لماذا لا تساعد القبة الحديدية الإسرائيلية أوكرانيا في مواجهة روسيا؟

النظام الدفاعي للقبة الحديدية، قد يعترض -على الأرجح- بعض الذخائر الروسية، لكن الكتلة الأرضية الكبيرة لأوكرانيا وتنوع الصواريخ والمقذوفات الروسية، يعنيان أن تصدير بطاريات القبة الحديدية لأوكرانيا، لن يكون حلًا عمليًا على الأرض.

لماذا لا تساعد القبة الحديدية الإسرائيلية أوكرانيا في مواجهة روسيا؟

ترجمات - السياق

استبعدت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، أن تساعد القبة الحديدية الإسرائيلية، أوكرانيا في مواجهة روسيا، مشيرة إلى أن المساحة الجغرافية الكبيرة لأوكرانيا وتطور المقذوفات الروسية، يعنيان أنه من غير المرجح أن يحمي نظام القبة الحديدية الدفاعي، البلاد من القصف الروسي.

كان الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي أشاد، مؤخرًا، بالقبة الحديدية كأفضل نظام دفاع صاروخي في العالم، واشتكى من أن إسرائيل لا تزود أوكرانيا بأسلحة دفاعية.

يذكر أن إسرائيل تقف على خيط رفيع بين روسيا، التي تحتاجها لأهداف استراتيجية، وأوكرانيا، التي تقول إنها تتعاطف مع شعبها وتقف إلى جانب العالم الغربي معها، لكن، حتى الآن، فإن القرار السياسي الإسرائيلي هو الامتناع عن تزويد أوكرانيا بالسلاح، بما في ذلك منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ.

 

فوائد قليلة

وحسب "هاآرتس" فرغم الدعوات المتزايدة لتل أبيب، لتزويد كييف بتكنولوجيا الدفاع الصاروخي، يعتقد الخبراء أن القيود اللوجستية والتكنولوجية، تعني أن القبة الحديدية الإسرائيلية ستوفر -على الأرجح- فائدة عملية قليلة لأوكرانيا، حيث تكثف روسيا هجماتها في جميع أنحاء البلاد.

وأشارت الصحيفة إلى تصريحات الرئيس الأوكراني أمام البرلمان الإسرائيلي عبر الفيديو مؤخرًا، موضحة أنه طالب بضرورة منح بلاده نظام الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية".

وقال زيلينسكي - موجهًا حديثه للمشرعين الإسرائيليين: "يعلم الجميع أن نظام الدفاع الصاروخي الخاص بكم هو الأفضل، ويمكنكم بالتأكيد مساعدة شعبنا، وإنقاذ حياة الأوكرانيين، واليهود الأوكرانيين".

ونقلت "هاآرتس" عن تال إنبار، الباحث البارز في تحالف الدفاع الصاروخي ومقره الولايات المتحدة، قوله: النظام الدفاعي للقبة الحديدية، قد يعترض -على الأرجح- بعض الذخائر الروسية، مثل صواريخ غراد، لكن الكتلة الأرضية الكبيرة لأوكرانيا وتنوع الصواريخ والمقذوفات الروسية، يعنيان أن تصدير بطاريات القبة الحديدية لأوكرانيا، لن يكون حلًا عمليًا على الأرض.

وأوضح أنه كلما كانت الدولة أكبر، فإنها تحتاج إلى عدد أكبر بكثير من الرادارات والصواريخ الاعتراضية، مشيرًا إلى أن إسرائيل دولة صغيرة، وبذلك تكمن ميزة الدفاع الصاروخي بالنسبة لها.

وأشار إلى أن القوات السعودية -بقدراتها الدفاعية الصاروخية الأكثر تقدمًا- لا تزال تكافح لمنع ضربات الحوثيين، بسبب المساحة الواسعة التي يتعين عليهم الدفاع عنها.

ووفقًا للولايات المتحدة، فقد أطلقت روسيا 1100 صاروخ على أوكرانيا حتى الاثنين 21 مارس، وضربت أهدافًا من مدينة خاركيف الشرقية إلى الحدود الغربية لبولندا.

وحسب "هاآرتس" فقد فشلت القوات الروسية في الاستيلاء على أي مدينة أوكرانية كبرى، بعد مرور نحو شهر تقريبًا من بدء الغزو، مشيرة إلى أنها تلجأ بشكل متزايد إلى تدمير واسع النطاق للمناطق السكنية، باستخدام الضربات الجوية والصواريخ بعيدة المدى والمدفعية، بينما حذر الجيش الأوكراني الثلاثاء 22 مارس، من أن السكان يجب أن يستعدوا لمزيد من القصف الروسي العشوائي على البنية التحتية الحيوية.

 

لا يمكن إيقافها

وأمام هذا القصف الروسي العشوائي، أوضح إنبار أن روسيا "تستخدم كل الأسلحة الموجودة في ترسانتها"، بما في ذلك الصواريخ البالستية والصواريخ التي تفوق سرعة الصوت، التي لا يمكن إيقافها بنظام قصير المدى مثل القبة الحديدية.

