آمال باستلهام السيناريو الأمريكي... هل يستطيع البرلمان انتخاب رئيس صُنع في لبنان؟
حدد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، خارطة طريق للوصول إلى رئيس للبنان، يستطيع إنهاء أزمة الشغور الرئاسي.

السياق
آملًا في انتخاب رئيس صنع في لبنان، لإنهاء حالة الشغور الرئاسي التي تسيطر على البلد المأزوم اقتصاديًا منذ 31 أكتوبر الماضي، بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، بدأت القوى المحلية تستنفر، لحسم المرشح للمنصب الرفيع.
فبعد قرابة 10 جلسات، كان الفوز الكاسح فيها من نصيب «الورقة البيضاء»، توقعت مصادر لبنانية أن يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال الساعات المقبلة، إلى الجلسة الحادية عشرة لانتخاب رئيس للبنان، مشيرة إلى أن الموعد المتوقع لها، سيكون الخميس المقبل.
تطورات تأتي قبل الثلاثاء الذي حدده التيار الوطني الحر موعدًا لإعلان مرشحه والشخص التوافقي الذي سيدعمه، بينما تبحث المعارضة خريطة طريق، قد تقود إلى طرح جامع، بعد تعذر التوافق على شخصية قادرة على جمع أصوات ثلثي أعضاء البرلمان حولها.
وعلى الطريق إلى الجلسة المرتقبة، حدد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، خارطة طريق للوصول إلى رئيس للبنان، يستطيع إنهاء أزمة الشغور الرئاسي، سيكون انتهاؤها إيذانًا بدخول لبنان مرحلة جديدة من الاستحقاقات والمهام الجسام، التي تتطلب أولًا رئيسًا قادرًا على إدارة دفة البلد المأزوم اقتصاديًا.
الجلسة الـ11
وعن تلك التحركات، قال رئيس حزب القوات اللبنانية، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه: على رئيس مجلس النواب لدى دعوته الجديدة الحادية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية، أن يُبلغ الكتل النيابية بأنه لن يغلق الجلسة، وأن هذه الكتل مدعوة إلى البقاء في المجلس لتتحاور وتتناقش بين دورات الانتخاب المتتالية.
وأكد جعجع، ضرورة إبلاغ رئيس مجلس النواب، البرلمانيين بأنه سيُبقي الجلسة مفتوحة، ليس فقط بين دورة ودورة، بل بين يوم وآخر وهكذا حتى انتخاب رئيس للجمهورية.
النموذج الأمريكي
حاول البرلماني اللبناني استدعاء السيناريو الأمريكي، الذي حدث قبل أيام، قائلًا إن على نواب محور الممانعة ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، الاتعاظ مما حدث هذا الأسبوع، في انتخابات رئاسة مجلس النواب الأمريكي، مشيرًا إلى أنه عند اشتداد المنافسة وعدم تمكُّن أي من المرشحين من الفوز بالأكثرية المطلوبة، تتالت الدورات يومياً وبقيت الجلسات مفتوحة، ودارت المناقشات والحوارات إبان الجلسات في المجلس النيابي، حتى توصل المتنافسون إلى اختيار أحدهم، وانتخب رئيس مجلس النواب الأمريكي بعد 15 جولة تصويت.
وفشل مجلس النواب الأمريكي 14 جلسة في انتخاب رئيس للبرلمان، في سابقة كانت الأولى منذ 100 عام، إلا أنه مع توالي الجلسات وتقديم بعض الأطراف تنازلات، نجح كليفن مكارقي في حصد الأصوات اللازمة، التي أهلته لأن يكون رئيسًا لمجلس النواب الأمريكي، في سيناريو يدعو جعجع لتطبيقه في لبنان، الذي فشل نوابه في انتخاب رئيس 10 جلسات عُقدت في شهرين ونصف الشهر.
إلى جعجع، الذي قال: «إذا كان هذا ما حدث في انتخاب مجلس النواب الأمريكي رئيسًا له، فماذا يجب أن يكون عليه الأمر في انتخاب رئيس للجمهورية بلبنان»، مضيفًا: بدلًا من جلسات فلكلورية معروف مصيرها ونتيجتها ونهايتها، المطلوب من رئيس مجلس النواب، لدى دعوته الجديدة الحادية عشرة، لانتخاب رئيس للجمهورية، أن يُبلغ الكتل النيابية بأنه لن يقفل الجلسة.
وتابع: «هكذا تكون الدعوات الجدية لجلسات الانتخاب، وهكذا نصل في ساعات أو أيام معدودة لانتخاب رئيس للجمهورية، وليس عبر الدعوة إلى الحوار للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية، لأن الحوار الرسمي في مجلس النواب بين دورة ودورة، وليس إلى طاولة حوار غير دستورية، تُبعد التركيز عن دور المجلس النيابي في انتخاب الرئيس، وتأخذه إلى مكان آخر الهدف الوحيد منه التغطية على من يعطِّل انتخابات الرئاسة الأولى.
مشاورات محلية
وفي سياق التحركات المحلية لانتخاب رئيس للبنان، التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في معراب، البرلماني نعمة أفرام، وعضو تكتل الجمهورية القوية النائب ملحم رياشي، قرابة ساعة، تطرق اللقاء إلى الاستحقاق الرئاسي، في ظل متغيرات المنطقة.
وبحسب بيان حزب القوات اللبنانية، الذي اطلعت «السياق» على نسخة منه، فإن البرلمانيين الثلاثة أكدوا ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والتوصل إلى حلول متكاملة للانطلاق إلى زمن جديد في لبنان يمحو أوجاع اللبنانيين.
وشدد البرلماني أفرام على ضرورة البحث عما يجمع بين اللبنانيين من مختلف الأطياف، لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، مشيرًا إلى أن تحسين مستوى حياة المواطن وتأمين الحماية الاجتماعية له من الأولويات الجامعة.
وأضاف: «في الأسابيع المقبلة ستظهر هذه المساحة، على أمل أن نتوصل جميعًا إلى انتخاب رئيس جديد مع سلة متكاملة، هدفها الأول والأخير الإنسان اللبناني ومستقبله، وإعادة بناء دولة المؤسسات التي تكون المشروع المشترك والناجح بين كل مكونات هذا البلد».
طرح جديد
وعما إذا كان يحمل في جعبته طرحًا جديدًا مرتبطًا بالملف الرئاسي، أجاب: «لا يمكن أن يكون طرحًا، لكنه طريقة عمل وخارطة طريق يمكنها أن توصلنا -في الأسابيع المقبلة- إلى طرح جامع يمكن أن يؤمن أكثرية في مجلس النواب».
في السياق نفسه، التقى الرئيس السابق ميشال عون، السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، في زيارة جرى خلالها بحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية، إن السفير الإيراني دعا الأطراف اللبنانية إلى تقريب وجهات النظر لانتخاب رئيس للجمهورية، في أسرع وقت ممكن، ما يؤثر في الانتعاش الاقتصادي.