النشر ليس جريمة... وسائل إعلام تناشد واشنطن إسقاط التهم عن مؤسس ويكيليكس
يواجه جوليان أسانج، السجن في الولايات المتحدة، بتهمة كشف أكبر مجموعة من المعلومات السرية في تاريخ البلاد.

ترجمات - السياق
دعت وسائل إعلام أمريكية وأوروبية، الولايات المتحدة، لإنهاء مقاضاة غوليان أسانغ مؤسس موقع ويكيليكس.
وناشدت وسائل الإعلام، التي شاركت في نشر مواد مؤسس "ويكيليكس"، الحكومة الأمريكية، إسقاط التهم الموجهة إلى مؤسس الموقع غوليان أسانغ، الذي يواجه الحكم بالسجن 175 عامًا.
وأكدت المؤسسات الإعلامية، التي ساعدت غوليان أسانغ في البداية بنشر برقيات دبلوماسية مسربة، أنه يجب على الحكومة الأمريكية أن تتخلى عن مقاضاتها للمؤسس المشارك لموقع ويكيليكس، لأنها تقوِّض حرية الصحافة.
ويواجه أسانغ السجن في الولايات المتحدة، حيث اتُهم الأسترالي البالغ من العمر 50 عامًا بكشف أكبر مجموعة من المعلومات السرية في تاريخ البلاد، بينما يحاول مؤسس ويكيليكس حاليًا، الاستئناف أمام المحكمة العليا في لندن، ضد قرار تسليمه من بريطانيا.
أسانغ مطلوب من السلطات الأمريكية في 18 تهمة، بما في ذلك تهمة تجسس، تتعلق بإفراج "ويكيليكس" عن سجلات عسكرية أمريكية سرية وبرقيات دبلوماسية.
بينما يقول أنصاره إنه بطل مناهض للمؤسسة وقع ضحية، لأنه كشف أخطاء الولايات المتحدة، بما في ذلك الصراعات في أفغانستان والعراق.
بيان إعلامي موقَّع
وفي بيان إعلامي موقَّع من عدد من الصحف ووسائل الإعلام، التي نشرت تسريبات "ويكيليكس"، كتبت صحيفة غارديان البريطانية رسالة إلى واشنطن جاء فيها: "منذ اثني عشر عامًا في مثل هذا اليوم، تعاونت صحف الغارديان ونيويورك تايمز الأمريكية، و لوموند الفرنسية، ودير شبيغل الألمانية وإل باييس الإسبانية، لنشر مقتطفات من 250 ألف وثيقة، حصل عليها أسانغ في تسريب "كابلغيت"، إذ كشفت المادة، التي سربها الجندي الأمريكي آنذاك تشيلسي مانينغ، إلى "ويكيليكس"، الأعمال الداخلية للدبلوماسية الأمريكية في جميع أنحاء العالم.
وتصادف نهاية نوفمبر الماضي، مرور 12 عامًا منذ أن تعاونت تلك المنافذ الإعلامية، لنشر مقتطفات من أكثر من 250 ألف وثيقة حصل عليها أسانغ، في ما يسمى "تسريب البرقيات الدبلوماسية للولايات المتحدة".
سُرِّبت تلك المواد إلى "ويكيليكس" من الجندي الأمريكي آنذاك تشيلسي مانينغ، وكشفت الأعمال الداخلية للدبلوماسية الأمريكية في جميع أنحاء العالم.
وقالت الرسالة إن الوثائق كشفت عن "فساد وفضائح دبلوماسية وشؤون تجسس على نطاق دولي".
وأضافت "غارديان" في رسالتها إلى الحكومة الأمريكية: "ومن ثمّ فقد اجتمع محررو ومالكو المؤسسات الإعلامية، التي نشرت هذه الاكتشافات لأول مرة، للتحدث علنًا ضد خطط توجيه الاتهام إلى أسانغ، بموجب قانون لمعاقبة الجواسيس، خلال الحرب العالمية الأولى".
وشددت وسائل الإعلام التي وقَّعت البيان، على أن "النشر ليس جريمة"، مؤكدين أن الادعاء اعتداء مباشر على حرية الإعلام.
ووفقًا لوسائل الإعلام، فإن الاتهامات الموجَّهة لأسانغ تُشكل "سابقة خطيرة" في ما يتعلق بحرية الصحافة.
وبينت الصحيفة البريطانية، أن أسانغ محتجز في سجن بلمارش جنوبي لندن منذ اعتقاله في السفارة الإكوادورية بلندن عام 2019، وقد أمضى السنوات السبع السابقة في العيش داخل المبنى الدبلوماسي لتجنُّب الاعتقال، بعد رفضه تسليم نفسه إلى محكمة بريطانية، بشأن مسائل تتعلق بقضية منفصلة.
ووافقت وزيرة الداخلية البريطانية، آنذاك، بريتي باتيل، على تسليم أسانغ إلى الولايات المتحدة في يونيو الماضي، لكن محامييه يستأنفون هذا القرار.