وأوضحت "هاآرتس" أنه من بين الأسلحة التي استخدمتها روسيا (إسكندر-إم)، الذي صُمم لإرباك الدفاعات الصاروخية، من خلال الطيران على مسار منخفض والمناورة أثناء الطيران لضرب أهداف تصل إلى 500 كيلومتر، أو 310 أميال، بدقة مترين إلى 5 أمتار، بحسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS).

وأعلنت روسيا أنها استخدمت صواريخ كينزال (داغر) التي تفوق سرعة الصوت، لتدمير مستودع أسلحة كبير في منطقة إيفانو فرانكيفسك غربي أوكرانيا ، رغم أن مسؤولًا أمريكيًا قال لـ "رويترز" إن واشنطن لا يمكنها التحقق بشكل مستقل من مزاعم موسكو.

وتعليقًا على ذلك، قال إنبار للصحيفة الإسرائيلية: "عند الحديث عن الصواريخ البالستية مثل إسكندر التي يستخدمها الروس، فإن القبة الحديدية ليست الحل لذلك"، مشيرًا إلى أنها مصممة للاستخدام فقط ضد الصواريخ الصغيرة والطائرات من دون طيار، وليس ضد الصواريخ البالستية.

 

صعوبات لوجستية

وبيّن إنبار في تصريحاته لـ "هاآرتس" أنه إلى جانب القيود التكنولوجية، ستكون هناك أيضًا صعوبات لوجستية لتزويد أوكرانيا بالقبة الحديدية، موضحًا أن "تنفيذ هذا النظام معقد وعملية طويلة، لذلك حتى لو وافقت إسرائيل على تنفيذه، فإن الأمر سيستغرق وقتًا طويلًا، وهو ما لا يفيد أثناء الحرب".

علاوة على ذلك -حسب الباحث البارز في تحالف الدفاع الصاروخي- لدى جيش الدفاع الإسرائيلي إمدادات محدودة من الصواريخ الاعتراضية، حيث وافق الكونغرس الأمريكي فقط على تخصيص مليار دولار لإسرائيل، لتجديد الصواريخ التي أنفقتها تل أبيب في إسقاط صواريخ حماس، خلال قتال الصيف الماضي.

وعن ذلك قال إنبار: "لذا من السذاجة التفكير في أن إسرائيل يمكن أن تزود الدول الأخرى بكمية كافية من الصواريخ الاعتراضية... هذا الأمر ليس عمليًا".

وأشارت "هاآرتس" إلى أن المطالب الأوكرانية بتقديم مساعدات عسكرية إسرائيلية، لم تتوقف عند الرئيس زيلينسكي، إذ أبدى وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا اهتمامًا بمساعدة الدفاع الجوي الإسرائيلي، رغم أنه من غير الواضح إذا كان هناك طلب رسمي لنظام القبة الحديدية.

وردًا على سؤال عما إذا كانت هناك إمكانية لمنح أوكرانيا هذه المساعدات العسكرية، قال السفير الإسرائيلي لدى أوكرانيا مايكل برودسكي لراديو الجيش: "حسب علمي، فإن هذه المطالب بدأت قبل الحرب، لكننا أوضحنا للجانب الأوكراني أن هذا مستحيل، إلا أنهم مع ذلك ما زالوا يصرون عليها"، مشددًا على أن إسرائيل لا يمكنها تقديم مساعدات إلا في بعض المجالات الإنسانية مثل المجال الطبي.

وأعرب السفير الإسرائيلي عن اعتزازه بافتتاح مستشفى ميداني إسرائيلي في أوكرانيا، وقال إنه "أول مستشفى تقيمه دولة أجنبية"، مشيرًا إلى أن "إنشائه كان ثمرة اتصالاته بالوزراء الأوكرانيين والأمن".

كما أيد برودسكي محادثات روسية أوكرانية في إسرائيل، مؤكدًا أنه "في الوقت الذي كانت دول عدة تزود أوكرانيا بالسلاح، القليل منها مثل إسرائيل يقوم بالوساطة بين كييف وموسكو"، متابعًا أنها "ميزة يجب أن نستفيد منها وآمل أن تؤتي جهودنا ثمارها".

في المقابل، أوضحت "هاآرتس" أنه ردًا على تقرير لموقع Ynet الإسرائيلي الإخباري في فبراير الماضي، أن إسرائيل رفضت طلبًا أوكرانيًا لشراء بطاريات القبة الحديدية، أخبر السفير الأوكراني يفغن كورنيتشوك المراسلين الإسرائيليين بأن النظام "لم يناقش"، وأوضح أن "روسيا تستخدم أسلحة مختلفة تمامًا عن الفلسطينيين، لذا ربما لا تساعدنا القبة الحديدية".