلس القيادة الرئاسي الجديد مكلّف بالتفاوض مع الحوثيين لوقف إطلاق نار دائم في أنحاء الجمهورية

السياق
حزمة من القرارات، اتخذها الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي، قبل أن يتنازل عن منصبه، تمثلت في تشكيل مجلس قيادة رئاسي، ينقل صلاحياته إليه، وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، كما أمر بإعفاء نائبه علي محسن الأحمر من منصبه، في مسعى لإنهاء النزاع الدامي المستمر منذ أكثر من سبع سنوات.
إدارة الدولة
وأوضح البيان الرئاسي -وفق ما أوردت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"- أن مجلس القيادة الرئاسي الجديد في اليمن، سيتولى إدارة الدولة سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا، طوال المرحلة الانتقالية.
وتابع البيان: "تنشأ هيئة تجمع مختلف المكونات، لدعم ومساندة مجلس القيادة الرئاسي، والعمل على توحيد وجمع القوى الوطنية، بما يعزز جهود مجلس القيادة الرئاسي، وتهيئة الظروف المناسبة لوقف الاقتتال والصراعات بين كل القوى، والتوصل إلى سلام يحقق الأمن والاستقرار في أنحاء اليمن كافة".
وقال هادي، المقيم في عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض، إنّ مجلس القيادة الرئاسي الجديد مكلّف بـ"التفاوض مع الحوثيين لوقف إطلاق نار دائم في أنحاء الجمهورية كافة، والجلوس إلى طاولة المفاوضات، للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل، يتضمن مرحلة انتقالية تنقل اليمن من حالة الحرب إلى حالة السلام".
يتألف المجلس الرئاسي من ثمانية أعضاء، برئاسة الوزير السابق ومستشار الرئيس اليمني رشاد العليمي. ويتسلم المجلس، إضافة لصلاحيات الرئيس، صلاحيات نائب الرئيس بعدما أعفى هادي أيضًا نائبه علي محسن الأحمر من منصبه.
طوارئ وصلاحيات
الصلاحيات الحصرية، التي خصصها القرار الرئاسي لرئيس المجلس، تتلخص في"القيادة العليا للقوات المسلحة" وتمثيل الجمهورية في الداخل والخارج، وتعيين محافظي المحافظات ومديري الأمن وقضاة المحكمة العليا ومحافظ البنك المركزي، والتصديق على الاتفاقيات التي لا تحتاج إلى تصديق مجلس النواب، بعد موافقة مجلس الوزراء.
كما تضمنت إنشاء البعثات الدبلوماسية، وتعيين واستدعاء السفراء طبقاً للقانون، ودعوة مجلس الوزراء إلى اجتماع مشترك مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، كلما دعت الحاجة.
إعلان حالة الطوارئ والتعبئة العامة وفقاً للدستور والقانون، ما لم ير مجلس القيادة الرئاسي -بأغلبية الثلثين- عدم الإعلان، الدعوة إلى انعقاد الجلسات الاعتيادية وغير الاعتيادية لمجلس القيادة الرئاسي.
من هو رئيس المجلس الرئاسي الجديد؟
رشاد محمد العليمي، لواء دكتور ولد عام 1954بمحافظة تعز، وتخرج في مدرسة جمال عبدالناصر بصنعاء عام 1969
بدأ العليمي حياته السياسية في حزب التنظيم الناصري اليمني، ودرس في كلية الشرطة والعلوم العسكرية في الكويت، وتخرج عام 1975 ليعود إلى صنعاء ويعمل في كلية الشرطة ويواصل الدراسة في كلية الآداب بجامعة صنعاء.
انتقل إلى مصر للدراسات العليا، وحصل على ماجستير بعلم الاجتماع في جامعة عين شمس بدرجة امتياز، والدكتوراه في علم الاجتماع من الجامعة نفسها مع مرتبة الشرف.