وأفادت الصحيفة بأنه في ظل قيادة باراك أوباما للبيت الأبيض عام 2010، أشارت الحكومة الأمريكية، آنذاك، إلى أنها لن تحاكم أسانغ بتهمة التسريب.
والآن، تناشد وسائل الإعلام إدارة الرئيس جو بايدن -الذي كان نائب الرئيس في ذلك الوقت- إسقاط التهم.
نص الخطاب
جاء نص الخطاب الذي أرسلته المؤسسات الإعلامية (غارديان، ونيويورك تايمز، ولو موند، ودير شبيغل، وباييس)، كالتالي:
-النشر ليس جريمة... على الحكومة الأمريكية إنهاء ملاحقتها لجوليان أسانغ.
-قبل اثني عشر عامًا، في 28 نوفمبر 2010، نشرت وسائل الإعلام الدولية الخمس -نيويورك تايمز ، الغارديان ، لوموند ، إل بايس ودير شبيغل- سلسلة من الاكتشافات -بالتعاون مع "ويكيليكس"- التي تصدرت عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم حينها.
-تضمنت التسريبات ما تسمى فضيحة كابلغيت، وهي مقتطفات من 250 ألف وثيقة سرية تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، كشفت عن فساد وفضائح دبلوماسية وشؤون تجسس على نطاق دولي.
- حتى الآن، عام 2022، يواصل الصحفيون والمؤرخون نشر اكتشافات جديدة باستخدام مجموعة فريدة من الوثائق.
- بالنسبة لغوليان أسانغ، ناشر "ويكيليكس"، فإن نشر "كابلغيت" والعديد من التسريبات الأخرى ذات الصلة، كانت له عواقب وخيمة.
- في 11 أبريل 2019، ألقي القبض على أسانغ في لندن، بناءً على مذكرة توقيف أمريكية، وهو محتجز الآن لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة في سجن بريطاني شديد الحراسة، يُستخدم عادةً للإرهابيين وأعضاء جماعات الجريمة المنظمة.
- ويواجه تسليمه إلى الولايات المتحدة وحكمًا يصل إلى 175 عامًا في سجن أمريكي شديد الحراسة.
- لكننا نجتمع الآن للتعبير عن قلقنا البالغ من استمرار محاكمة جوليان أسانغ.
- عام 2010 امتنعت إدارة أوباما/ بايدن -التي كانت في السلطة أثناء نشر وثائق "ويكيليكس"- عن توجيه الاتهام إلى أسانغ، موضحة أنه كان عليها توجيه اتهامات للصحفيين من المنافذ الإخبارية الكبيرة أيضًا.
- لكن الموقف تغير في عهد دونالد ترامب، إذ اعتمدت وزارة العدل على قانون قديم، هو قانون التجسس لعام 1917 (المصمم لمقاضاة الجواسيس المحتملين خلال الحرب العالمية الأولى)، الذي لم يُستخدم لملاحقة ناشر ولا مذيع، لملاحقة أسانغ.
- ومن ثم تُشكل لائحة الاتهام هذه سابقة خطيرة في ما يخص حرية الصحافة في الولايات المتحدة.
- يُعد الحصول على المعلومات الحساسة والكشف عنها عند الضرورة من أجل المصلحة العامة جزءًا أساسيًا من العمل اليومي للصحفيين.
- وإذا تم تجريم هذا العمل، فإن خطابنا العام وديمقراطياتنا سيصبحان أضعف بشكل ملحوظ.
- بعد اثني عشر عامًا على نشر "كابلغيت"، حان الوقت لأن تنهي الحكومة الأمريكية مقاضاتها لغوليان أسانغ.
وبرز أسانغ عام 2006، على خلفية موقع ويكيليكس، الذي تأسس لنشر الوثائق السرية، وعام 2010، نشر الموقع لقطات عسكرية أمريكية سرية تظهر قتل 18 مدنيًا على الأقل بعد هجوم لطائرة هليكوبتر أمريكية في بغداد عام 2007.
عام 2010، بدأ الموقع أيضًا نشر 250 ألف وثيقة دبلوماسية أمريكية.
في أغسطس الماضي، رفعت مجموعة من الصحفيين والمحامين دعوى قضائية على وكالة المخابرات المركزية ومديرها السابق مايك بومبيو بسبب مزاعم بأن وكالة المخابرات تجسست عليهم أثناء زيارتهم أسانغ خلال إقامته في سفارة الإكوادور بلندن.
وأمضى أسانغ سبع سنوات في السفارة قبل سجنه عام 2019 لخرقه شروط الكفالة، وظل بالسجن في لندن لحين البت في قضية تسليمه.
حال تم تسليمه إلى الولايات المتحدة، فإنه يواجه عقوبة تصل إلى السجن 175 عامًا في سجن شديد الحراسة.
بينما قدَّم فريقه القانوني طعنًا أمام المحكمة العليا في لندن لمنع تسليمه، في معركة قانونية استمرت أكثر من عقد من الزمان.
وذيلت وسائل الإعلام رسالتها بالقول: "النشر ليس جريمة".