تحطيم الأسوار.. هل ينجح داعش في مهمته الجديدة بعد أحداث سجن غويران؟
المرصد السوري: الحصيلة الإجمالية للقتلى منذ بدء عملية سجن غويران، بلغت 123 قتيلًا: 77 من تنظيم داعش و39 من الأسايش وحراس السجن وقوات مكافحة الإرهاب وقوات سوريا الديمقراطية، و7 مدنيين

السياق
بعد 4 أيام على التمرد الذي قاده تنظيم داعش، في سجن غويران بالحسكة في سوريا، وسقوط أكثر من 123 قتيلًا، ما زالت أحداثه تتصدَّر وسائل الإعلام، خاصة بعد نشر التنظيم الإرهابي أشرطة مصورة تظهر أسره لأفراد وحراس بالسجن.
وقال المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن القوات ضيَّقت الطوق الأمني حول سجن الصناعة بالحسكة، مشيرة إلى أنها تتعامل مع خلايا إرهابية (لم يتم التأكد من هويتها) حاولت مؤازرة إرهابيي داعش المحاصرين في القسم الشمالي لسجن الصناعة.
وأكد المركز الإعلامي، أن قوات سوريا الديمقراطية، بدأت عمليات مداهمة لمواقع محددة في الحي وملاحقة الإرهابيين، مشيرًا إلى أنها ضيَّقت طوقها الأمني حول السور الشمالي لسجن الصناعة، ونفذت صباح اليوم عمليات عسكرية دقيقة، تمكنت خلالها من قتل 13 مرتزقًا من المهاجمين على السجن، وإلقاء القبض على اثنين آخرين.
وشدد بيان المركز الإعلامي لـ«سوريا الديمقراطية» على أن القوات «تقاتل بدقة عالية لمنع الإرهابيين من الإفلات من العقاب».
قناصو داعش
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قناصين يتبعون تنظيم داعش، يتمركزون ضمن مبنى جديد قيد الإنشاء بجانب سجن الصناعة، مشيرًا إلى أن المبنى من المفترض أن يكون سجنًا للتنظيم بدعم أجنبي.
وأكدت مصادر المرصد، أن هناك أجزاء من سجن غويران، تحت سيطرة القوات العسكرية، بينما باقي السجن الذي يتحصن فيه التنظيم تحت «السيطرة النارية»، مشيرة إلى أن الحصيلة الإجمالية للقتلى منذ بدء عملية سجن غويران، بلغت 123 قتيلًا: 77 من تنظيم داعش و39 من الأسايش وحراس السجن وقوات مكافحة الإرهاب وقوات سوريا الديمقراطية، و7 مدنيين.
إلا أن الرقم المعلن، قال عنه المرصد السوري إنه أقل من الأرقام الحقيقية، خاصة أن هناك العشرات من الطرفين، لا يعرف مصيرهم حتى اللحظة، إضافة إلى عدد كبير من الجرحى بعضهم في حالات خطرة.
وأكد المرصد السوري، وصول رتل عسكري تابع لقوات التحالف الدولي إلى محيط سجن غويران ضمن مدينة الحسكة، وسط تحليق لمروحيات التحالف في الأجواء، متوقعًا حسم الموقف في السجن خلال ساعات.
مصير مجهول
وأشار إلى أن عدد الفارين الذين ألقي القبض عليهم -حتى اللحظة- بلغ 136 سجينًا من تنظيم داعش، بينما لايزال العشرات منهم فارين، ولا يزال مصير مئات السجناء، الذين فروا خلال الساعات الأولى من بدء العملية، مجهولًا.
وبحسب مصادر المرصد، فإن هناك العشرات من العاملين في السجن أسِروا من قبل سجناء وأفراد التنظيم، بينما ظهر بعضهم في شريط مصوَّر بثَّه التنظيم الإرهابي من السجن.
من جهة أخرى، نفَّذت طائرة حربية للتحالف الدولي، غارة استهدفت أحد الأبنية بسجن الصناعة في حي غويران بالحسكة، بينما لم تكشف معلومات الخسائر البشرية التي أسفرت عنها الغارة.
