الإخوان تتلون.. حزب جديد في محاولة لخداع الليبيين والفوز بكعكة الانتخابات

عاقب الليبيون تنظيم الإخوان في كل محفل، إلا أن الأخير يحاول -بكل السبل- الخروج من مقصلة الانتخابات المقبلة، التي يشير مراقبون إلى أنها ستقصي الحزب، من آخر معاقله في المغرب العربي

الإخوان تتلون.. حزب جديد في محاولة لخداع الليبيين والفوز بكعكة الانتخابات

السياق

«حرباء» تتلون بكل الألوان، للتكيف مع البيئة المحيطة بها، كان ذلك وما زال دأب تنظيم الإخوان الليبي، الذي يسعى لخداع الشعب الليبي، بعد أن لفظه الأخير في الانتخابات البلدية، التي جرت على مراحل عدة ومُني فيها بخسارة فادحة.

فمن خسارة إلى أخرى، عاقب الليبيون تنظيم الإخوان في كل محفل، إلا أن الأخير يحاول -بكل السبل- الخروج من مقصلة الانتخابات المقبلة، التي يشير مراقبون إلى أنها ستقصي الحزب، من آخر معاقله في المغرب العربي.

وفي هذا الإطار، أعلن القياديان في تنظيم الإخوان المسلمين، محمد صوان ومنصور الحصادي، اللذان يعدان من كبار داعمي مجلس شورى ثوار بنغاري ومجلس شورى مجاهدي درنة، الإرهابيين، تأسيس حزب جديد باسم «الحزب الديمقراطي الليبي».

وفي كلمة له أثناء إشهار الحزب، قال رئيس الحزب الديمقراطي، محمد صوان، إن «المصالحة تحتاج إلى دولة تحتكر السلاح والقوة»، متناسيًا أن تنظيم الإخوان الذي يعد أحد قياداته، هو مَنْ أشعل فتيل الحرب غربي ليبيا، وساعد في انتشار السلاح بين المليشيات المسلحة.

 وأشار إلى أن «تحريك الملف الاقتصادي، يحتاج إلى تحسين الملف الأمني، حتى يتمكن رجال الأعمال والمستثمرون من العمل بحرية»، في كلمات بدت عاجزة تمامًا -بحسب مراقبين- عن وصف مضمونها، خاصة أن تنظيم الإخوان سلَّم مفاتيح الثروات الليبية إلى تركيا، التي تحتل الجزء الغربي من البلاد.

 

محاولة أخيرة

يقول المحلل السياسي الليبي، أيوب الأوجلي، في تصريحات لـ«السياق»، إن خطوة إنشاء الحزب الديمقراطي، متوقَّعة من تنظيم الإخوان، في محاولة أخيرة منهم لدخول الانتخابات المقبلة، إلا أنه أكد أن هذا التنظيم، لم تعد له أية فرصة في ليبيا.

وعن إمكانية أن ينخدع الليبيون، بهذه الخطوة، قال المحلل السياسي الليبي، إنه لا يمكن أن تمر هذه الحيلة على الشعب الليبي، بعد ما عاناه طوال السنوات الماضية من هذا التنظيم، لاسيما أن قادته معروفون عند الشعب.

وأكد الأوجلي، أن «ما يحاول تنظيم الإخوان فِعله الآن، محاولة للبقاء داخل المطبخ السياسي في ليبيا، بعد خسارتهم في مصر وتونس والجزائر، لكنّ وعي الشعب الليبي، بما يحاك من مؤامرات، سيمنع تنظيم الإخوان من التربع على هرم السلطة من جديد».

وعن إمكانية أن تكون هناك تحالفات وطنية ضد مشروع الإخوان، قال المحلل السياسي الليبي: يجب أن تكون هناك تحالفات ضد هذا المشروع الإخواني، فالكل يعلمون أن هذا التنظيم أظهر وجهه الحقيقي، عقب خسارته في انتخابات مجلس النواب، وينبغي الآن التصدي له بكل الطرق، حتى لا يعاد السيناريو ذاته الذي حدث قبل 7 سنوات.

بدوره، أكد المحلل السياسي الليبي أحمد الطيب، في تصريحات لـ«السياق»، أن هذه الخطوة قد تكون تحالفًا بين الإخوان والحزب الديمقراطي، بعد أن لفظهم الشارع، مشيرًا إلى أن حزب الإخوان ركز على تجديد تحالفات، تضمن له الولوج في العملية السياسية والحصول على مقاعد، خصوصًا بعد الوضع الذي طرأ على المنطقة، في سياسة قال إنها تحتاج إلى تحالفات داخلية و خارجية، لضمان البقاء.

وأكد المحلل الليبي، أنه بصرف النظر عن الشخصيات المؤسسة لهذا الحزب ومآربها السياسية، فإن الحديث عن الاستحقاق الانتخابي المقبل، من حق جميع الأطراف المشاركة فيه، إذا سلَّمنا جدلًا بأنهم أطراف في الأزمة الليبية، مشيرًا إلى أن صندوق الاقتراع هو الحكم الأخير في المتلازمة الليبية.

