عبر بولندا... مدخل سري لإيصال المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا

القافلة تتكون من الشاحنات والسيارات التي تحمل معدات عسكرية، تستخدم طريقًا ترابيًا من دون ممرات جمركية، في منطقة زراعية ببولندا.

عبر بولندا... مدخل سري لإيصال المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا

ترجمات – السياق

وكشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الطريقة التي تصل بها المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، لمساعدتها في صد الغزو الروسي، الذي يقترب من شهره الأول، مشيرة إلى وجود ما سمته "مدخلًا سريًا"، لإيصال هذه الإمدادات.

ووفقًا للصحيفة، فإن السلطات البولندية منحت الإذن لصحفييها بمرافقة قافلة، في منطقة المدخل السري، بشرط إيقاف تشغيل خاصية تحديد الموقع الجغرافي، في الكاميرات والأجهزة الإلكترونية التي يحملونها.

وأشارت إلى أن القافلة تتكون من الشاحنات والسيارات التي تحمل معدات عسكرية، تستخدم طريقًا ترابيًا من دون ممرات جمركية، في منطقة زراعية ببولندا، موضحة أن هذه المنطقة تقع وسط ممر ترابي وأراض زراعية، ممتدة على الحدود بين بولندا وأوكرانيا، ولا تتضمن أي نوافذ جمركية، كما لا توجد علامات تشير إلى أن هذه الرقعة المعزولة، أصبحت "بوابة سرية للإمدادات العسكرية التي تدخل أوكرانيا"، مبينة أن الدخول يتم من دون جوازات سفر.

 

قصف قريب

وكشفت "واشنطن بوست" أنه بالقرب من هذه المنطقة قُصفت قاعدة عسكرية أوكرانية، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 35 شخصًا، إلا أنه لم يرغب أحد في لفت الانتباه إلى هذا المعبر الحدودي، المخصص لإدخال المساعدات العسكرية.

وبيَّنت أن قافلة المساعدات كانت تضم 45 سيارة، ومركبات إسعاف، ومركبة مصفحة، ونحو 24 طنًا من الديزل، جاءت من ليتوانيا، مرورًا ببولندا لتمريرها لأوكرانيا، كما تضم القافلة 12 سائقًا متطوعًا، يقودون الشاحنات بمنتهى الحذر، لحين توصليها للمقاتلين الأوكرانيين.

وبينما تتفاوض الحكومات بشأن الطائرات المقاتلة وأنظمة الأسلحة المتطورة، يكافح الجنود على الأرض، لسد المزيد من الحاجات الأساسية، موضحة أنه مع إغلاق المصانع في أوكرانيا بسبب القصف، تعتمد كييف -بشكل متزايد- على سلاسل التوريد القادمة من دول أوروبية، التي تضم إمدادات طبية وعسكرية.

وحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه كان من المتوقع أن تمر قافلة ثانية للمساعدات، محملة بالمولدات وأجهزة اللاسلكي وطائرات المراقبة المسيرة عن بُعد، ومعدات للرؤية الليلية، والأهم من ذلك كله، ما يقرب من 7000 سترة واقية من الرصاص وخوذ، لافتة إلى أن رحلة قافلة المساعدات بدأت من مستودعات في ليتوانيا، حيث تتلقى منظمة "بلو أند يلو" غير الربحية العديد من المساعدات لصالح الأوكرانيين.

ونقلت عن الملازم أندري بيستريك، أحد المقاتلين الأوكرانيين الذين سافروا عبر بلاده، التي مزقتها الحرب لملاقاة القوافل، قوله: "هذا هو أكثر ما نحتاجه"، وأضاف وهو تدمع عيناه: "نحصل على البنادق والذخيرة والزي العسكري، إضافة للطعام وبعض المعدات التي تحفظ سلامتنا، وكيف نتحرك ونقاتل، مثل الأحذية الطويلة، والهواتف التي تعمل بالأقمار الصناعية".

