موسم الإرهاب.. داعش يتحرك لاستهداف أوروبا وخبراء يحذرون من الثغرات الأمنية

تضمنت الرسالة مواد مصورة لكيفية صنع قنابل يدوية، وعبوات ناسفة وتفجيرها عن بُعد باستخدام الهواتف المحمولة، وأيضًا آلية استهداف المركبات

موسم الإرهاب.. داعش يتحرك لاستهداف أوروبا وخبراء يحذرون من الثغرات الأمنية

السياق

مع نهاية كل عام وبدء الاحتفالات بأعياد رأس السنة الميلادية، التي تتخللها احتفالات في بلدان عدة، يتحرك تنظيم داعش لاستهداف أوروبا تحديدًا عبر عناصره المستترة داخل مجتمعاتها.

واعتبر مراقبون، تحدثوا لـ"السياق" أن هذه الفترة من كل عام، موسم للإرهاب، لا سيما مع الكثافة البشرية التي تشهدها أوروبا خلال الاحتفالات، ويتوقع أن تصبح أكبر من العام الماضي، مع تراجع الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا.

بيد أنهم أكدوا ضعف التنظيم إعلاميًا خلال هذه الفترة، وهو ما أثر في عمليات الاستقطاب والتحريض، فضلًا عن تصاعد اليقظة الأمنية الأوروبية.

في المقابل، اعتبر الخبراء أن التنظيم الإرهابي يعتمد "الانتقام" نهجًا له، وسيحاول استهداف دول التحالف الدولي لمحاربة داعش، لاسيما أوروبا وأمريكا.

مرصد الأزهر لمكافحة التطرف لأنشطة التنظيمات الإرهابية في العالم، رصد دعوة للتنظيم الإرهابي، يحث فيها "ذئابه المنفردة" لتنفيذ هجمات إرهابية بأسلحة خفيفة، كما اعتاد في السنوات الأخيرة خلال هذا التوقيت، وتحديدا منذ 2016.

 

الثغرات الأمنية

بدوره يقول، الدكتور مروان شحادة، الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، لـ"السياق" إن داعش يعتمد على "الذئاب المنفردة"، لتنفيذ هجماته والإعلان عن نفسه، بعد انهيار مشروعه في العراق وسوريا.

ويرى شحادة أن التنظيم الإرهابي "لن يتوانى عن الانتقام من الدول التي شاركت في التحالف الدولي للحرب عليه"، لافتًا إلى أن "الدول الأوروبية في بوصلة التنظيم وأهدافه، التي يراها مشروعة لبؤرة عملياته".

وفي ما يتعلق بالتوقيت، يرى الخبير الأردني في شؤون الجماعات المتطرفة، أن"داعش يستغل الاحتفال بالكريسماس، وربما يحاول توجيه ضربات في (النقاط الميتة) واستغلال الانشغال بالاحتفالات الوطنية أو الأعياد الدينية في أوروبا، ولن يفرق بين العسكري والمدني، وجميعهم أهداف مشروعة له".

ولا يستبعد شحادة، حدوث مثل هذه العمليات، سواء في الدول الأوروبية أو غيرها، في حال كانت هناك ثغرة أمنية في أي مكان.

في الوقت نفسه، يرى الخبير الأردني في شؤون الجماعات المتطرفة، أن هناك تراجعًا واضحًا في عمليات الاستقطاب والتجنيد التي يقوم بها داعش، كما كان في سابق عهده.

وأشار إلى أن "ما يصدره التنظيم من إصدارات مرئية أو مكتوبة أو مسموعة، لا تصل إلى الفئات الذي كان يستهدفها من حيث الانتشار، كما كان، بعد الحرب الإلكترونية التي شنتها أغلبية الدول بحذف حسابات التنظيم أو تلك التي تحض على الكراهية والعنف"، مضيفًا: "لذلك، ربما تكون نسبة حدوث عمليات إرهابية، ضئيلة ما لم تكن هناك ثغرات أمنية".

 

دعوة عشوائية

 مرصد الأزهر رصد أيضًا أن دعوة التنظيم جاءت بشكل عشوائي، وليست موجهة للمرتبطين به "عضويًا".

فقد تضمنت الرسالة مواد مصورة لكيفية صنع قنابل يدوية، وعبوات ناسفة وتفجيرها عن بُعد باستخدام الهواتف المحمولة، وأيضًا آلية استهداف المركبات.

الدكتور خالد عباس خبير بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف والإرهاب قال لـ"السياق"، إن داعش ينفذ حالياً في أوروبا استراتيجية جديدة، لمواجهة التضييق الأمني، بعد تلقيه ضربات أمنية متلاحقة.

وتابع عباس أن "الاستراتيجية هدفها تنفيذ عمليات نوعية كبيرة من وِجهة نظرهم، تسبب ألمًا وضررًا لهذه الأنظمة الأوروبية".

وتعتمد هذه الاستراتيجية، على استقطاب الشباب من الجنسين، وتحريضهم على العنف والإرهاب، عبر إقناعهم بأن هذه المجتمعات سبب مشكلات المسلمين.

وتتم عملية الاستقطاب، بحسب الخبير بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف والإرهاب، عبر آليتين، الأولى من خلال الإنترنت، بالتركيز على فئة الشباب نظرًا لضعف ثقافتهم الدينية، وحماسهم المفرط.

أما الآلية التانية فعبر تجنيد اللاجئين والمهاجرين غير المندمجين في مجتمعاتهم، الذين يمارسون أنشطة غير شرعية مثل الاتجار في المخدرات والسرقة، وهؤلاء يتم استقطابهم داخل السجون، عبر تجنيدهم وإقناعهم بأفكارهم، فضلًا عن توفير أدوات التنفيذ لهم بالخارج.

ويؤكد عباس أن هذه الهجمان تُنفذ بشكل غير مكلف، بأسلحة خفيفة أو بيضاء، أو عبر الدهس بالسيارات، لكنها ذات صدى واسع.