تحذير من كارثة وشيكة على اليمن وتصعيد حوثي ضد السعودية... جرس إنذار أممي

أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، اعتراض طائرتين حوثيتين مفخختين، حاولتا استهداف مطار أبها الدولي في المملكة.

تحذير من كارثة وشيكة على اليمن وتصعيد حوثي ضد السعودية... جرس إنذار أممي

السياق

تحذير أممي من كارثة وشيكة، بحق ملايين الأشخاص في اليمن، تزامن مع تصعيد حوثي لهجماته، التي تستهدف المدنيين في السعودية، ينذر بأزمة تتصاعد وتيرتها في البلد الآسيوي، خاصة بعد رفض المليشيات الانقلابية الحلول السلمية الممكنة، لوضع حد لأزمة اليمنيين.

فمنسِّق الأمم المتحدة المقيم، منسِّق الشؤون الإنسانية لليمن ديفيد غريسلي، حذَّر من احتمال لجوء بعض الوكالات إلى تخفيف برامج عملها -بما في ذلك في مجالات المياه والصحة وقطاعات أخرى، بسبب نقص التمويل، اعتبارًا من سبتمبر المقبل، ما سيجعل الأمر كارثيًا على ملايين الأشخاص.

 

نقص التمويل

وقال ديفيد غريسلي، منسِّق الشؤون الإنسانية في اليمن، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن القطاعات الحيوية لا تزال تعاني نقصًا حادًا في التمويل، مشيرًا إلى أن مجموعة قطاع الصحة، لم تتلق حتى الآن سوى 11% من التمويل الذي تحتاج إليه هذا العام، بينما تلقَّت مجموعة قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة 8% فقط من التمويل المطلوب.

غريسلي دعا إلى تقديم التمويل الكافي والمتوازن لجميع القطاعات، لتمكين وكالات الغوث من تجنُّب أوضاع أسوأ، في وقت يحتاج 20.7 مليون شخص إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية في اليمن، مشيرًا إلى أن المرافق الصحية ومحطات المياه، توفِّر خدمات منقذة للأرواح لملايين الأشخاص.

وقال منسِّق الشؤون الإنسانية: «من الأهمية بمكان أن تتلقى الفئات الضعيفة المساعدات المنقذة للأرواح، لاسيما الذين يعيشون في المناطق النائية والمناطق المحرومة من الخدمات».

 

50 مليون دولار

صندوق التمويل الإنساني خصَّص 50 مليون دولار، لتمكين شركاء الإغاثة من الاستجابة للاحتياجات، وتحسين الظروف المعيشية، وتقديم المساعدة والحماية لذوي الإعاقة والفئات الضعيفة مثل المهمَّشين، والأسر التي تعولها نساء والأطفال المعرَّضين للمخاطر وغيرهم، بحسب غريسلي، الذي قال إن المبلغ يستهدف المناطق التي فيها احتياجات عالية بشدة، مثل مديرية السوادية في محافظة البيضاء ومديرية عبس في محافظة حجة، ومديريتي بيت الفقيه وحيس في محافظة الحديدة، ومديرية الحزم بمحافظة الجوف، وعدد من المديريات بمحافظات مأرب وأبين والضالع.

وأكد المسؤول الأممي، أنه سيتم تخصيص 25% من هذا التمويل لتدخلات المساعدات النقدية، ما يسمح للأسر النازحة بدفع الإيجارات وتجنُّب مخاطر الإخلاء، والاستثمار في تحسين سبل عيشهم أو تغطية احتياجاتهم الأساسية، على النحو الذي يرونه مناسبًا.

وأشار إلى أنه سيتم توفير 5.44 مليون دولار، كجزء من التخصيص الاحتياطي، لتأمين حصول المرافق الصحية على الوقود حتى ديسمبر المقبل، على أن تحصل محطات المياه ومرافق معالجة مياه الصرف الصحي، على الوقود حتى نوفمبر المقبل.

