العقوبات الأوروبية ضد الحوثي.. هل تجبر المليشيا على قبول مبادرات السلام؟

قال وليد الإبارة، الخبير الاستراتيجي اليمني في تصريحات لـالسياق إن العقوبات الأوروبية تعد تحولًا جذريًا في موقف القارة العجوز تجاه مليشيات الحوثي، مشيرًا إلى أنها عكست تبدلًا في الموقف الأوروبي من الأزمة اليمنية بأبعادها الجيوسياسية.

العقوبات الأوروبية ضد الحوثي.. هل تجبر المليشيا على قبول مبادرات السلام؟

السياق

تحول جذري في نظرة المجتمع الدولي إلى مليشيات الحوثي، بعد تحرره من أسر الصورة الوهمية، التي رسمتها لنفسها السنوات الماضية.

ذلك التحول، من شأنه أن يفضي إلى عزل مليشيا الحوثي على الصعيد الدولي، لأنه يلزم دول الاتحاد الأوروبي بتشديد مراقبة الصادرات، لمنع انتهاكات حظر السلاح، في تطور قد يضع نهاية وشيكة للأزمة اليمنية.

كان الاتحاد الأوروبي قد قرر تفعيل العقوبات الدولية ضد مليشيات الحوثي الانقلابية، وفرض حظر توريد الأسلحة للانقلابيين.

العقوبات الأوروبية استندت إلى الهجمات المكثفة التي تشنها الميليشيا الانقلابية على السفن التجارية، إضافة إلى استهداف المدنيين والبنية التحتية في دول الجوار.

إلا أن القرار الأوروبي، اختلف في كشف آثاره مراقبون ومحللون يمنيون، ففريق يرى أن العقوبات الأوروبية لها قيمة معنوية مهمة، وستسهم في ضرب الروافد الإيرانية، ورأى آخرون أنها لن تترك تأثيرًا مباشرًا في مليشيات الحوثي على المدى القريب، لأن أسلحة المليشيات إيرانية، وتقف خلف تهريبها شبكات معقدة، يديرها الحرس الثوري الإيراني.

 

تحول جذري

إلى ذلك، قال وليد الإبارة، الخبير الاستراتيجي اليمني في تصريحات لـ«السياق» إن العقوبات الأوروبية تعد تحولًا جذريًا في موقف القارة العجوز تجاه مليشيات الحوثي، مشيرًا إلى أنها عكست تبدلًا في الموقف الأوروبي من الأزمة اليمنية بأبعادها الجيوسياسية.

وأوضح الخبير الاستراتيجي، أن دول الاتحاد الأوروبي -باستثناء فرنسا- عارضت خطة الدفاع العربية عن مقدرات اليمن، التي قادتها المملكة العربية السعودية، وسعت إلى إيقافها بكل السبل، في الوقت الذي اتخذت فيه سياسات تقاربية مع إيران، عازيًا تغير الموقف الأوروبي، إلى تطورات الأزمة الأوكرانية، والتحديات التي خلقتها في سوق الطاقة.

 

مؤشر إيجابي

ويرى الإبارة أن هذا التغير مؤشر إيجابي من الأوروبيين، الذين شكلوا حائط الصد الدولي، لتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، مؤكدًا أن هذا التحول من شأنه أن يفضي إلى عزل مليشيا الحوثي، على الصعيد الدولي.

وعن إمكانية مساهمة القرار الأوروبي، في فصل مليشيا الحوثي عن طهران، قلل الخبير الاستراتيجي اليمني من إمكانية حدوث ذلك، لأن هذه المليشيات مرتبطة مركزيًا بنظام إيران، كما أنها أداة في يدها، يمكن المساومة بها في ما يتعلق بالملف النووي، إضافة إلى أن الحوثي لن يتخلى عن طهران، لما يحصل عليه من أسلحة تساعده في رفض أي محاولات للحوار.

رؤية الإبارة، وافقه فيها الناشط والمحلل السياسي اليمني مروان العقيبي، الذي أكد -في تصريحات لـ«السياق»- أن التحركات الأوروبية التي تزامنت مع انطلاق عمليات التحالف العربي في اليمن، تحمل دلالات واضحة على بادرة حسن نية لدول التحالف تجاه حل الأزمة اليمنية.

تلك التحركات السياسية تزامنت -أيضًا- مع ضغوط دولية وأممية على مليشيا الحوثي؛ لتحفيزهم على الدخول في مشاورات السلام، بحسب العقيبي، الذي أكد أن ارتباطها بإيران يساعدها في رفض أي مبادرات سلام لتسوية الأزمة اليمنية.

 

تقويض وتقييد

ورغم أن العقوبات الأوروبية، ترجمة لقرار مجلس الأمن 2624 في 28 فبراير الماضي، فإنها تدعم جهود تقويض قدرات مليشيا الحوثي وتقييد حركتها إقليميًا ودوليًا، بحسب أشرف المزندي، الكاتب والمحلل السياسي اليمني.

وأوضح المزندي -في تصريحات لـ«السياق»- أن أهمية القرار الأممي، تكمن في وصف مليشيات الحوثي لأول مرة بـ«الجماعة الإرهابية»، وإقراره حظرًا شاملًا على توريد الأسلحة للمليشيا،ت ككيان يشكل تهديدا على أمن اليمن واستقراره.

وأشار المحلل السياسي اليمني، إلى أن أهمية هذه العقوبات تكمن أيضاً في كونها تلزم دول الاتحاد الأوروبي بتشديد مراقبة الصادرات، وأن تكون يقظة لمنع انتهاكات حظر الأسلحة المحددة في قرار مجلس الأمن، بمنع أي مواد وقطع، قد تتحول إلى أسلحة في أيدي المليشيات الحوثية.

وأكد أن عقوبات الاتحاد الأوروبي الأخيرة، قد تضع قيودًا أكثر لمراقبة الشبكات المعقدة التي تعتمد عليها مليشيات الحوثي، للاستحواذ على مكونات حيوية لمنظومة أسلحتها، بما فيها قطع الطائرات من دون طيار من شركات أوروبية.

ورغم أنه قال إن العقوبات الأوروبية لها قيمة معنوية مهمة، فإن الخبير الاستراتيجي أكد أنها لن تترك تأثيرًا مباشرًا في مليشيات الحوثي على المدى القريب، لأن أسلحة المليشيات إيرانية، وتقف خلف تهريبها شبكات معقدة، يديرها الحرس الثوري الإيراني.

 

مشروع عابر للحدود

تلك الرؤية وافقه فيها المحلل السياسي والكاتب اليمني عاصم الصبري، الذي أكد -في تصريحات لـ«السياق»- أن ما يربط الحوثيين بإيران مشروع عابر للحدود، يستند إلى تبادل مصالح، تنتج عنه زعزعة استقرار المنطقة.

وبينما أكد أن إيران ستتمسك بمليشيات الحوثي في اليمن، ونظيرتها في المنطقة، سواء في لبنان أم العراق، شدد على أن «الانقلابيين» ليس لديهم ما يخسرونه خارج اليمن.

وأكد الكاتب اليمني أن «القرار الأوروبي لن يغير من تعنت المليشيات، أو يجعلها تستجيب للدعوات إلى السلام».