لأول مرة... إيران تزوِّد الحوثيين باليورانيوم المخصب

نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية، عن مصادر في الشرق الأوسط لم تسمها، إن إيران سلَّمت مؤخرًا شحنة يورانيوم للحوثيين، سقط جزء منها بيد تنظيم القاعدة.

لأول مرة... إيران تزوِّد الحوثيين باليورانيوم المخصب

ترجمات - السياق

كشفت مجلة نيوزويك الأمريكية عن تهريب إيران شحنة من اليورانيوم المخصب، إلى مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، سقطت أجزاء منها في أيدي تنظيم القاعدة.

ورغم أن المجلة لم تقدم تفاصيل وقوع أجزاء من الشحنة بيد القاعدة، فإنها أكدت أن الشحنة يمكن استخدامها في صُنع أسلحة نووية.

كانت صحيفة معاريف الإسرائيلية، قالت -الاثنين- نقلًا عن مصادر في الشرق الأوسط لم تسمها، إن إيران سلَّمت مؤخرًا شحنة يورانيوم للحوثيين، سقط جزء منها بيد تنظيم القاعدة.

يأتي كشف هذه العملية، في سياق تهريب الأسلحة المتطورة من إيران إلى جماعة الحوثي الإرهابية، التي مكنتها من إطالة أمد الحرب في اليمن، وفق مصادر حكومية.

وعلى مدى السنوات الماضية، عملت إيران على تزويد الحوثيين بالأسلحة والمعدات العسكرية، بينها تكنولوجيا تصنيع الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة (من دون طيار).

 

تفاصيل الكشف

وفي ما يخص تفاصيل الكشف، بينّت صحيفة معاريف العبرية، نقلًا عن مصادر في الشرق الأوسط، أن إيران سلَّمت مؤخرًا شحنة من اليورانيوم المخصب إلى ميليشيات الحوثي في اليمن، لكن أجزاء منها سقطت بأيدي تنظيم القاعدة في منطقة البيضاء باليمن

ورغم أن الصحيفة العبرية لم تقدِّم هي الأخرى تفاصيل إضافية عن الشحنة، فإن هذه أول مرة يتم فيها التطرق إلى خطوة مشابهة، بعد سنوات من تزويد إيران للحوثيين بالأسلحة والمعدات العسكرية.

وقالت الصحيفة المحافظة، إحدى أكثر الصحف في إسرائيل –الاثنين- إن الحادث وقع في منطقة البيضاء باليمن.

وأشارت إلى أن التفاصيل مازالت شحيحة عن الأمر، ولا يزال من غير الواضح كيف جرى اعتراض جزء من الشحنة أو تحويل مسارها.

من جانبها، أفادت مجلة نيوزويك الأمريكية، بأنها تواصلت مع وزارة الخارجية الأمريكية، لطلب التوضيح والتعليق، إلا أنه لم يمنحها أحد تفاصيل إضافية.

كما اتصلت "نيوزويك" بالسلطات الإيرانية، ولم تحصل على إجابات شافية بشأن القضية.

وحسب المجلة الأمريكية، يأتي الكشف عن أن القاعدة حصلت على بعض اليورانيوم المخصب من قِبل إيران، وسط تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي، حيث انهارت المحادثات في سبتمبر الماضي.

في ذلك الوقت، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس: إن إيران ستكون قادرة على إنتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب، لصُنع ثلاثة رؤوس حربية نووية، في غضون أسابيع قليلة.

وأوضح أنه يعرف 10 منشآت في سوريا، كانت تنتج أسلحة لإيران، التي بدورها كانت تسلح وكلاءها مثل جماعة حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن.

بينما أفادت شبكة العربية التلفزيونية ومقرها دبي، نقلاً عن مصادر سعودية، بأن إسرائيل حذرت لبنان، بحسب ما ورد، من أنها ستقصف مطارها الدولي في بيروت، إذا سمحت بنقل أسلحة إلى حزب الله، عبر شركة طيران خاصة.

ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية، بعنوان "مخاوف إسرائيلية... هل وجدت إيران طريقة جديدة لتسليح حزب الله؟"، عن مصادر أن شركة طيران ميراغ الإيرانية للحرس الثوري الإيراني، تشغل رحلات جوية إلى مطار بيروت، وربما تنقل أسلحة من إيران إلى حزب الله.

بينما حذرت هيئة رقابية تابعة للأمم المتحدة من أن إيران انتهكت اتفاق 2015 بزيادة مخزونها من الأسلحة النووية.

وأصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بيانًا في مارس، جاء فيه أن لدى إيران مخزونًا يبلغ 33.2 كيلوغرام، أو 73.1 رطل، من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة من النقاوة الانشطارية.

 

ترابط وعلاقات

كان وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو أشار -بخطاب في يناير 2021- إلى أن القاعدة تتخذ من إيران قاعدة جديدة لعملياتها.

وشدد بومبيو على أنه بعد 30 عامًا من تعاون إيران والقاعدة، فإنهما ارتقيا بعلاقتهما إلى مستوى جديد في السنوات الأخيرة.

ومن المفترض -وفقًا لبومبيو- أن إيران قررت عام 2015 "السماح للقاعدة بفتح مقار عمليات" على أراضيها، وأصبحت الجماعة الإرهابية "تعمل تحت حماية النظام الإيراني".

بينما يعد وجود نمط من التنسيق بين إيران والقاعدة، من الحقائق الراسخة، فبحسب تقرير "لجنة 11 سبتمبر" (التي تشكّلت في نوفمبر 2002 لتقديم تقرير مفصل عن هجمات 11 سبتمبر 2001) فإنه في تسعينيات القرن الماضي "سافر أعضاء ومدربون بارزون في القاعدة إلى إيران لتلقي تدريبات على المتفجرات، بينما تلقى آخرون التوجيه والتدريب من حزب الله في لبنان"، وفي السنوات التي سبقت هجمات 11 سبتمبر "سافر عدد من مختطفي الطائرة من أتباع تنظيم القاعدة عبر الأراضي الإيرانية".

وكشف التقرير أيضًا أن "الانقسامات السُّنية الشيعية لم تُشكِّل عائقا قاهرًا أمام التعاون في العمليات الإرهابية" بين القاعدة وإيران.

وحسب مراقبين، فرغم أن قيادة القاعدة تنتمي إلى الحركة السُّنية الجهادية شديدة المعارضة للشيعة، فإنها طالما سعت إلى تقزيم التوترات الطائفية، لتحقيق هدفها الاستراتيجي الجوهري، وهو طرد القوات العسكرية الأمريكية من الشرق الأوسط، وهو الهدف ذاته الذي تتبناه إيران بالطبع، ولذلك ربما يكون من المتوقع وجود مستوى من التعاون بينهما.

يذكر أن تنظيم القاعدة اختطف وحطم أربع طائرات بالأجواء الأمريكية في سبتمبر 2001، واستهدف مواقع بما في ذلك مركز التجارة العالمي في نيويورك، حيث قُتل نحو 3000 شخص في تلك الجرائم، التي عُرفت في ما بعد باسم (11 سبتمبر).

أدى الهجوم إلى إعلان الولايات المتحدة "الحرب على الإرهاب"، وهي الحرب التي دامت عقودًا.

ومنذ قتل مؤسس التنظيم الإرهابي أسامة بن لادن في مايو 2011، بدأت أعداد المجموعة تتضاءل، وظهرت مجموعة منشقة متعطشة للدماء باسم (داعش) في تجنيد الجهاديين واكتساب الشهرة بدلاً من القاعدة.

لكن القاعدة تصدرت عناوين الأخبار مرة أخرى، في أغسطس من هذا العام، عندما قتلت غارة أمريكية بطائرة من دون طيار في أفغانستان، أيمن الظواهري، الذي ساعد بن لادن في مؤامرة 11 سبتمبر وحل محله بعد ذلك زعيمًا للتنظيم الإرهابي.