 

المنظمات المساعدة

وعن المنظمات التي تتولى المساعدة، أكدت "واشنطن بوست" أن منظمة "بلو أند يلو" تتلقى العديد من المساعدات لصالح الأوكرانيين، مشيرة إلى أنها منظمة غير ربحية تأسست عام 2014 لتزويد الأوكرانيين، الذين يقاتلون ضد استيلاء الانفصاليين المدعومين من روسيا على الأجزاء الشرقية من بلادهم، بالدعم اللازم.

ونقلت الصحيفة عن زيمانا بلومونزينات، أحد أعضاء المنظمة الخدمية قولها: "كل شيء في أوروبا ينفد، لكننا نتلقى طلبات أكثر من أي وقت مضى".

وكشفت زيمانا عن بعض المطالب، التي يتقدم بها الجنود الأوكرانيون للمنظمة، مشيرة إلى أن أحدهم يُدعى "كروك" طلب 1000 عاصبة و40 مجموعة من الإسعافات الأولية، موضحة أنها أخبرته بأن كل طلباته ستكون في القافلة التالية.

وتحدثت الصحيفة الأمريكية، عن الإيثار، مشيرة إلى أن هناك شخصًا يدعى داينيوس نافيكاس، 43 عامًا، مستشار إداري من ليتوانيا، قرر التبرع بسيارته السوداء جراند شيروكي 2015 للمقاتلين، قائلًا: "سمعت أنهم بحاجة إلى سيارات أكبر ودفع رباع، لم يكن لديّ خيار، فالأوكرانيون يقاتلون من أجلنا".

وكشف نافيكاس أنه قاد مع زوجته السيارة الجيب -مع مجموعة إضافية من الإطارات الشتوية- إلى مرآب مخصص في ضواحي العاصمة الليتوانية "فيلنيوس"، حيث وجدوا العشرات من المركبات الجاهزة للشحن إلى أوكرانيا.

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن المركبات التي تُسلَّم، تُطلى من جديد بألوان مختلفة، قبل إدخالها أوكرانيا، مع تظليل النوافذ وتغطية أي سطح عاكس، حتى المصدات والعجلات، كيلا تلفت الانتباه.

ونقلت عن الضابط الأوكراني بيستريك قوله: "بالتأكيد الصواريخ المضادة للطائرات والدبابات ستينغر وغافلينز مهمة جدًا، لكن بالنسبة لنا، هذه المركبات ضرورية، فهي تمثل قوتنا النارية، وحركتنا خلال المواجهة".

 

ليبيا في المشهد

وذكرت "واشنطن بوست" أن الضابط بيستريك، بعد أن يتسلم هذه المركبات، يحاول استغلال بعضها في حمل قاذفة صواريخ أو مدفع رشاش، ليشكل أحد "العروض الخاصة" الشائعة بين المقاتلين في ليبيا وسوريا وغيرهما من المناطق الساخنة في الآونة الأخيرة، مشيرة إلى أنه رغم عدم وجود عدد كبير من سيارات البيك أب، فإنه كان سعيدًا برؤية سيارات باثفايندرز، وفريلاندرز، وباغيروس.

وحسب الصحيفة الأمريكية، تُظهر مقاطع الفيديو التي ينشرها مقاتلون أوكرانيون، على وسائل التواصل الاجتماعي، كيف تُستخدم سيارات الدفع الرباعي هذه في قصف القوات الروسية، إذ صُوِّرت وهي تخرج من الغابات أو الشوارع الجانبية، لتضربها بقذائف صاروخية، ثم تتوارى بعيدًا.

وعن فعالية هذا التكتيك، يقول بيستريك لـ "واشنطن بوست": "يحاول الروس كل يوم دخول مدينة زابوريزهزيا -جنوبي وسط أوكرانيا- وكل يوم نوقفهم من خلال هذه السيارات"، مضيفًا: "نحن ممتنون لليتوانيين والبولنديين لجلبهم إياها".