لماذا أصبحت جماعة الإخوان تهديدًا متناميًا في الهند؟
موقع -عين أوروبية على التطرف-، يسلط الضوء على التهديد الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين في الهند، خلال الفترة الأخيرة

ترجمات - السياق
سلَّط موقع "عين أوروبية على التطرف"، الضوء على التهديد الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين في الهند، خلال الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن الذراع المحلية للتنظيم، تعمل على انتشار الفوضى في الشوارع، وتحاول إشعال حرب أهلية دينية، لافتًا إلى أنه يحصل على تمويل من محور (قطر وتركيا وباكستان)، بينما تدعمه بخبث المعارضة الهندية لإطاحة حكومة ناريندرا مودي، لكن لعبتهم قد تخرج عن السيطرة.
وبيّن الموقع، في تحليل للكاتب أجمل سهيل، المؤسس والرئيس المشارك في تحالف مكافحة المخدرات والإرهاب في ألمانيا، أن السياسيين المؤيدين للحكومة الهندية، سواء داخل الهند أم خارجها، يساورهم قلق كبير بشأن أنشطة جماعة الإخوان وأهدافها المستقبلية في الهند.
وأشار إلى أن جماعة الإخوان، لها صلات غير مباشرة بالجماعات المسلحة، وترغب في نقل الهيمنة العالمية الحالية -بقيادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول غربية- إلى دار الإسلام، ما يعني أنهم يرغبون في تحويلها إلى أرض إسلامية.
الهدف النهائي
ورأى سهيل، أن الهدف النهائي لجماعة الإخوان ، الذي اعتمدته منذ أيام مؤسسها حسن البنا في عشرينيات القرن الماضي، دعم الجهاد ضد غير المسلمين.
وحسب الكاتب، تمتلك الجماعة شبكة دعاية دولية واسعة، وأنتجت العديد من القادة المتشددين في جميع أنحاء العالم، مثل عبدالله يوسف عزام، أحد أتباع البنا المخلصين، الذي أشعل عام 1984 فتيل تدفق المقاتلين الأجانب الإسلامويين الرئيسين لمحاربة الاحتلال السوفييتي لأفغانستان.
وبحلول الوقت الذي قُتل فيه عزام عام 1989، كان قد تتلمذ على يديه أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة.
وقد قال ابن لادن -في وقتٍ لاحق- إن أفكار الإخوان كانت أساسية في تشكيل أيديولوجيته.
ويضيف الكاتب: "يعتمد تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة (غير عنيفة) على تفسير حرفي لسلوكها، يتجاهل صلاتها بالتشدد".
ففي الهند -على سبيل المثال- تسببت الذراع المحلية لجماعة الإخوان المسلمين في تفاقم الخلاف بين الطوائف، ونشر الفوضى في الشوارع، من خلال الاحتجاجات ضد الحكومة الهندية.
وتصر هذه الجماعات الإخوانية، وتلك المنبثقة عنها في شبه القارة الهندية، على أن أسس الدستور الهندي -العلمانية، والديمقراطية، والقومية- معادية للإسلام، وبذلك تعمل على تقويض هذه الأسس في المقام الأول، من خلال محاولة إثارة حرب أهلية دينية، بين المسلمين الهنود والهندوس.
ومن ثمّ -وفق الكاتب- فإن رؤية الإخوان المسلمين لإطاحة الحكومة الهندية، وإنشاء دار الإسلام في الهند، وتفجير ثورة في كشمير لا يمكن وصفها بأنها سلوكيات "غير عنيفة"
في هذا السياق، هناك جماعتان بارزتان تابعتان للإخوان المسلمين في الهند: الجبهة الشعبية للهند (بي إف آي) والجبهة النسائية الوطنية (إن دبليو إف).
وقد حُظِرت الجبهة الشعبية للهند مؤخرًا، ما أدى إلى عودة ظهور جماعة قديمة مُصنفة إرهابية، هي الحركة الإسلامية الطلابية في الهند (إس آي إم آي)، التي تعمل جنبًا إلى جنب مع المتطرفين المحليين مثل المجاهدين الهنود (آي إم)، بينما تتلقى تمويلًا خارجيًا من محور (قطر - تركيا - باكستان)، ولها صلات بالمنظومة الجهادية، التي تسيطر عليها باكستان في أفغانستان، والتي تشمل طالبان والقاعدة.
