ما الذي تعنيه زيارة الرئيس الصينيِ للسعودية والمنطقة؟

في دقيقتين مع حسينة أوشان

ما الذي تعنيه زيارة الرئيس الصينيِ للسعودية والمنطقة؟

"فايننشال تايمز" البريطانية، قالت حرفيًا إن الصين تدهس أصابع قدم واشنطن، بينما يتجه الرئيس الصيني إلى المملكة العربية السعودية.

الزيارة جاءت بعد خمسة أشهر من تحذير الولايات المتحدة للصين، بأنها لن تتنازل عن الشرقِ الأوسط، لها ولا لأي شخص آخر... في منطقةٍ تعدها واشنطن -تقليديًا- تحت دائرة نفوذها.

هذا عن التصريحات، لكن الواقع هو ما تابعناه من توتر في العلاقة مع قُدوم إدارة بايدن.

الرئيس الصيني سيلتقي الملك سلمان وولي عهده ، ويحضر قمتين مع زعماء خليجيين وعرب، كما يمكن أن يوقع البلدان اتفاقًا للتعاون، يتراوح بين التجارة الحرة والطاقة النووية، من دون أن ننسى -بطبيعة الحال- النفط.

ناهيك عن إمكانية تعاون بكين ودول الخليج الأخرى، في مجالات متعلقة بالتكنولوجيا، وحتى تكنولوجيا الصواريخ البالستية والطائرات المسلحة من دون طيار.

الاقتصاد سيدعم العلاقات السياسية المتزايدة، التي تمارسها الصين، من خلال التصويت في المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة، أو متابعة المبادرات الاستراتيجية المشتركة.

 ومع ذلك، المسؤولون الخليجيون حذرون من الوقوع في فخ أي نزاعات صينية أمريكية، مع العلم أنه يتعين عليهم الحفاظ على العلاقات مع الدولتين.

لكن علاقة الصين بالمملكة ودول الخليج، تجاوزت النفط في السنوات الأخيرة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا، وهو أمر عارضته الولايات المتحدة في بعض الأحيان.

كما أثيرت مخاوف من الولايات المتحدة، بسبب التكهنات بأن المملكة قد توقع اتفاقًا مع الصين، لتسوية تجارة النفط، أو أي قطاعاتٍ أخرى بالعملة الصينية... دعونا ننتظر ما سيحدث.

+++++++

هَلْ ألغتْ إيرانُ شُرطةَ الأخلاق؟ 

الإعلام الغربي في حالة من الابتهاج، والسبب أخبار لم تؤكد، أكرر... لم تتأكد، عن إلغاء إيران لشرطة الأخلاق، سيئة الصيت والسمعة، لكن هل فعلاً ألغى النظام الإيراني أحد أذرعه، في مصادرة الحريات واستهداف المرأة؟

أستطيع الإجابة عن هذا الاحتمال، من واقعِ المتابعة الدائمة لسلوك النظام، سياسياً واجتماعياً، وأرجح عدم إقدام إيران على هذه الخطوة، والمرجح أكثر أن النظام هو الذي سرب الخبر، ليشيع حالة من فقدان التوازن، بين المحتجين من جهة، وينفس ضغوط الإعلام الغربي من جهة أخرى، ويبدو أن الإعلام بلع الطعم، وأعطى طهران ما تريد.

لماذا أرجح هذا الاحتمال؟

لديّ أكثر من سبب... منها:

إعلام الدولة الإيراني، تداول تصريحا للنائب العام، يوم السبت، يوحي باتخاذ القرار، لكن الأمر الواقع هو عدم صدور أي قرار أو قانون، حتى الآن.

باختصار، قانون الحجاب الإلزاميِ ما زال قائمًا وحيًا يرزق.

لذلك، ينبغي ألا يغيب عن بالنا، أن فرض شكلٍ محدد من الملابس، يراه النظام جزءاً من النسيج البنيوي لهوية إيران ما بعد عام تسعةٍ وسبعين.

المرأةُ تحديدًا هدف أساسي، من الأهداف التي يصادر بها النظام حرية شعبٍ كامل... ولنا عودة للتفصيل بهذا الأمر.

لكن ماذا لو اتخذ النظام هذه الخطوة فعلاً؟

حينها لن يتعدى الأمر منح قواته الأمنية، المستنفرة منذ أكثر من شهرين استراحة، ليعطي نفسه فرصة استحداث نسخة لنظام رقابي قمعي أحدث.

الهراوة والإسلام السياسي، بينهما زواج كاثوليكي لا طلاق فيه، وإن رأيت الهراوة تختفي، لا تتوهم أن الليث يبتسم... فالهراوة مخبئة من أجل ظهور جديد...!

+++++++

هَلْ رئيسُ الوزراءِ العراقيُ رئيسُ حكومةٍ بدرجةِ "مُدير عام"؟

هذا ما يبدو عليه الأمر بالفعل، والأدهى والأمر من ذلك، إعلانه كحقيقة واقعة، من رئيس ميليشيا العصائب قيس الخزعلي، الذي قال إن المقاومة العراقية تنظر إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، كمدير تكنوقراطي، حيث يتحدد التوجه الاستراتيجي والقرارات الأمنية، من قبل الإطار التنسيقي.

الجدير بالذكر أن الإطار التنسيقي تقوده وتتحكم فيه الميليشيات.

الخزعلي أضاف أن النقطة الأساسية، في الاتفاق هي التمييز بين قرارات الدولة وإدارة الحكومة، فيجب ألا يتخذ رئيس الوزراء قرارات استراتيجية، وعليه أن يرجع للإطار التنسيقيِ بخصوصها، سياسية كانت أم اقتصادية أم أمنية، بينما يصبح رئيس الوزراء كـ "مدير عام".

الخزعلي لم يكتف بذلك، بل دفع بمقارنة بين رئيس الوزراء السابق، الذي قال عنه إن نيته تجاه الميليشيات كانت سيئة، ورئيس الوزراء الحالي، الذي قال عنه إنه رئيس وزراء الإطار التنسيقي.

لا أدري كيف يمكن تفسير تصريح الخزعلي هذا، وفي أي خانة يمكن وضعه؟

كيف يمكن لرئيس ميليشيا متهمة بجرائم جنائية واغتيالات، أن يخرج هكذا علنًا ليقول إن رئيس أعلى سلطةٍ تنفيذيةٍ في العراق، ما هو إلا "مدير عام".

السؤال موجه إلى الرئيس محمد شياع السوداني... المدير العام.