بداية الهجوم
بدأ الهجوم على سجن غويران، شمالي شرق الحسكة، الخميس، بانفجار سيارة مفخخة خارج المنشأة، بحسب قوات سوريا الديمقراطية، التي تعد شريك أمريكا الرئيس في القتال ضد داعش.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية، إن مقاتلي داعش تسللوا بعد ذلك إلى المنطقة، وضربوا القوات المحلية التي تحرس السجن، بينما أحرق المسلحون داخل المهاجع البطانيات والأدوات البلاستيكية، في محاولة لإشاعة الفوضى.
وبينما أكدت أنها أحبطت محاولة الهروب من السجن، وصدت الهجوم بدعم من الضربات الجوية للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، قال تنظيم داعش، إنه يشن هجومًا واسع النطاق لتحرير السجن.
وأكد المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، الضربات الجوية خلال مؤتمر صحفي في البنتاغون يوم الجمعة، بينما يقول المسؤولون الأمريكيون، إن الجهود الإنسانية في سوريا وسيلة أخرى لمواجهة داعش.
وقال كيربي: بصرف النظر عن الدعم الذي قدَّمه التحالف لقوات سوريا الديمقراطية أثناء تعاملهم مع هذا، الأمر ومواصلة التعامل مع هذا الهروب من السجن، يمكنني أن أقول لكم إننا قدَّمنا بعض الضربات الجوية، لدعمهم أثناء تعاملهم مع هذا الهروب من السجن.
وبحسب «سي إن إن»، فإن ما بين 11 ألفًا و12 ألف مقاتل من داعش، محتجزون في سجون ومعتقلات شمالي سوريا، تديرها قوات سوريا الديمقراطية.
ليست الأولى
وبينما قالت الوكالة الأمريكية، إن هذه ليست المحاولة الأولى من نوعها للفرار من السجن، بعد هروب العديد عام 2020 عن طريق تمزيق الأبواب واستخدامها لتدمير جدار، إلا أنها أكدت أن المخاوف تتزايد من أن توقيت الهجوم وجرأته، يشيران إلى القوة المتجددة للتنظيم الإرهابي، الذي أعلن مسؤوليته عن كمين نصبته نقطة عسكرية عراقية قرب بغداد يوم الجمعة قُتل فيه 11 جنديًا.
وفي ذروة قوتها عامي 2014 و2015، حكم تنظيم داعش دولة الخلافة المزعومة، التي امتدت على مساحات شاسعة من سوريا والعراق، وفي الخارج، ارتبط داعش بهجمات إرهابية واسعة النطاق، بما في ذلك انفجار شاحنة مفخخة أسفر عن مقتل ما يقرب من 300 شخص في بغداد عام 2016، بعد أشهر فقط من هجوم مسلحين وانتحاريين على باتاكلان ومواقع أخرى في باريس.
تحطيم الأسوار
كان رئيس المخابرات العسكرية العراقية آنذاك، الفريق سعد العلاق، حذر عام 2019، من التخطيط لهذا الهروب من السجون، مشيرًا إلى أن هناك مهمة جديدة لداعش، أطلق عليها التنظيم الإرهابي «تحطيم الأسوار»، تهدف إلى اقتحام السجون التي يُحتجز فيها أتباعهم ومحاولة إعادة بناء هياكلها من هناك.
وفي الأشهر الأخيرة، حذرت قوات الأمن العراقية من أن تنظيم داعش سيستمر في محاولة إعادة تجميع صفوفه، لشن هذه الهجمات المميتة، في حين حذر بعض كبار القادة من أن الخلايا النائمة تواصل شن هجمات مميتة في المنطقة.
وأمر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بزيادة الإجراءات الأمنية على الحدود العراقية السورية، في أعقاب الهجوم على السجن يوم الجمعة، بينما قال حسين علاوي، مستشار الكاظمي، إن قوات الأمن العراقية لا تزال بحاجة إلى تطوير جهودها الاستخباراتية، لتكون قادرة على صد هذه الهجمات المنسقة، من الجماعات الإرهابية.