مصادر الدعم
أمام كل هذه التحركات، يقول أجمل سهيل في تحليله: إن الدعم الخارجي للتشدد الإسلاموي في الهند مهم، لكن من الضروري أيضًا معرفة مصادر الدعم المحلية لفهم ما يحدث.
وحسب "عين أوروبية على التطرف"، أفادت مصادر بأن رغبة جماعة الإخوان المسلمين في إثارة حرب أهلية لزعزعة استقرار الهند، وإسقاط حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، تحظى بتحريض ودعم مالي من قِبل أحزاب المعارضة الهندية.
وأشار الكاتب إلى أن هناك من يرى أن الصعود الذي حدث مؤخرًا لجماعة الإخوان المسلمين في الهند، ناتج في المقام الأول عن محاولة السياسيين الهنود استخدام هذه الجماعة الخطيرة كسلاح لهزيمة حكم مودي، لافتًا إلى أنه إذا صح هذا الحديث، فلن تكون المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك بالهند، إذ استغل سياسيون هنود التمرد الإرهابي الناكسالي (الشيوعي) كسلاح سياسي ضد حكومة مانموهان سينغ عام 2006، إلا أن هذا الوضع أسوأ بكثير.
يذكر أن العصيان الماوي الناكسالي هو الصراع الذي دار بين المنظمات الماوية المعروفة باسم الناكسال أو الناكسليست نسبة إلى قرية في إقليم البنغال الشرقي في الهند، حيث بدأ التمرد من هناك عام 2006، الذي عده رئيس الوزراء الهندي آنذاك مانموهان سينغ "أكبر تحد في تاريخ الهند على صعيد الأمن الداخلي".
ويرى سهيل، أنه رغم أن عدد المسلمين في الهند يناهز عددهم في باكستان -التي وصفها بأنها دولة إسلامية- فإن المسلمين في الهند -على عكس باكستان- لديهم الحرية في القيام بدور نشط في السياسة.
وأشار إلى أن هناك آليات قانونية للأحزاب للتعاون لإزالة حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة مودي من الحكم، وبذلك، فإن الدعم الخبيث الواضح من قِبل عدد من السياسيين الهنود لجماعة الإخوان المسلمين أمر غير مسؤول.
وحيال ذلك، يحذر الكاتب، من أن الإخوان لا يريدون فقط إسقاط الحكومة الحالية وتنصيب أنفسهم مكانها، بل يريدون إطاحة النظام الحاكم، خاصة العلمانية، وأيضًا الديمقراطية والقومية، لأن الإخوان يرون أن هذه الأمور مدمرة للإسلام.
علاوة على ذلك، فإن أحد الدوافع المهمة لاستئناف جماعة الإخوان المسلمين أنشطتها في الهند، أنه مع تحول الدولة إلى قوة صاعدة، فإنها تتقارب مع الولايات المتحدة، وبذلك يمكن أن تُشكل تهديدًا كبيرًا للكتلة المناهضة للغرب جنوب شرق آسيا، التي تدعمها الصين.
وحسب الكاتب، هذا هو سبب أن هذا التحالف، الذي يعمل في المقام الأول من خلال باكستان، يدعم جماعة الإخوان المسلمين في الهند، على أمل استخدام 204 ملايين مسلم في الهند لإثارة حرب أهلية ضد الهندوس لعرقلة صعود الهند.
وأوضح سهيل، أن السكان المسلمين في الهند يشكلون ثالث أكبر تجمع للمسلمين في العالم، ومن ثمّ يأتي قلق السياسيين والوكالات الأمنية الهندية من أنه إذا ترسخت جذور جماعة الإخوان المسلمين في الهند، سوف يصبح من الصعب حكم الدولة، كما أنه في حالة الفوضى، سيصبح المسلمون الهنود أكثر عُرضة للتجنيد من قِبل جماعة الإخوان المسلمين، وغيرها من الجماعات الإرهابية الدولية.