بعد دخول شهرها الثاني... آخر تطورات الحرب الأوكرانية

أكد مسؤولون أمريكيون أن دول الغرب تسعى لمنع روسيا من استخدام احتياطي الذهب. وأعلنت واشنطن عقوبات مالية جديدة على روسيا، تستهدف عالم السياسة ورجال أعمال نافذين وصناعة الدفاع

بعد دخول شهرها الثاني... آخر تطورات الحرب الأوكرانية

السياق

الغزو الروسي لأوكرانيا أو "العملية الخاصة" كما تسميها موسكو، تدخل شهرها الثاني، بينما يظل المشهد العام ضبابيًا، ولا أحد يعلم -على وجه اليقين- كيف ستضع هذه الحرب أوزارها.

التطورات والمستجدات تتسارع، آخرها كان طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من حلف شمال الأطلسي، الذي يعقد قمة في بروكسل، تزويد بلاده بـ "مساعدة عسكرية من دون قيود" لتتمكّن من مواجهة الغزو الروسي.
وتُعقد في بروكسل في يوم واحد ثلاث قمم: حلف شمال الأطلسي (ناتو) ومجموعة السبع والاتحاد الأوروبي.

قمة استثنائية

وقال زيلينسكي، في مقطع فيديو عبر حسابه في "تلغرام": في وقت يعقد أعضاء الناتو قمة استثنائية لبحث الحرب في أوكرانيا، لإنقاذ الناس ومدننا، أوكرانيا بحاجة إلى مساعدة عسكرية من دون قيود، مثلما تستخدم روسيا -بلا قيود- كلّ ترسانتها ضدّنا"، مشيرًا إلى أن أوكرانيا تقاتل حاليًا "في ظروف غير متكافئة".

تعزيز العقوبات

بينما أشار مسؤول أميركي إلى أن مجموعة السبع دعت المنظمات الدولية لإعادة النظر في علاقاتها بروسيا.

وحسب البيت الأبيض، تهدف هذه الاجتماعات إلى "تعزيز العقوبات" التي فُرضت على موسكو لتجنُّب محاولات التفافها عليها، وتعزيز موقع حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية على المدى الطويل.

عقوبات جديدة

وأكد مسؤولون أمريكيون أن دول الغرب تسعى لمنع روسيا من استخدام احتياطي الذهب.

كما أعلنت واشنطن عقوبات مالية جديدة على روسيا، تستهدف عالم السياسة ورجال أعمال نافذين وصناعة الدفاع.

وجاء في بيان للبيت الأبيض، أن هذه الاجراءات -التي تتضمن تجميد أصول في الولايات المتحدة- تشمل 328 نائبًا في مجلس الدوما (مجلس النواب الروسي)، و48 من "الشركات العامة الكبرى" في قطاع الدفاع.

وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، بدء القمة الاستثنائية تزويد قوات الحلف الأطلسي بمعدات، لمواجهة هجوم نووي أو كيميائي أو بيولوجي محتمل.

وذكر أن "الناتو" سيناقش "تجديد دفاعاته على المدى الطويل في جانبه الشرقي"، بدءًا بالموافقة على عمليات جديدة لنشر جنود في رومانيا، والمجر وسلوفاكيا وبلغاريا.

الحزم مستمر

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان، في الطائرة الرئاسية التي كان يرافق فيها الرئيس جو بايدن إلى أوروبا: "ما نودّ سماعه هو أن هذا الحزم المشترك الذي شهدناه -الشهر الماضي- يستمر مهما لزم الأمر".

تأتي اجتماعات الخميس، غداة دعوة الرئيس الأوكراني شعوب العالم إلى التظاهر في الشوارع ضدّ الغزو الروسي لبلاده، بعد شهر من بدايته.

ادعموا أوكرانيا

ودعا زيلينسكي في تسجيل فيديو بالإنجليزية إلى "رفع الشعارات دعمًا لأوكرانيا ودعماً للحرية والحياة"، قائلًا: "انزلوا إلى ساحاتكم، إلى شوارعكم، أظهِروا أنفسكم وأسمِعوا أصواتكم".

وأضاف: "عبّروا عن مواقفكم، اخرجوا من مكاتبكم ومن منازلكم ومن مدارسكم ومن جامعاتكم، اخرجوا باسم السلام، على العالم أن يوقف الحرب".

وتوجّه أيضًا إلى الروس بالقول: "إذا تمكّنتم من مغادرة روسيا، غادروا ولا تدفعوا الضرائب في سبيل هذه الحرب".

