الطالبات غادرن باكيات.. طالبان تغلق مدارس البنات بعد ساعات من فتحها
كانت الفتيات مبتهجات لعودتهنّ إلى المدرسة للمرة الأولى، منذ سيطرة الحركة المتشددة على الحكم في أغسطس الماضي، إلا أنهنّ أغلقنَ كتبهنّ ووضّبنَ أغراضهنّ وغادرنَ وهنّ يبكينَ

السياق
بعد ساعات من إعادة فتحها، أمرت حركة طالبان بإغلاق المدارس الثانوية للفتيات في أفغانستان، وطلبت من العديد من الفتيات العودة إلى منازلهن، وفق ما أعلن متحدث باسمها.
وقال إنعام الله سمنكاني لوكالة فرانس برس: "نعم هذا صحيح"، من دون مزيد من التفاصيل، مؤكدًا بذلك معلومات تفيد بأن فتيات طُلب منهنّ العودة إلى منازلهنّ.
كان فريق وكالة فرانس برس يصوّر -صباح الأربعاء- حصة دراسية في صفّ بمدرسة زارغونا الثانوية للبنات في العاصمة كابل، عندما دخل مدرّس وأمر التلميذات بالعودة إلى منازلهنّ.
وكانت الفتيات مبتهجات لعودتهنّ إلى المدرسة للمرة الأولى، منذ سيطرة الحركة المتشددة على الحكم في أغسطس الماضي، إلا أنهنّ أغلقنَ كتبهنّ ووضّبنَ أغراضهنّ وغادرنَ وهنّ يبكينَ.
وكثيرًا ما شدد المجتمع الدولي على حقّ الجميع بالتعليم في المفاوضات بشأن المساعدات لأفغانستان والاعتراف بنظام طالبان.
واقترحت دول ومنظمات عدة دفع رواتب المدرّسين.
التعليم حق
بعد سيطرتها على السلطة في أفغانستان، وعدت حركة طالبان بأن تكون أكثر تساهلًا مع النساء، مما كانت عليه خلال حكمها بين عامي 1996 و2011، عندما كانت الأفغانيات محرومات من حقوقهن.
ولمراعاة الأسرة الدولية، حرصت الحكومة الجديدة على عدم إصدار تدابير صارمة، إلا أن سلطات الولايات المختلفة تولت المهمة، لتحديد القواعد التي ينبغي للنساء احترامها.
وتقول حركة طالبان إنها تعد التعليم حقًا للفتيات، لكن الأغلبية العظمى للمدارس التكميلية والثانوية، أغلقت أبوابها أمامهن منذ أغسطس الماضي.
وتؤكد السلطات أن المدارس ستستقبل الجميع نهاية مارس، إلا أن نقص المدرسات وقرار منع الرجال من تعليم الفتيات، سيصعبان تحقيق هذا الهدف.
وأعادت أغلبية الجامعات الخاصة فتح أبوابها، بعضها منذ سبتمبر، لكنها تعاني نقص الأساتذة، والفصل بين الجنسين أيضًا.
وقبل أسبوعين فتحت الجامعات الرسمية أبوابها أيضًا في ثماني ولايات، على أن تتبعها الأخرى في 26 فبراير، لكن قلة من الفتيات عدن إلى الصفوف، مع فصلهن عن الطلاب الذكور أيضًا.
حريات فردية
في فترة حكمها الأولى، فرضت حركة طالبان على النساء وضع البرقع عند الخروج.
وهذه المرة علقت لافتات في متاجر كابل، تفيد بأن على النساء أن يضعن الحجاب كحد أدنى، إلا أنها مرفقة بصورة برقع، ما يشير إلى أنه من الأفضل وضعه.
وجاء في مرسوم أيضًا، أن على النساء أن يكن برفقة محرم لدى خروجهن في رحلات طويلة من مدينة إلى أخرى.
وتلقى سائقو سيارات الأجرة أمرًا، بعدم السماح لغير المحجبات بدخول سياراتهم.
كانت صالونات التجميل ومتاجر الملابس، تلقى إقبالًا كبيرًا قبل عودة طالبان، إلا أنها غابت بشكل كبير من الشوارع.
وانتزعت رؤوس العارضات الخشبية من واجهات المتاجر في هرات، بينما اختفت لوحات الإعلانات التي تتضمن وجوهًا بشرية.
رياضة وثقافة
منعت محطات التلفزة بث مسلسلات تشارك فيها نساء، بينما ينبغي على الصحفيات لبس الحجاب عند ظهورهن على الشاشة.
وقال مسؤول كبير في حركة طالبان، إن ممارسة الرياضة "غير ضرورية" للنساء، لكن الحركة لم تضفِ طابعًا رسميًا على هذا الموقف، لأن الأموال الآتية من الاتحادات الرياضية العالمية، ومنها الكريكيت وكرة القدم، ستجمد في حال عدم السماح للنساء بممارستها.
وعلى غرار زملائهم الذكور، فرت أغلبية المغنيات والعازفات والفنانات والمصورات البارزات من بلادهن، في الأسابيع التي تلت عودة طالبان إلى الحكم في كابل، أما اللاتي عجزن عن المغادرة فيعشن في الخباء أو يتجنبن الظهور.