 

الرعاية الصحية الحرجة

«اليونيسف» ستتلقى 3.86 مليون دولار لتأمين حصول 2.4 مليون شخص من الضعفاء، على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، بحسب غريسلي، الذي قال إن منظمة الصحة العالمية ستتلقى 1.58 مليون دولار لتوفير الوقود إلى 206 من المرافق الصحية في جميع أنحاء اليمن، لتلبية احتياجات الرعاية الصحية الحرجة لخمسة ملايين شخص.

وتعمل 51% فقط من المرافق الصحية في اليمن بكل طاقتها، بينما شدَّد مكتب منسِّق الشؤون الإنسانية لليمن، على أهمية أن تظل المرافق الصحية المتبقية مفتوحة، لاسيما في الوقت الذي تضغط فيه جائحة كورونا، على نظام الرعاية الصحية في اليمن، الذي يعاني الإنهاك.

 

تحذير دولي

وكان البنك الدولي، حذَّر من أن نحو 70% من سكان اليمن، البالغ عددهم 30 مليون نسمة، يواجهون خطر المجاعة، مشيرًا إلى أن الصراع الدائر في اليمن منذ أكثر من ست سنوات، خلَّف ما لا يقل عن 24.1 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، بينهم 12.3 مليون طفل و3.7 مليون نازح داخليًا.

وأشار البنك الدولي، إلى أن الصراع دمَّر الاقتصاد اليمني، ما أدى إلى انخفاض إجمالي الناتج المحلي بمقدار النِّصف منذ 2015، بشكل وضع أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر.

تصعيد حوثي

تأتي الأزمة الإنسانية المتصاعدة في اليمن، التي تسبَّبت فيها ميليشيا الحوثي، في الوقت الذي صعَّدت فيه الأخيرة هجماتها على المملكة العربية السعودية، متخذة من الأراضي اليمنية منطلقًا لها.

وأعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، اعتراض طائرتين حوثيتين مفخختين، حاولتا استهداف مطار أبها الدولي في المملكة.

وأكد التحالف، أن اعتراض الطائرة الثانية، التي حاولت الهجوم على مطار أبها، أسفر عن 8 إصابات وتضرر طائرة مدنية، إثر تناثر الشظايا، مشيرًا إلى أن «الاعتداء الثاني على مطار أبها الدولي من الحوثي خلال 24 ساعة، جريمة حرب».

وكان التحالف، أعلن اعتراض وتدمير صاروخ باليستي، أطلقته ميليشيا الحوثي تجاه نجران في السعودية، إضافة إلى تدمير 3 طائرات مفخَّخة أطلقتها ميليشيا الحوثي تجاه خميس مشيط.

 

إجراءات دولية

وأكد التحالف، أنه يتخذ الإجراءات العملياتية لاستهداف مصادر التهديد، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني، مشيرًا إلى أن كفاءة الدفاعات الجوية أحبطت المحاولات العبثية للميليشيا الحوثية.

وتواصل الميليشيات الحوثية محاولاتها لاستهداف الأعيان المدنية في السعودية، في محاولات ندَّدت دول عربية وغربية بها، وأكدت وقوفها إلى جانب المملكة، ضد أي مساع تقوِّض أمنها.

يأتي تصاعد المحاولات الحوثية، خلال الفترة الأخيرة تجاه السعودية، في وقت تحاول فيه الأمم المتحدة، إرساء وقف لإطلاق النار في اليمن، عبر إعادة المفاوضات، الهادفة إلى التوصل إلى حلول سِلمية للنزاع المستمر منذ سنوات.

إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، طالب مليشيا الحوثي، بإدراك مدى أهمية وقف الأعمال العدائية.

وقال المسؤول الأممي، في تصريحات صحفية، الأسبوع الماضي: من المهم أن تفهم الحكومة اليمنية أهمية إبقاء الموانئ والمطارات مفتوحة، لكننا في موقف ينتظر فيه كل جانب، ليرى ما يفعله الآخر.