بعد أمريكا... عقوبات أوروبية على ابنتي بوتين الغامضتين
فرضت المملكة المتحدة عقوبات على ابنتي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وابنة وزير الخارجية سيرغي لافروف على خلفية غزو أوكرانيا، مؤكدة أنها تريد الاقتصاص من نمط الحياة الباذخ للأوساط المقربة من الكرملين.

السياق
لا تزال موسكو تتلقى الصفعات، فيومًا تلو الآخر، تفرض الدول الغربية عقوبات على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، ولم تقتصر العقوبات على فلادمير بوتين وكبار المسؤولين في الكرملين ورجال الأعمال الروس "الأليغارش" بل شملت ابنتي الرئيس الروسي اللتين لا يُعرف عنهما سوى القليل، إلى جانب ابنة وزير الخارجية سيرغي لافروف.
وأدرج الاتحاد الأوروبي ابنتي الرئيس الروسي ماريا فورونتسوفا وكاترينا تيخونوفا، على قائمته المحدثة للأفراد الذين يواجهون تجميد الأصول وحظر السفر، وفقًا لمسؤولين اثنين من الاتحاد الأوروبي من دولتين بالاتحاد، تحدثا لـ "أسوشيتدبرس".
اقتصاص من الأبناء
وفرضت المملكة المتحدة الجمعة عقوبات على ابنتي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وابنة وزير الخارجية سيرغي لافروف على خلفية غزو أوكرانيا، مؤكدة أنها تريد الاقتصاص "من نمط الحياة الباذخ للأوساط المقربة من الكرملين".
وقالت الخارجية البريطانية، في بيان، إنه بموجب القرار، تمنع كاتيرينا تيخونوفا وماريا فورونتسوفا ابنتا بوتين من زوجته السابقة لودميلا، فضلًا عن إيكاتيرينا فينوكوروفا ابنة لافروف، من دخول الأراضي البريطانية، مع تجميد أصولهن المحتملة فيها.
وأتت العقوبات الجديدة، إثر خطوات مماثلة للولايات المتحدة استهدفت البنات الثلاث.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس: "في إطار مجموعة السبع، نعمل مع الشركاء لوقف استخدام الطاقة الروسية، ولتسديد ضربة إضافية لقدرة بوتين على تمويل غزوه غير القانوني وغير المبرر لأوكرانيا".
وأضافت: "معًا، نشدد الخناق على آلة الحرب الروسية ونقطع مصادر أموال بوتين".
وفرضت المملكة المتحدة عقوبات على أكثر من 1200 من الأفراد والشركات، بينهم 76 أوليغارشيًا، منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي.
الكرملين يرد
حددت وزارة الخزانة الأميركية أن ابنتَي بوتين هما كاترينا تيخونوفا "مسؤولة في قطاع التكنولوجيا يدعم عملها(...) صناعة الدفاع الروسية"، وماريا فورونتسوفا التي تُدير برامج للأبحاث في علم الجينات تموّلها الدولة الروسية ويُشرف عليها بوتين.
وسرعان ما ردت الرئاسة الروسية، الخميس، على العقوبات التي أعلنت الولايات المتحدة فرضها على ابنتي الرئيس فلاديمير بوتين، معتبرة أنها "توجه مسعور" من جانب واشنطن لفرض عقوبات على موسكو.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين، إن "العقوبات بحد ذاتها هي استمرار للتوجه المسعور لفرض قيود مختلفة. على أي حال، فإن هذا التوجه لتطبيق قيود على أفراد الأسرة يتحدث عن نفسه".
وأضاف بيسكوف: "لا أعتقد أن مثل هذه الخطوات يجب تقييمها، هذا شيء يصعب فهمه وتفسيره. لكن لسوء الحظ، هؤلاء هم نوع الخصوم الذين يتعين علينا التعامل معهم". وتابع بالقول: "روسيا سترد دون فشل وستفعل ما تراه مناسبًا".
ضفائر شقراء
وقال مسؤول أميركي كبير إن واشنطن ترى أن "أصول بوتين مخبّأة لدى أفراد من عائلته".