كما عمل أستاذًا في جامعة صنعاء، ثم مديراً للشؤون القانونية بوزارة الداخلية، ورئيساً لمصلحة الهجرة والجوازات، وعام 1996 عين مديراً لشرطة محافظة تعز، ليكلفه على عبدالله صالح عام 2001 بوزارة الداخلية.
كما شغل مناصب: نائب رئيس الوزراء ونائب لرئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، ووزير للإدارة المحلية، ورئيسًا للجنة الأمنية العليا.
دخل العليمي الجبهة السياسية من بوابة حزب المؤتمر الشعبي العام "حزب الرئيس السابق علي صالح" عضوًا في اللجنة العامة، ثم عضوًا في مؤتمر الحوار الوطني اليمني.
نجا بأعجوبة من التفجير الإرهابي بجامع الرئاسة، الذي استهدف الرئيس السابق علي صالح ومعه عدد من كبار رجال الدولة عام 2011.
عمل مستشارًا لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي منذ عام 2014، ورئيسًا لتحالف الأحزاب السياسية الذي تأسس 2019.
دعم سعودي إماراتي
وفي إطار ترحيبها بالإعلان، أكدت السعودية في بيان "دعمها لمجلس القيادة الرئاسي والكيانات المساندة له، لتمكينه من ممارسة مهامه في تنفيذ سياسات ومبادرات فعالة، من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية وإنهاء الأزمة اليمنية".
أعلنت المملكة العربية السعودية تقديم دعم عاجل للاقتصاد اليمني بـ 3 مليارات دولار تتضمن تقديم ملياري دولار مناصفة بين السعودية والإمارات، دعماً للبنك المركزي اليمني.
وتقديم مليار دولار من المملكة، منها 600 مليون دولار لصندوق دعم شراء المشتقات النفطية، و400 مليون دولار لمشاريع ومبادرات تنموية.
كما أعلنت المملكة تقديم 300 مليون دولار لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية، التي أعلنتها الأمم المتحدة لعام 2022 لتخفيف معاناة الشعب اليمني وتحسين أوضاعه المعيشية والخدمية.
من جانبه، استقبل ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، بحسب وكالة الأنباء السعودية. وأعرب عن تطلعه "لأن يسهم تأسيسه في بداية صفحة جديدة باليمن تنقله من الحرب إلى السلام والتنمية".
من جهته، أكّد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف "دعم مجلس القيادة الرئاسي لتمكينه من ممارسة مهامه". كما أصدرت وزارة في الخارجية الكويتية بيانًا مماثلًا.
ولي العهد السعودي الأمير #محمد #بن_سلمان يستقبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني وأعضاءه، ويؤكد تطلعه في أن يسهم المجلس بتأسيس صفحة جديدة باليمن تنقله من الحرب للسلام.#السياق #السعودية #اليمن pic.twitter.com/sN2F0Rl95P
— السياق (@alsyaaq) April 7, 2022
ترحيب عربي
بدوره، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن ترحيبه بالقرار، مؤكدًا دعمه لمجلس القيادة الجديد، كـ"تجسيد للشرعية اليمنية".
وأعرب أبو الغيط عن أمله بأن يقود هذا المجلس البلاد نحو تحقيق السلام، داعياً مختلف الأطراف اليمنية للحفاظ على الهدنة الحالية، توطئة للدخول في مفاوضات جادة لإنهاء معاناة الشعب اليمني واستعادة الاستقرار والأمن في البلاد، وضمان ألا يُشكل اليمن تهديداً على أيٍ من جيرانه.
كما رحبت دولة الكويت بإعلان إنشاء مجلس القيادة الرئاسي، مؤكدة، في بيان، دعمها للمجلس والكيانات المساندة له في تحقيق أهدافه وممارسة دوره المنوط به، انطلاقًا من موقفها الثابت وسعيها الدائم لدعم الاستقرار في اليمن الشقيق، للتوصل إلى حل سياسي شامل يحقق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية لليمن وشعبه الشقيق".