فشل احتجاجات الإخوان... هل يكتب نهاية التنظيم في تونس؟
يقول المحلل السياسي التونسي أيمن الزمالي، في تصريحات لـ -السياق-، إن زخم الخطاب الإخواني يواصل تراجعه شعبيًا، يومًا بعد الآخر، فلم يعد له مكان لدى الجماهير التي عانت حكم التنظيم، إثر فشله في إدارة الدولة على كل المستويات، إضافة إلى جنوحه للتحالف مع الفساد.

السياق
فشل جديد سطره «الإخوان» بتونس، بعد تحطم دعوات الاحتجاجات التي أطلقها على صخرة «وعي» التونسيين، الذين لفظوه في كل محفل محلي أو ديمقراطي، كان التنظيم الإرهابي شاخصًا فيه.
ذلك الفشل دفع التنظيم الإرهابي إلى جحوره مجددًا، في انتظار الفرصة الأخيرة والاختبار النهائي، الذي قد يقصيه من الأراضي التونسية إلى حين، أو يعيد إحياء آماله بالعودة إلى باب المناكفات السياسية، من بوابة الانتخابات البرلمانية، المقررة في 17 ديسمبر المقبل.
فبينما رفض تنظيم الإخوان ذلك الاستحقاق، الذي يعد مرحلة من الخطة التي أعلنها الرئيس التونسي قيس سعيد في يوليو 2021 لإقصاء التنظيم الإرهابي، إلا أنه يطل برأسه من البوابة الخلفية، عبر مرشحين من خلفيات غير إخوانية، أملًا في موطئ قدم، قد يسمح له بالنفاذ مجددًا إلى المشهد السياسي، لحماية معقله الأخير في المغرب العربي، وللدفاع عن أعضائه الذين باتت مقصلة القضاء في انتظارهم.
تراجع الخطاب الإخواني
إلى ذلك، قال المحلل السياسي التونسي أيمن الزمالي، في تصريحات لـ«السياق»، إن زخم الخطاب الإخواني يواصل تراجعه شعبيًا، يومًا بعد الآخر، فلم يعد له مكان لدى الجماهير التي عانت حكم التنظيم، إثر فشله في إدارة الدولة على كل المستويات، إضافة إلى جنوحه للتحالف مع الفساد.
وأوضح المحلل التونسي، أنه قبل أيام من ذهاب التونسيين لمراكز الاقتراع لاختيار برلمان جديد، باتت حركة النهضة غير قادرة على تحريك الشارع والضغط، كما كان عليه الحال في السنوات اللاحقة لـ2011، مشيرًا إلى أنه لم يعد بإمكانها إقناع «السواد الأعظم» بخياراتها السياسية.
وأشار إلى أن حركة النهضة تعيد تنظيم صفوفها، مستعينة بخبرة سنوات في العمل تحت الضغط، وبتحالفات قديمة حتى لا تظهر في مقدمة الصورة، عقب الهزات والاستقالات التي ضربت صفوفها بعد الإجراءات الاستثنائية.
وأكد المحلل السياسي التونسي، أن تراجع شعبية وتأثير حركة النهضة يؤجل معركة تنظيمية إلى وقت لاحق، بعقد مؤتمرها المقرر في مارس 2023، الذي قد يمثل منعطفًا حادًا لتاريخ الحركة، وعلاقة الغنوشي باتخاذ قرارات التنظيم بشكل منفرد.
نهاية الغنوشي
الأمر نفسه أشار إليه المحلل السياسي التونسي محمد ذويب، الذي قال في تصريحات لـ«السياق»، إن زعيم حركة النهضة الإخوانية، لم يعد يحظى بأي قبول لدى أغلبية قيادات وقواعد الحركة، مؤكدًا أنه سيغادر الحركة خلال مؤتمر مارس 2023.
كانت الساحة السياسية التونسية شهدت -قبل أيام- تسريبًا قيل إنه لقيادي بحركة النهضة الإخوانية يدعى عادل الدعداع، كشف الانقسام الواضح في التنظيم بسبب فساد الغنوشي ونجله معاذ، وأن كثيرين من قيادات الحركة لم يعودوا يرغبون في التعامل مع الغنوشي.
وأوضح المحلل التونسي، أن حركة النهضة الإخوانية تأكدت أن خطابها لم يعد يلقى رواجًا في الشارع التونسي، حتى إن مسيرتهم الأخيرة كانت الأضعف، مشيرًا إلى أن ضعف قدرتهم على الحراك في الشارع، وعدم تفاعل الشعب التونسي بالقدر الكافي لإحداث تغيير وفق أجندتهم، أكدا لهم أنه لا شيء يوقف الرئيس قيس سعيد، عن تحقيق برنامجه السياسي.
وأشار إلى أن حركة النهضة تراهن فقط على فشل حكومة الرئيس التونسي -بقيادة نجلاء بودن- في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي، كمدخل للعودة إلى الشارع مرة أخرى، عبر حملة لإسقاط الرئيس التونسي.
وبينما قال ذويب إن الشارع التونسي غير السياسي، لم يتحرك حتى الآن، إلا أنه حذر من أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي وعدم قدرة حكومة بودن على إيجاد الحلول، سيجعل التونسيين يتحركون إذا طالت الأزمة.
ورغم ذلك، فإن المحلل السياسي التونسي، قال إنه لا أمل لحركة النهضة الإخوانية في تحريك الشارع التونسي حاليًا، لأنه فقد الثقة بالأحزاب الموجودة على الساحة.
رقصة الديك المذبوح
الرؤية نفسها أشار إليها المحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، في تصريحات لـ«السياق» قائلًا إن إخوان تونس -ممثلين في حركة النهضة- يعيشون «لحظة تخبط»، وصفها بـ«رقصة الديك المذبوح»، فلم يعد لها برامج ولا خطاب يمكن أن يؤثر في الشعب التونسي، الذي يكابد أزمات اقتصادية واجتماعية خطيرة، بسبب سياساتهم خلال 10 سنوات.
وبينما قال المحلل السياسي التونسي، إن التونسيين أصبح لديهم قناعة بضرورة التخلص من «الشيطان الأكبر» أو «المارد الأكبر» الممثل في تنظيم الإخوان، كانت حركة النهضة -في المقابل- تعاني العشوائية في قرارتها ونظامها.
وأشار إلى أنه رغم أن حركة النهضة تقدمت إلى الانتخابات المقبلة، بأسماء من الصف الخامس والسادس، فإن الكيانات الدينية المتحالفة معها أصبحت غير منظمة وليس لها مشروع، بينما بات التونسيون يملكون من الذكاء الكثير، الذي يؤهلهم لفرز «الغث» من «السمين».