وبحسب ما يرد في سيرة بوتين المنشورة على الموقع الإلكتروني الرسمي للكرملين، وُلدت ابنته ماريا عام 1985 قبل أن تنتقل العائلة إلى دريسدن في ألمانيا، حيث كان بوتين عميلًا للاستخبارات السوفيتية.
وولدت ابنته الثانية كاترينا، العام التالي في دريسدن. وفي الصورة الوحيدة المؤكدة لهما، تظهر ابنتا بوتين وهما طفلتان بضفائر شقراء.
وفي تصريحات نادرة حولهما، كشف بوتين أن ابنتيه تابعتا دراستهما الجامعية في روسيا، وهما تتقنان لغات أوروبية عدة وتعيشان في روسيا، ولبوتين أحفاد أيضًا.
وليس معروفًا أكثر من ذلك عن عائلة بوتين، إذ كثيرًا ما حرص الكرملين على إبقاء عائلة الرئيس بعيدة عن الأنظار.
"فخور بهما"
تشير تقارير إعلامية روسية، إلى أن ماريا فورونتسوفا طبيبة متخصصة في الغدد الصمّاء، تعمل لدى شركة أبحاث علمية تُركّز على إيجاد علاج للسرطان، وهذه الشركة على صلة بالحكومة.
أمّا كاترينا تيخونوفا، فهي متخصصة في الرياضيات، بحسب وسائل إعلام روسية، وتدير مؤسسة علوم وتكنولوجيا تابعة لأهمّ جامعة حكومية في روسيا.
"راقصة بهلوانية"
وتيخونوفا أيضًا "راقصة بهلوانية" محترفة على موسيقى الروك أند رول، وشاركت في مسابقات دولية مرموقة.
وخلال مؤتمر صحفي عام 2019، رفض بوتين الإجابة عن سؤال بشأن النفوذ التجاري المتزايد لابنتيه وعلاقاتهما بالحكومة، ولم يقر بأن فورونتسوفا وتيخونوفا ابنتاه، مشيرًا إليهما ببساطة بـ "امرأتين".
وقال بوتين في أحد المؤتمرات الصحفية قبل سنوات: "أنا فخور بهما، فهما تتابعان الدراسة وتعملان".
وأضاف: "ليستا مشتركتين في أي نشاط تجاري ولا في السياسة".
وفي مقابلة عام 2020، قال بوتين إنه لا يريد مشاركة أي معلومات بشأن عائلته "لدواعٍ أمنية".
وكشف أن لديه أحفادًا، لكن لم يحدّ عددهم.
وقال: "لدي أحفاد، أنا سعيد، هم جيدون جدًا، لطيفون جدًا، أستمتع جدًا حين أمضي الوقت معهم".
"الحلقة المفرغة"
وفرض البيت الأبيض عقوبات استهدفت أكبر مصرف روسي حكومي "سبيربنك" وأكبر مصرف روسي خاص "ألفا بنك".
وصرح مسؤول أميركي كبير لإذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله" بأن الولايات المتحدة تريد "حلقة مفرغة" عبر تكثيف الإجراءات العقابية على موسكو.
وأضاف: هدفنا حرمان روسيا من رؤوس الأموال، وأننا حظرنا على الأمريكيين الاستثمار في روسيا، بما في ذلك من خلال رأس المال الاستثماري أو الاندماج.
وقد فرضت أمريكا والدول الأوروبية ودول موالية لهما مثل اليابان عقوبات اقتصادية على روسيا منذ اعتراف موسكو باستقلال منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين عن كييف، وتزايدت وتيرة العقوبات بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وجمدت تلك الدول أصول البنك المركزي الروسي لديها، ما حد من قدرته على الوصول إلى 630 مليار دولار من احتياطاته.
ومنعت بريطانيا، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة المواطنين والشركات لديها، من إجراء أي تعاملات مالية مع البنك المركزي الروسي أو وزارة المالية الروسية أو صندوق الثروة السيادي الروسي.
وتضمنت العقوبات إبعاد بعض البنوك الروسية عن نظام سويفت المالي.