إعدامات إيران.. تنديد عالمي واستدعاء سفراء واحتجاجات ليلية بطهران

استدعى الاتحاد الأوروبي ودول أوروبية عدة، منها النمسا وبلجيكا والمملكة المتحدة والدنمارك وفرنسا وألمانيا وهولندا والنرويج، دبلوماسيين إيرانيين معتمدين لديها، للاحتجاج على عمليات الإعدام الأخيرة

إعدامات إيران.. تنديد عالمي واستدعاء سفراء واحتجاجات ليلية بطهران

السياق

أثار إعلان القضاء الإيراني –الاثنين- إصدار أحكام إعدام جديدة بحقّ ثلاثة أشخاص، أدينوا بقتل قوات الأمن، على هامش الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني، ردود فعل عالمية مندّدة، واستدعاء دول عدة سفراء إيران المعتمدين لديها احتجاجاً.

وترفع الأحكام الجديدة، التي لا تزال ابتدائية وقابلة للاستئناف، عدد أحكام العقوبة القصوى الصادرة في قضايا متصلة بالاحتجاجات إلى 17، نُفِّذ أربعة منها، بينما صدقت المحكمة العليا على حُكمَين آخرَين.

وأصدر القضاء حكمًا بإعدام صالح مير هاشمي ومجيد كاظمي وسعيد يعقوبي، بعد إدانتهم بـ"الحرابة"، وفق ما أفاد –الاثنين- موقع ميزان أونلاين التابع للسلطة القضائية.

وأشار الموقع الى أن الثلاثة أدينوا بتهمة الضلوع في قتل ثلاثة من قوات الأمن بمحافظة أصفهان وسط البلاد في 16 نوفمبر.

وفي إطار القضية ذاتها، أصدر القضاء –الاثنين- أحكامًا بالسجن في حق متّهمَين آخرَين، أحدهما لاعب كرة القدم أمير نصر آزاداني البالغ من العمر 26 عامًا.

وأصدرت المحكمة في حق اللاعب الذي يلعب مع نادي إيران جوان المحلي، ثلاثة أحكام بالسجن فترات متفاوتة.

ووفق القانون الإيراني، على نصر آزاداني أن يمضي العقوبة الأطول من فترات السجن، وهي الحبس 16 عامًا.

كانت قضية اللاعب واحتمال الحكم بإعدامه، قد أثارت انتقادات من أطراف خارجية، تتقدمهم النقابة الدولية للاعبي كرة القدم "فيفبرو".

 

أعمال شغب

تشهد إيران منذ 16 سبتمبر احتجاجات إثر وفاة أميني (22 عامًا) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من شرطة الأخلاق، لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس في البلاد.

وقُتل المئات، بينهم عشرات من قوات الأمن، خلال الاحتجاجات التي تخلّلها رفع شعارات مناهضة للسلطات، كذلك أوقف الآلاف على هامش التحركات التي يعد مسؤولون إيرانيون جزءاً كبيراً منها "أعمال شغب" يقف خلفها "أعداء" النظام.

وأوردت "منظمة حقوق الإنسان في إيران" (IHR) ومقرها أوسلو، أن عدد القتلى -منذ بدء الاحتجاجات- ارتفع إلى 481 شخصًا بينهم 64 قاصرًا.

وقالت المنظمة إن 109 محتجين معتقلين، حُكم عليهم بالإعدام أو وُجهت إليهم تهم يواجهون فيها احتمال الحكم عليهم بالإعدام.

وسبق للسلطة القضائية أن نفّذت أحكام إعدام بحق أربعة أشخاص، أدينوا باعتداءات على رجال الأمن، على هامش الاحتجاجات التي شملت مختلف أنحاء البلاد، وتقترب من شهرها الرابع.

وأعلن القضاء –السبت- تنفيذ حكم الإعدام بحق محمد مهدي كرمي وسيد محمد حسيني، لإدانتهما بالضلوع في قتل روح الله عجميان، من قوات التعبئة "الباسيج"، في مدينة كرج غربي طهران في الثالث من نوفمبر.

وفي ديسمبر، نُفذ حكم الإعدام بحق مجيد رضا رهناورد ومحسن شكاري، بعد إدانتهما باعتداءات على قوات الأمن أيضًا.

 

قمع مروِّع

بدوره، يرى المرشد الأعلى علي خامنئي أن السلطات تتعامل مع المسؤولين عن "أعمال الشغب" بطريقة عادلة.