خيارات عدة

وأشار إلى أن هناك تحالفات عدة وخيارات كثيرة، في مواجهة المشروع الإخواني، مثل ليبيا الكرامة وحزب عارف النايض وحزب فتحي بن شتوان والتغيير، مؤكدًا أن كل هذه الأحزاب، لديها موقف واضح ضد تيار الإخوان.

جمال الفلاح، المحلل السياسي الليبي، قال في تصريحات لـ«السياق»، إن الصندوق كفيل بلفظ تنظيم الإخوان الليبي، مشيرًا إلى أن محمد صوان، الذي صرح أكثر من مرة، بأنه نفض يده من تنظيم الإخوان، سيكون أمره بيد الشارع الليبي الذي يعرفه جيدًا.

وأكد المحلل السياسي الليبي، أنه رغم انسلاخ الصوان من «الإخوان»، فإن بعض أفكار التنظيم ما زالت في جعبة القيادي الإخواني السابق، متوقعًا -حال فوز حزب الصوان بأي مقاعد- فإنه سينقلب على عقبه مرة أخرى، وسيعود أدراجه إلى تنظيم الإخوان.

 

خطة الانتخابات

كانت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، أعلنت خطتها لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية، بعد قرابة 60 يومًا.

وقال رئيس مجلس المفوضية، عماد السايح، خلال مؤتمر صحفي، بحضور عدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية، إن خطة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، اعتمدت على تزامن العمليتين من حيث الإجراءات، على أن يحدد يوم الاقتراع بالنسبة للجولة الأولى من انتخاب رئيس الدولة بناءً على مقترح من المفوضية إلى مجلس النواب لإقراره، بينما تتزامن الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية مع الانتخابات النيابية في يوم اقتراع أيضًا تقترحه المفوضية ويقره مجلس النواب.

 وأوضح السايح، أن مجلس المفوضية سيعلن نتيجة العمليتين بشكل متزامن، عند اكتمالهما، مشيرًا إلى نشر قوائم الناخبين المسجلين بقاعدة بيانات المفوضية، في مراكز الانتخاب، لإتاحة الفرصة لذوي المصلحة للطعن خلال 48 ساعة من تاريخ النشر.

وأهاب رئيس مفوضية الانتخابات، بالناخبين بضرورة التأكد من وجود أسمائهم في المراكز المسجلين فيها استعدادًا لاستلام بطاقاتهم الانتخابية، مشيرًا إلى أنه ستُنشر نماذج قوائم التزكية، التي اشترطتها القوانين الانتخابية على المرشحين، في صفحة المفوضية وموقعها الرسمي، كخطوة استباقية لإعطاء مساحة كافية من الوقت للمرشحين لإعدادها وتقديمها، عند اللزوم.

 

فتح الترشح

وعن فتح باب التقدم للترشح، قال السايح، إنه سيكون متاحًا، حال استكمال الاستعدادات الفنية واللوجستية، مشيراً إلى مخطط انطلاقها في النصف الأول من الشهر المقبل، بالتزامن مع توزيع بطاقات الناخبين.

أما عن الضمانات القانونية والقضائية لنزاهة العملية الانتخابية، فأكد السايح أن بلاده "لديها جهاز قضائي عتيد تفتخر بخبراته، وتُجل قاماته(..) لنحتكم إليه جميعًا في السعي لبناء دولة القانون والمؤسسات".

ووجَّه السايح رسالة طمأنة إلى الشعب الليبي، وجميع الأطراف السياسية، بأن المفوضية لن تحيد عن تعهداتها والتزاماتها بإجراء انتخابات حرة نزيهة، تضمن حقوق وتوافق الجميع، من دون التساهل مع أي محاولة للنيل من سُمعتها، أو التعدي على إجراءاتها.

وأكد المسؤول الليبي، أن نماذج الترشح ستكون متاحة على الموقع الإلكتروني للمفوضية للراغبين، مشيرًا إلى أنه سيكون على مرشحي الانتخابات الرئاسية جمع 5 آلاف تزكية.

وأشار إلى أن المفوضية تنتظر استكمال المجلس الأعلى للقضاء، تشكيل لجان طعن بشأن قانون انتخاب الرئيس، وكذلك انتهاء وزارة الصحة من تشكيل لجان صحية، لإعطاء الإجازة الطبية للمرشحين، الذين سيخوضون الانتخابات الرئاسية.

وعن معارضة ما يعرف بـ«المجلس الأعلى للدولة» للقوانين الانتخابية التي أقرها البرلمان، قال السايح إن المفوضية ملزمة بتنفيذ ما يصدر عن المؤسسة التشريعية من قوانين، وليست طرفاً في هذه التجاذبات السياسية.

وبحسب تصريحات للسايح، فإن عدد المسجلين الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم، بلغ 2.8 مليون من إجمالي عدد سكان ليبيا، الذي يناهز سبعة ملايين نسمة.

 

أول مرشح لرئاسة ليبيا

كان رجل الأعمال الليبي عارف النايض، رئيس تكتل إحياء ليبيا، أعلن قبل يومين نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها في 24 ديسمبر المقبل.

وقال النايض، في مقطع بثه عبر «فيسبوك»، إنه يعتزم الترشح للانتخابات الرئاسية، وفق برنامجه الانتخابي «إحياء ليبيا».