إسرائيل تنضم إلى الاتحاد الإفريقي كدولة مراقبة.. ماذا يعني القرار؟
سبق لإسرائيل أن حصلت على صفة مراقب في منظمة الوحدة الإفريقية، إلا أنه بعد حل منظمة الوحدة عام 2002، واستبدالها بالاتحاد الإفريقي، جرى إحباط محاولاتها لاستعادة هذه الصفة.

السياق
بعد 19 عامًا من إحباط محاولاتها، الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي، أعلنت إسرائيل رسميًا، انضمامها بصفة عضو مراقب إلى التكتل الإفريقي، البالغ عدد أعضائه 55 دولة.
وسبق لإسرائيل أن حصلت على صفة مراقب في منظمة الوحدة الإفريقية، إلا أنه بعد حل منظمة الوحدة عام 2002، واستبدالها بالاتحاد الإفريقي، جرى إحباط محاولاتها لاستعادة هذه الصفة.
علاقات متشعبة
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الخميس، انضمام إسرائيل بصفة عضو مراقب، إلى الاتحاد الإفريقي، مؤكدة أن تل أبيب تتمتع بعلاقات مع 46 دولة في إفريقيا، ولديها شراكات واسعة النطاق وتعاون مشترك، في المجالات المختلفة، بما في ذلك التجارة والمساعدات.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن ما وصفه بـ«الإنجاز الدبلوماسي»، نتيجة العمل الدؤوب من وزارة الخارجية وقسمها الإفريقي، والسفارات الإسرائيلية في القارة، مشيرًا إلى أنه «يصحِّح الشذوذ» الموجود منذ ما يقرب من عقدين، ويشكل جزءًا مهمًا من تعزيز نسيج العلاقات الخارجية لإسرائيل.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي، أن بلاده جدَّدت في السنوات الأخيرة، علاقاتها الدبلوماسية مع تشاد وغينيا، فضلاً عن إعلان السودان، انضمامه إلى «اتفاقات إبراهيم»، لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
يوم احتفال
صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، قالت إنه لأول مرة منذ عام 2002، قدَّم سفير إسرائيل في إثيوبيا، أدماسو العلالي، أوراق اعتماده كمراقب لدى الاتحاد الإفريقي، مشيدة بالخُطوة التي اعتبرتها «يوم احتفال بالعلاقات الإسرائيلية الإفريقية».
وأشارت إلى أن رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو منح الأولوية لعلاقات إسرائيل مع القارة السمراء، خلال النصف الأخير من 12 عاما له في السلطة، بما في ذلك مع العديد من الدول ذات الأغلبية المسلمة في القارة.
دور نتنياهو
وأكدت أن رئيس الوزراء السابق، كان يبحث في إفريقيا عن أسواق جديدة، للزراعة الإسرائيلية والتكنولوجيا الفائقة والخبرة الأمنية، إضافة إلى تسجيل صوت الدول الإفريقية بشأن المسائل المتعلِّقة بإسرائيل في المنتديات الدولية، مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة واليونسكو، مشيرة إلى أنه في يوليو 2016، أصبح نتنياهو أول رئيس وزراء إسرائيلي يزور القارة منذ عقود.
ما هي صفة مراقب؟
هي امتياز تمنحه بعض المنظمات، لغير أعضائها لمنحهم القدرة على المشاركة في أنشطتها، وغالبًا ما تُمنح صفة المراقب، من المنظمات الحكومية الدولية، للأطراف غير الأعضاء والمنظمات الدولية غير الحكومية، التي لها مصلحة في أنشطة المنظمات الحكومية الدولية.
المراقبون الذين يحصلون على هذه الصفة، يتمتعون بقدرة محدودة على المشاركة في المنظمات الحكومية الدولية، ويفتقرون إلى القدرة على التصويت أو اقتراح القرارات.
ماذا يعني القرار؟
أستاذ الإسرائيليات طارق فهمي، قال في تصريحات صحفية، إن دخول إسرائيل الاتحاد الإفريقي بصفة مراقب، ستترتب عليه أمور عدة، أبرزها تدخل تل أبيب في كل التفاصيل المتعلِّقة بالاتحاد الإفريقي، خاصة أن العلاقات الإسرائيلية الإفريقية جيدة.
وأشار إلى أن إسرائيل تمكنت في الفترة الأخيرة، من تحسين علاقاتها بالدول الإفريقية بعد فترة جفاء، بداية من تشاد بوابة الجنوب الإفريقي.
الطريق طويل
ورغم خُطوة تل أبيب، فإن الدبلوماسية الإسرائيلية رينا باسيست-بروشنين، قالت في تصريحات صحفية، إن طريق إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي ما زال طويلًا، مشيرة إلى أنه رغم قبولها كعضو مراقب، إضافة إلى وجود أصدقاء كثر في القارة، فإن تل أبيب ما زالت بعيدة عن حصول إجماع على قبولها فيه.
وأوضحت رينا، الموظفة السابقة في وزارة الخارجية، مساعدة السفير الإسرائيلي في كولومبيا، أنه بينما تصارع إسرائيل منذ سنوات للحصول على صفة مراقب، منح الاتحاد الإفريقي عام 2013 للسُّلطة الفلسطينية مكانة مراقب، تعبيرًا عن دعمه للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية.
وأكدت أنه رغم أن «إسرائيل لديها أصدقاء أقوياء في القارة الإفريقية، مثل إثيوبيا وكينيا ونيجيريا، فإن الاتحاد يفضِّل اتخاذ قراراته بالتوافق، الأمر الذي لا يجعل انضمام إسرائيل إليه وشيكًا».