وقال في تصريحات لموقعه الإلكتروني، خلال استقباله في طهران جمعًا من أهالي مدينة قم: "نعم، لدينا مشكلة اقتصادية ومعيشية، لكن هل تُحلّ بإحراق حاويات القمامة وإثارة الشغب؟"، موضحًا أن السلطات المسؤولة تعامل من "أجّجوا أعمال الشغب معاملة عادلة وجادة".

وأثار القمع والإعدامات تنديدًا عالميًا، وفُرضت عقوبات غربية جديدة على إيران.

وقال مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جايك ساليفان: "نندّد بإعدام محمد مهدي كرمي ومحمد حسيني والأحكام الجديدة الصادرة الاثنين"، مضيفاً "ننضمّ إلى شركاء لنا في العالم للمطالبة بوقف فوري لهذه التجاوزات، إيران ستُحاسب".

وأعلنت كندا فرض رزمة جديدة من العقوبات على منظمات ومسؤولين إيرانيين متهمين بالتواطؤ مع النظام و"قمعه الوحشي للأصوات الإيرانية الشجاعة".

واستدعى الاتحاد الأوروبي ودول أوروبية عدة، منها النمسا وبلجيكا والمملكة المتحدة والدنمارك وفرنسا وألمانيا وهولندا والنرويج، دبلوماسيين إيرانيين معتمدين لديها، للاحتجاج على عمليات الإعدام الأخيرة المنفذة السبت.

ووفق أرقام منظمة العفو الدولية الحقوقية ومقرها لندن، تحتلّ إيران المرتبة الثانية عالميًا، خلف الصين في أحكام الإعدام المنفّذة.

 

احتجاج خارج السجن

ونظمت احتجاجات جديدة ضد النظام الإيراني، في لندن وباريس بالأيام الأخيرة، بينما تواصلت الاحتجاجات داخل إيران.

وسبق للسلطات أن أوقفت شخصيات معروفة، بينها رياضيون وفنانون دعموا الاحتجاجات.

وأصدر القضاء الإيراني حكمًا بالسجن خمسة أعوام في حق فائزة هاشمي، ابنة الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني، بعد توقيفها على خلفية الاحتجاجات، وفق ما أفادت محاميتها وكالة فرانس برس.

كانت وسائل إعلام محلية أفادت في 27 سبتمبر بتوقيف فائزة هاشمي (60 عامًا) بشبهة "التحريض" على الاحتجاجات التي أعقبت وفاة أميني. ووجّه القضاء إليها بعد ذلك تهم "التواطؤ والإخلال بالنظام العام والدعاية ضد الجمهورية الإسلامية".

وشهدت مناطق جنت آباد، وإكباتان، وجيتكر، وطرشت، وشارع شريعتي، ولويزان، وأقدسية، وطهران بارس، ونارمك في طهران احتجاجات متفرقة وشعارات مناهضة للنظام الإيراني، مساء الاثنين. كما رفع المتظاهرون في مشهد وكرمان وزنجان وكرمانشاه لافتات احتجاجية، وأشعلوا النار في الإعلانات الحكومية.

وتجمع محتجون -في وقت متأخر الأحد- أمام سجن في مدينة كرج شمالي البلاد، بعد تقارير عن نقل سجينين إلى الحبس المنفرد، تمهيدًا لإعدامهما المحتمل، كما أفادت مجموعات حقوقية خارج البلاد.

وقال موقع 1500 تصوير إن حشودًا ضمت والدة المحكوم عليه بالإعدام محمد قبادلو تظاهرت أمام سجن كوهردشت، للمطالبة بإنقاذ روحه والسجين الآخر محمد بروغني.

وحُكم على الاثنين، بعد إدانتهما بارتكاب هجمات على القوى الأمنية ورُفض طلب الاستئناف الذي تقدما به.

وأظهرت أشرطة فيديو عرضها "1500تصوير" الحشد يردّد شعارات ضد عقوبة الإعدام، وتعذّر على وكالة فرانس برس التحقق من هذه المشاهد.

واستمر الانتشار الواسع للقوات الأمنية والوحدات الخاصة حول سجن رجائي شهر، حتى صباح الثلاثاء.

وبعد ليلة واحدة من تجمع مئات المتظاهرين، أمام سجن رجائي شهر في كرج، لمنع إعدام محتمل لمحمد قبادلو، ومحمد بروغني، ولا تزال قوات الأمن والوحدات الخاصة متمركزة حول هذا السجن.