هل يقلد ماكرون الرئيس الأوكراني؟

السترة ذات القلنسوة في زمن الحرب أصبحت وسيلة القادة للتعبير عن تعاطفهم

هل يقلد ماكرون الرئيس الأوكراني؟

ترجمات – السياق

أثارت صور للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، جدلًا واسعًا في وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن ظهر بملابس تشبه ما يرتديه هذه الأيام الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وهو في غرفة الحرب، لكنها ليست المرة الأولى التي يستلهم فيها ماكرون مظاهر زعماء العالم، للحصول على فرصة التقاط الصور.

وقالت صحيفة فايننشال تايمز: "في البداية، اعتقد الكثيرون أن الصور مزيفة: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يمسك بملف من الوثائق، ووجهه غير حليق ويرتدي هوديي عليه شعار CPA 10، فرع من القوات الخاصة في البلاد، ويقف وسط التفاصيل الكلاسيكية والزخرفة الذهبية لغرف المكاتب في قصر الإليزيه، بدا اختياره للزي غير مناسب.

وأضافت: "علق الجميع على الصور بأن هذا "زي زيلينسكي"، وتبين أن الصور جزء من أرشيف لمصور صحفي، كان منذ عام 2016، المصور الرئيس لماكرون، وواحد من عدد متزايد من المصورين وُظفوا لالتقاط صور صريحة للمسيرة السياسية لماكرون".

 

ليست المرة الأولى

أشارت "فايننشال تايمز" إلى أن أول من فعل ذلك، هو الرئيس كينيدي، حيث ظل المصور الشخصي للرئيس يقدم مشاهد خاصة للجمهور تحمل مشاعر معينة.

فعلى سبيل المثال، التُقطت لحظات حميمة مع باراك أوباما في البيت الأبيض، لتصويره كرجل عطوف ولديه مبادئ، في ختام رئاسته.

ومع ذلك، تشابكت مهمة هولاء المصورين مع عنصر  يبدو كأنه مشروع غرور، إذ استخدمت ربط صور ماكرون بالمجهود الحربي له.

وذكرت أن مجموعة من الصور التي لا تقل خطورة، التُقطت في الفترة التي سبقت الغزو الروسي، تظهر ماكرون ورأسه مشدودًا بيديه، بعد تبادل دبلوماسي قلق مع بوتين، وأعاد مستخدمو "تويتر" تداول الصور تحت هشتاغ ماكرون الحزين.

 

تقليد زيلينسكي

قبل ستة أسابيع من انتخابات الرئاسة، اكتسب ماكرون صورة غير مصقولة وفيها نوع من الفظاعة، لرجل أشعث بزي غير رسمي يتعرق، جميعها تشبه صور فلوديمير زيلينسكي، إذ من المفترض أن يتأثر الأوكرانيون بأن الرئيس الفرنسي معجب بقائدهم، ويقلده بالملابس وهو جالس في القصر.

ورغم أن محاولات ماكرون لمحاكاة زيلينسكي محرجة، فإنها تتحدث عن سياسات خزانة ملابس الزعماء في زمن الحرب.

وبينما يبدو من المضحك أن يرتدي قادة العالم ملابس مثل شخص يجلس بالفعل في ملجأ للحماية من القنابل، لتعزيز أوراق اعتمادهم، أصبحت الهوديي وقت الحرب وسيلة مفيدة للقادة في هذه الأزمة، للتعبير عن تعاطفهم. 

وأشارت "فايننشال تايمز" إلى أن بوتين، الذي لا يزال مصرًا على أن روسيا في "عملية عسكرية خاصة" بأوكرانيا، لا يرتدي سوى البدلات الرسمية، لاسيما أن ارتداء سترة الجندي المظلي، يخبر الناس على الأقل بوقوع حرب.

في غضون ذلك، برز زيلينسكي كأيقونة حديثة، وبينما لم تكن ملابسه أولوية في تخطيطه، لا يسع المرء إلا أن يتخيل أن نجم التلفزيون السابق كان حريصًا في خيارات خزانة ملابسه.

الممثل الذي امتدت رئاسته سنوات بين عوالم الحقيقة والخيال، حسَّن صورته بالتزامن مع تطوره على الشاشة، ففي غضون أسبوعين فقط، يمكن بالفعل اختصارها في ملامح عدة، الرجل غير الحليق بلحية صغيرة "عمرها نحو ثلاثة أيام" يرتدي قميصًا كاكيًا وأحيانًا سترة بغطاء للرأس بسحاب.

النظرة المختصرة لهذا المظهر، تذكير بأنه يمثل الأوكراني العادي... لا توجد مواقف ولا إضافات كمالية أو مكلفة .

 

شجاعة زيلينسكي

الأهم من ذلك، أن زيلنسكي تحدى الاتهامات، بأنه غادر عاصمته بالتجول في أنحاء كييف، من دون أي حماية واضحة كسترات تجنُّب الدروع الواقية للبدن، التي قد يتوقع المرء رؤيتها على السياسيين في منطقة حرب، وكان اختيار زيلينسكي شجاعًا بشكل غير عادي، بإصراره على أن يراه العالم، فقد ظهر كقائد أقوى وأكثر كاريزماتية.

إنه تناقض مذهل عندما ينظر المرء إلى الزي الرسمي لقديروف، زعيم الشيشان الموالي لبوتين، الذي أعلن -نهاية الأسبوع الماضي- أنه سيدعم الجهود الروسية، إذ إن زيه يمنح انطباعًا بحذره المتشدد، كذلك  يرتدي أحذية برادا القتالية لموسم AW19 التي تكلفتها 1500 دولار.