القرار الأوروبي

وفي مقابلة مع صحيفة "إل بايس" الإسبانية، أعرب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عن قلقه من "تباطؤ عملية صنع القرار في الاتحاد الأوروبي" خلال الأيام العشرة الماضية"، مضيفًا أن "أولئك الذين يعتقدون أنهم فعلوا ما يكفي مخطئون".

نريد الأسلحة

ودعا زيلينسكي "الناتو" إلى تزويد بلاده بالأسلحة، قائلًا "نظّفوا أرضنا من الغزاة وأعيدوا السلام لأوكرانيا".

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأربعاء، أنّ بلاده سترسل إلى أوكرانيا ستة آلاف صاروخ إضافي، ما يمثل زيادة بأكثر من الضعف، في الأسلحة الفتاكة الدفاعية، التي قرّرت لندن تزويد كييف بها منذ بداية الغزو الروسي.

وفرضت الحكومة البريطانية الخميس حزمة جديدة من العقوبات، تستهدف 59 شركة وشخصية روسية وستّ شركات وشخصيات بيلاروسية، ردًا على غزو روسيا لأوكرانيا.

آلاف الصواريخ إلى أوكرانيا

وأعلنت أيضًا السويد وألمانيا إرسال آلاف الصواريخ الجديدة الى أوكرانيا.

كانت القوات الأوكرانية تلقّت ألف صاروخ و500 قاذفة صواريخ أرض جو من طراز ستينغر من احتياطات الجيش الألماني.

شموع في مستشفى ماريوبول

على الأرض في أوكرانيا، قُتل الخميس أربعة أشخاص على الأقل وأُصيب ستة بجروح، جرّاء قصف قرب منطقة لوغانسك في الشرق.

وأفاد مسؤول محلي في خاركيف (شمالي شرق) بوقوع ستة قتلى و15 جريحًا في قصف روسي على المدينة الخميس.

في هذا الوقت، يستمر حصار مدينة ماريوبول جنوبي شرق البلاد.

وقال زيلينسكي إن نحو مئة ألف شخص ما زالوا عالقين في المدينة "في ظروف غير إنسانية، بلا طعام، ولا ماء، ولا دواء، وتحت قصف مستمر".

في أبرز مستشفى بمدينة ماريوبول، يُقدّم العلاج للمرضى في الطوابق السفلية على ضوء الشموع، بحسب ما أفاد مجلس البلدية.

وكتب مجلس البلدية عبر "تلغرام": "تبقى الشموع مصدر الإضاءة الأساس. يحاول المستشفى توفير الوقود قدر الإمكان، لذا فإن مولدات الديزل تستخدم فقط للعمليات المعقّدة"، مشيرًا إلى أن ما بين 600 و700 من سكان المنطقة المجاورة لجأوا أيضًا الى المستشفى.

نزوح ملايين الأطفال

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف): "أدّى شهر من الحرب في أوكرانيا إلى نزوح 4.3 مليون طفل -أكثر من نِصف أطفال البلد الذين يُقدّر عددهم بـ7.5 مليون طفل".

تقهقر روسي

وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية، طالبًا عدم ذكر اسمه، إنّ "الأوكرانيين نجحوا في دفع الروس للتراجع إلى بُعد 55 كلم شرق وشمال شرق كييف"، موضحاً أنّ هذا الأمر يمثّل تغييرًا في الوضع الميداني حول العاصمة.

وأضاف المسؤول في وزارة الدفاع الأميركية: "بدأنا نراهم يتحصّنون ويقيمون مواقع دفاعية".

ويواصل الجيش الروسي قصف المدن الكبرى بشكل مكثّف. وسجلت هيئة الأركان العامة الأوكرانية 250 طلعة جوية روسية الأربعاء بزيادة 60 طلعة عن الثلاثاء.

خطأ بوتين الكبير

وأكّدت البحرية الأوكرانية -الخميس- أنها دمّرت سفينة روسية لنقل الجنود راسية في ميناء بيرديانسك، بالقرب من ماريوبول على بحر آزوف.

واتّهم أمين عام حلف شمال الأطلسي ستولتنبرغ –الخميس- الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باقتراف "خطأ كبير" في غزوه أوكرانيا، و"بالتقليل من شأن" المقاومة الأوكرانية.

وعلى هامش اجتماع الاطلسي، جرى تمديد ولاية ستولتنبرغ سنة إضافية، على خلفية الحرب الأوكرانية.