صاروخ بالستي بعد خطاب العليمي.. هل تنفض مليشيا الحوثي يدها من الهدنة؟

مليشيا الحوثي ترد على خطاب رئاسي اليمن بصاروخ بالستي... استمرار خرق الهدنة ينذر بعواقب وخيمة

صاروخ بالستي بعد خطاب العليمي.. هل تنفض مليشيا الحوثي يدها من الهدنة؟
رشاد محمد العليمي

السياق

بعد ساعات من خطاب لرئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد محمد العليمي، أكد فيه التزامه بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل واتفاق الرياض، قصفت مليشيا الحوثي مديرية الوادي بمأرب، من دون مراعاة لمعاناة المواطنين.

فبينما وعد العليمي الشعب اليمني، بالعمل على إنهاء الحرب وإحلال السلام، كانت مليشيا الحوثي في الجهة المقابلة تخرق الهدنة والاتفاقيات الهادفة لحلحلة أزمة اليمن سلمًا.

وأعلن الجيش اليمني -مساء الجمعة- أن مليشيا الحوثي واصلت تصعيد خروقها للهدنة المعلنة، لليوم السادس على التوالي، في كل جبهات القتال بمحافظات الحديدة وتعز والضالع وحجة والجوف ومأرب.

وقال المركز الإعلامي للقوات المسلحة، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن قوات الجيش رصدت، ارتكاب المليشيا الحوثية 108 خروق للهدنة، منها 29 انتهاكاً في جبهات محور تعز، و24 في جبهات مأرب الجنوبية والغربية والشمالية الغربية، و24 في جبهات القتال غرب حجّة، و23 في محوري البرح غرب تعز وحيس بالحديدة، إضافة إلى 5 خروق في جبهات شرق الجوف، وثلاثة في جبهتي مريس وبتار بالضالع.

 

خروق عدة

الخروق تنوّعت بين استهداف مواقع الجيش بسلاح المدفعية والعيارات المختلفة، واستهداف مواقع الجيش بالطائرات المسيّرة خصوصًا في جبهات جنوب وغرب مأرب، ونُشر قناصون أمام مواقع قوات الجيش في جبهات عدّة، خصوصاً غرب وجنوب مأرب.

وأعلن الجيش اليمني، أن المليشيات الحوثية استمرّت في الدفع بتعزيزات كبيرة إلى الجبهات، منها أكثر من 27 طقماً وآلية محمّلة بالعتاد والأفراد، دفعت بها إلى جبهات جنوب مأرب، وتعزيزات أخرى كبيرة إلى محيطة جبهة الكسارة غرباً، ودفعت بتعزيزات محمّلة بأفراد وعتاد إلى جبهة حويشيان شرق الجوف، وسط تحليق مكثّف بالطائرات المسيّرة.

 

تصعيد الحوثيين

تقرير الجيش اليمني، أشار إلى أن تصعيد مليشيا الحوثي الإيرانية وانتهاكاتها للهدنة الأممية، يأتيان في ظل التزام الجيش والمقاومة الشعبية بوقف إطلاق النار، وفقاً لتوجيهات القيادة السياسية والعسكرية.

وبحسب تقارير محلية، فإن المليشيا الحوثية شنت -السبت- هجومًا من محاور عدة، على مواقع الجيش والمقاومة الشعبية جنوب مأرب، مشيرة إلى أن الانقلابيين قصفوا مديرية الوادي بمأرب، التي تضم أكبر مخيمات النزوح بصاروخ بالستي، كان الثاني منذ إعلان الهدنة.

وبينما تصدت مدفعية الجيش اليمني –السبت- لهجوم مدرع في جبهة لعيرف، وأحرقت عدداً من الأطقم والآليات العسكرية منها عربة بي إم بي، دفعت المليشيات الحوثية بأنساق بشرية متتالية من معسكر أم ريش وقرون البور باتجاه المناطق الصحراوية المفتوحة، إضافة إلى مجموعات أخرى حاولت التسلل من سائلة النقعة، لاستعادة الكثبان الرملية التي حررها الجيش، قبل أيام من إعلان الهدنة، ما كبدها عشرات القتلى والجرحى.

 

خطاب العليمي

تطورات ميدانية، جاءت بعد ساعات من خطاب لرئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد محمد العليمي، أكد فيه التزام المجلس بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل واتفاق الرياض.

كما تعهد العليمي بالعمل على تجنيب اليمن ما وصفها بـ«أطماع الطامعين» الذين يستهدفون عروبته ونسيجه الاجتماعي والجغرافي، مشددًا على أنه سيعمل على تحقيق مطالب اليمنيين، وسيبذل قصارى جهده لمعالجة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية في كل أنحاء اليمن.

وأكد أن مجلس القيادة الرئاسي يعد الشعب اليمني بالعمل على إنهاء الحرب وإحلال السلام، مشيرً إلى أن المجلس الذي يرأسه مجلس سلام لا حرب، إلا أنه أيضاً مجلس دفاع وقوة ووحدة صف مهمته الذود.

الرئيس العليمي، أكد أن مجلس القيادة الرئاسي سيقف ضد الإرهاب بكل أشكاله، كما سيعمل على مكافحة النزاعات الطائفية الدخيلة على المجتمع اليمني، التي «تفرق جمعنا وتفتت نسيجنا الاجتماعي، ليعيش أبناء شعبنا اليمني إخوة تحت مظلة القانون وتحقيق المساواة والعدالة للجميع».

تصريحات العليمي، أكدها رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك، موضحًا أن بلاده تدخل مرحلة وصفها بـ«المهمة» بعد استكمال المشاورات برعاية مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن إحلال السلام يعتمد على مدى استسلام الحوثيين لأجندة إيران.

 

هيكلة أمنية وعسكرية

عبدالملك، أكد -كذلك- في تصريحات صحفية، أن قرار الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، بنقل صلاحياته لمجلس القيادة كان مهمًا، مشيرًا إلى أن المجلس الرئاسي يضم كل القوى والتوافقات اليمنية.

وكشف المسؤول اليمني، أن هناك تحركات لإعادة تنظيم وهيكلة الجانبين العسكري والأمني، مشيرًا إلى أن إحداث تغييرات في الحكومة قابل للنقاش، بعد التغييرات التي أجريت، والتي تساعد في استيعاب الجميع.

وبينما أكد المسؤول اليمني، أهمية الدعم السعودي والإماراتي للاقتصاد والعملة المحلية، دعا دول الخليج للاستجابة العاجلة كما فعلت السعودية والإمارات.