لماذا يشتري إيلون ماسك تويتر؟
ماسك ليس أول ملياردير يسعى للاستحواذ على تويتر، فقد حاول مارك بينيوف، مالك شركة سيلز فورس شراء الموقع عام 2016 بـ20 مليار دولار، لكن زملاءه ومديري ومستثمري شركته ثبطوه.

ترجمات – السياق
يتساءل العالم مجددًا: ماذا يريد إيلون ماسك؟، سؤال يبدو أنه يروق للملياردير الشهير، لأنه- على الأقل- يأسر متابعيه.
لقد بات "تويتر" الأداة الأحدث في قائمة رغبات إيلون ماسك، حيث أفصح الاثنين الماضي عن استحواذه على 9.2% من أسهم شركة التواصل الاجتماعي، منتصف مارس الماضي، بحسب آدم لاشينسكي في مقال بصحيفة واشنطن بوست.
وأدى ذلك إلى صعود مفاجئ لسهم تويتر بنسبة تناهز 30% بعد فترات ماضية عانى خلالها الهبوط.
يأتي ذلك في أعقاب تعليقات لإيلون ماسك على "تويتر" الأسبوع الماضي، أنه يدرس إنشاء شركة تواصل اجتماعي جديدة، تولد الخوارزميات الخاصة بها من خلال مستخدميها، بدلًا من الشركة مالكة المنصة.
وللإجابة عن السؤال الذي يساوي الآن 41 مليار دولار، القيمة السوقية الجديدة لـ "تويتر"، دعونا نفحص عادات إيلون ماسك.
مع كل إنجازاته التي حققها، لا يملك ماسك تاريخًا يتعلق بالاستثمار في شركات ناضجة، لكنه يتبنى ريادة الأعمال بشكل مطلق على غرار ما فعل مع شركة المدفوعات العملاقة "بايبال" وشركة صناعة الصواريخ "سبيس إكس" وشركة الواجهات الحاسوبية الداعمة للعقل البشري "نيورالينك" وشركة "بورينج" التي تستهدف حفر أنفاق مواصلات في المدن الكبرى.
ورغم المزاعم الموجودة في موقع "تسلا" فإن ماسك لم يكن مؤسس الشركة، لكنه ضخ استثماراته في ها مبكرًا، ليصبح القوة الدافعة لها.
واليوم، أصبحت شركة صناعة السيارات الكهربائية المصدر الرئيس لثروة ماسك البالغة 270 مليار دولار.
من المرجح أن تكون لدى ماسك نية شراء شركة تويتر، لأنه يملك تاريخًا طويلا في تنفيذ ما يتفوه به.
وفي ما يتعلق بكلماته بأنه يريد امتلاك شركة تواصل اجتماعي جديدة، من المعقول أن يكون ماسك شاهد البداية المخجلة لموقع ترامب للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" ليقرر ماسك تخصيص جزء من ثروته للاستحواذ على "تويتر" بدلًا من بدء شركة منافسة من العدم.
ويعد ماسك أحد مستخدمي "تويتر" الأقوياء، حيث يتجاوز عدد متابعيه 80 مليون ويغرد لهم بلا انقطاع، وتتراوح تغريداته -في الفترات الأخيرة- بين حبه لبرلين وفهمه للكون وفيروس كورونا وشؤون شركاته.
وحظيت تغريدته -التي كشف فيها عن شرائه حصة في "تويتر"- بأكثر من 350 ألف إعجاب، وما يربو على 35 ألف تعليق.
ليس واضحًا، لماذا يحتاج ماسك امتلاك البقرة، رغم أنه يشرب من لبنها مجانًا... ببساطة، ربما يشعر ماسك بأنه يستطيع إدارة "تويتر" بشكل أفضل.
لا تزال شركة تويتر تتخلف في قيمتها السوقية عن "ألفابيت/ جوجل" و"ميتا/ فيسبوك" وحتى "سناب/ سناب شات".
ماسك ليس أول ملياردير يسعى للاستحواذ على "تويتر"، فقد حاول مارك بينيوف، مالك شركة "سيلز فورس" شراء الموقع عام 2016 بـ20 مليار دولار، لكن زملاءه ومديري ومستثمري شركته ثبطوه. وبالمناسبة، فإن حصة ماسك في "تويتر" باسمه وليست لها علاقة بشركة تسلا.
ورغم الإشادات التي يتلقاها ماسك، جراء ابتكاراته في العالم الحقيقي، لكنه ليس محصنًا من الوقوع في إغواء أن يضحى قطبًا إعلاميًا. إنه ضمن مجلس إدارة "إنديفور جروب هولدينغز"، شركة المواهب والترفيه التي يديرها آري إيمانويل بجانب إيجون دوربان، مستثمر الأسهم الخاصة العملاق، الذي استثمرت شركته "سليفر ليك" مليار دولار في "تويتر" قبل عامين.
بيد أن ماسك أعلن اعتزامه مغادرة مجلس إدارة "إنديفور جروب هولدينغز" في يونيو.
علاوة على ذلك، يمنح "تويتر" فرصة منصة انطلاق محتملة لبتكوين، التي تمثل أحد أشياء هوس إيلون ماسك، الذي يتبنى مواقف جريئة لصالح العملة المشفرة من آن إلى آخر، حيث تدرج شركة تسلا بتكوين ضمن موازنتها، وتقبل بها كخيار دفع لمنتجاتها.
ونظرًا لمعدل وصول "تويتر" المرتفع وبرمجية الاتصال بالمستخدمين في الأماكن النائية، قد يرى ماسك ذلك الوسيلة النهائية لتحقيق حلم طويل الأمد، يتمثل في الترويج لعملة عالمية غير حكومية.
من الممكن أيضًا ألا يكون ماسك جادًا بشأن شراء "تويتر"، وأن يكون ما يفعله من باب جس النبض، أو تسلية نفسه ومعجبيه وخصومه.
عام 2018، اتفق ماسك -على غير هواه- مع لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، على فحص تغريداته مع محاميي "تسلا" بعد اعتراض اللجنة على تعليقه، بأنه سوف يستحوذ على ملكية "تسلا"، حيث كشف عن تفكيره في شراء الشركة بـ420 دولارًا للسهم، والآن يتجاوز سعر السهم 1100 دولار.
هل يمنح امتلاك شركة تويتر، إيلون ماسك نفوذًا أكثر أم أقل، في مواجهة لجنة الأوراق المالية والبورصات؟
وربما تؤدي علاقات ماسك الودودة مع السلطات في الصين، التي يوجد فيها مصنع لشركة تسلا، إلى مساعدة "تويتر" في دخول السوق الصينية، التي تحظر موقع التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي.
تبدو طموحات إيلون ماسك بلا سقف ولا حدود لها. وفي مقابلة مع الرئيس التنفيذي للتكتل الإعلامي الألماني أكسيل سبرينجر، قال ماسك إنه سيكون سعيدًا، إذا استطاعت البشرية بناء مدينة مكتفية ذاتيًا على كوكب المريخ.
وتابع: "أعتقد أننا حصلنا على شمعة صغيرة من الوعي، أشبه بضوء صغير في الفراغ، ولا نريد لهذه الشمعة الصغيرة في الظلام أن تنطفئ".
ومقارنة بذلك، يبدو شراء "تويتر" بالنسبة لإيلون ماسك، شيئًا تافهًا.