الاختيار 3 يزلزل الإخوان... كيف أدار خيرت الشاطر جهاز التجسس السري؟
كشفت مصادر منشقة عن جماعة الإخوان، في تصريحات للسياق كواليس جهاز التجسس السري للتنظيم، الذي كان يديره خيرت الشاطر.

السياق
اختراقات «مؤثرة» أماط العمل الدرامي المصري «الاختيار 3» اللثام عنها، زلزلت كيان تنظيم الإخوان المسلمين العالمي، وكشفت كواليس غرف قيادات جماعة الإخوان المغلقة.
تلك الاختراقات، التي كشفت زيف ادعاءات دامت سنوات، بعد إزاحة الرئيس الإخواني محمد مرسي من على سدة الحكم في مصر، إثر ثورة شعبية اندلعت في كل ركن من أركان البلد الإفريقي.
إلا أن تلك الادعاءات التي كشفت والأكاذيب التي دحضت، تسببت في حالة الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الأوساط السياسية، كون المقاطع التي وثقها العمل الدرامي المصري، خرجت من داخل الجماعة الإرهابية، ما فتح الباب على ما يعرف بـ«جهاز التجسس» داخل الجماعة.
جهاز سري
إلى ذلك، كشفت مصادر منشقة عن جماعة الإخوان، في تصريحات لـ«السياق» كواليس جهاز التجسس السري للتنظيم، الذي كان يديره خيرت الشاطر، نائب المرشد المحتجز حاليًا في السجون المصرية، الرجل الثاني في الجماعة بعد مرشد الإخوان.
وأكدت المصادر أن الشاطر كان يدير مجموعة تضم إعلاميين ونوابًا قبل 25 يناير، بينهم الرئيس المعزول محمد مرسي، لجمع المعلومات من الجماعات الإسلامية الأخرى، مثل الدعوة السلفية والجماعة الإسلامية (المحظورة في الوقت ذاته).
مصادر «السياق»، قالت إن هذه المجموعة كانت مكلفة بجمع المعلومات داخل النقابات ووسائل الإعلام، إذ اعتمدت الجماعة «الإرهابية» على زرع أعضائها داخل وسائل الإعلام، لجمع المعلومات من ناحية، ونشر موضوعات وتقارير موجهة من ناحية أخرى.
هذه التحركات لم تقتصر -بحسب المصادر- على التغلغل والتجسس على التيارات الدينية، بل امتدت إلى التيارات المدنية، إلى جانب الحزب الوطني الحاكم في ذلك الوقت.
هذه المجموعة، ظلت تعمل بجانب خيرت الشاطر، بعد خروجه من السجن عقب أحداث 25 يناير وتحديدًا في مارس 2011، عقب الإفراج عنه بعد تأدية عقوبته بالسجن 7 سنوات في قضية مليشيات الأزهر.
هيكلة الجهاز السري
وبحسب مصادر «السياق»، فإن الشاطر بدأ يعيد هيكلة هذه المجموعة من مارس 2011 حتى يوليو 2013، إلى دائرة إعلامية، مهمتها تمثيل الجماعة في البرامج وإدارة صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، والتواصل مع الإعلاميين الموالين لهم.
وأشارت المصادر إلى أن الشاطر، شكل مجموعة أخرى من الشباب، مهمتها التركيز على إعداد تقارير لما ينشر عن الجماعة في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، وإجراء تحليل لها، بينما المجموعة الثالثة والأخيرة مهمتها جمع المعلومات داخل تجمعات الإسلاميين والتيارات المدنية.
وعن التجسس على أعضاء «الإخوان»، قالت مصادر «السياق»، إن التنظيم الإرهابي، الذي لم يكن على «قلب رجل واحد»، كان يضم أجنحة مختلفة، تجمع المعلومات لتوظيفها في إدارة الصراعات داخلها.
جهاز الرصد
من جانبه، قال محمود علي، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، في تصريحات لـ«السياق»، إن جماعة الإخوان كان داخلها ما يعرف بـ«جهاز الرصد»، إلا أنه لم يكن معروفًا لدى أعضاء التنظيم، لأسباب عدة، أبرزها أن فكرة وجود جهاز استخباراتي في ثقافة الجماعة الإرهابية لا تتآلف مع هذه المسميات.
فكرة هذا الجهاز عرضها وأمر بتنفيذها القيادي في التنظيم خيرت الشاطر، بعد أحداث 25 يناير واقتحام السجون ومقار أمن الدولة، بحسب الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، الذي قال إن تنظيم الإخوان اهتم بلجان الرصد، وهي مجموعات كانت مهمتها حماية المتظاهرين ورصد أي اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين.
لكن بعد 25 يناير اهتم التنظيم بشكل كبير بلجان الرصد، التي كانت مهمتها جمع بيانات عن أشخاص أو أطراف، يريد الإخوان معرفة تفاصيل عنهم.
زلزلة الإخوان
جهاز الرصد هذا، قال عنه الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إنه محاولة «خائبة» من خيرت الشاطر، لتسليح التنظيم وجعله يقوم بجزء أمني لكنه فشل.
وأشار إلى أن مسلسل «الاختيار 3»، تسبب في أزمة داخل جماعة الإخوان، لأنه أقرب إلى السردية الواقعية وليس مجرد موقف سياسي، مؤكدًا أن العمل الدرامي المصري، جعل التنظيم في أزمة، لأنهم -رغم الضعوط التي يعانونها- يحاولون التغطية على هذه السردية، بعدم الاشتباك مع محتواه حتى الآن.
وأكد أن التنظيم لم يشتبك مع مضمون العمل الدرامي، لأنه يمر بأضعف حالاته بسبب خلافاته الداخلية، مشيرًا إلى أنه سيحاول التجاهل لصرف الانتباه عنه.
صراع الإخوان والسلفيين
في سياق متصل، قال مصطفى أمين عامر، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، في تصريحات لـ«السياق»، إن العمل الدرامي المصري «الاختيار3» يركز على علاقة جماعة الإخوان بالسلفيين وتحديدًا حزب النور، مشيرًا إلى أن التسريبات التي بثها، تكشف محاولة استغلال الإخوان للسلفيين، وتوظيفهم لما يخدم مصلحة الجماعة، والتجسس عليهم.
وأوضح عامر أن تنظيم الإخوان اخترق التيار السلفي، بتشكيله الجبهة الوطنية للإصلاح، وتحالفه مع حازم صلاح أبو إسماعيل، الذي كان أحد المرشحين لرئاسة مصر، إلى جانب علاقتهم المستترة بـ «السلفية الجهادية» التي تركت لهم العمل داخل سيناء بشكل واسع.
ويظهر مقطع فيديو مسرب، بثه «الاختيار 3»، اجتماعًا لمحمد بديع مرشد الإخوان وخيرت الشاطر القيادي البارز بالجماعة، وثالثهما الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، تحدثوا فيه عن أن جهازًا تابعًا لهم «تجسس على السلفيين وأبلغ أجهزة أمن الدولة بتحركاتهم».
وعن هذا المقطع، قال عامر إن الجدل في ذلك الوقت كان محتدمًا بين جماعة الإخوان والسلفيين، في العديد من الآليات والتشريعات المتعلقة بالحياة السياسية في مصر، بعد سيطرتهم على مقاليد التشريع في الانتخابات البرلمانية التي أجريت أواخر 2011.