أمريكا تعلن إنشاء قوة فضاء في كوريا الجنوبية... هل تردع بيونغ يانغ؟

القوات الفضائية الأمريكية في كوريا، المكون الثاني في الخارج بهذا المجال من القوات الفضائية، وتضطلع بمهمة مراقبة ورصد وتتبع الصواريخ، إضافة إلى تعزيز القدرات الفضائية للجيش.

أمريكا تعلن إنشاء قوة فضاء في كوريا الجنوبية... هل تردع بيونغ يانغ؟

السياق

على وقع التجارب الصاروخية الكورية الشمالية الأخيرة، في أعقاب إعلان بيونغ يانغ امتلاكها أسلحة نووية، باتت شبه الجزيرة الكورية على صفيح ساخن، خاصة بعد تجاهل التحذيرات الأمريكية، وفشل العقوبات في أن تؤدي دورًا رادعًا لتلك التهديدات.

تطورات دفعت الولايات المتحدة إلى اتخاذ مسار بديل، يرتكز على محاور عدة، أولها تطوير العديد من برامج الأسلحة الأسرع من الصوت، وهو ما نجحت فيه بامتياز، بإعلانها –الثلاثاء- اختبارها صاروخًا أسرع من الصوت خمس مرات.

أما المحور الثاني، فيتمثل في إطلاق تحذيرات على مستويات عالية، تعهدت فيها ببحث جميع الخيارات في مواجهة كوريا الشمالية، بما في ذلك تنفيذ ضربات مضادة إلى بيونغ يانع.

ويرتكز المحور الثالث على تعزيز أمن الحلفاء في شبه الجزيرة الكورية، بإعلان الجيش الأمريكي –الأربعاء- إطلاق وحدة قوة فضائية في كوريا الجنوبية، مضيفًا أداة حربية جديدة تماشياً مع مساعيه لبناء قدرات تشغيلية متعددة المجالات.

وتقول «رويترز»، إن الجنرال بول لاكاميرا قائد القوات الأمريكية في كوريا استضاف مراسم بقاعدة أوسان الجوية في مدينة بيونجتايك بكوريا الجنوبية لافتتاح الوحدة الجديدة التي يقودها اللفتنانت كولونيل جوشوا مكوليون.

جاء الافتتاح في وقت تسعى فيه سول وواشنطن لتعزيز التعاون الأمني لردع كوريا الشمالية، التي أجرت اختبارات هذا العام، لإطلاق صواريخ بالستية عابرة للقارات، قادرة على الوصول إلى البر الرئيس في الولايات المتحدة.

كما أسست القوات الجوية لكوريا الجنوبية وحدتها الفضائية الخاصة هذا الشهر لتعزيز قوتها في هذا المجال وقدراتها على تنفيذ العمليات مع القوات الفضائية الأمريكية.

فماذا عن القوة الفضائية الأمريكية؟ وما مهامها؟ وتاريخ تأسيسها؟ وكيف تمثل رسالة ردع إلى كوريا الشمالية؟

«السياق» تجيب عن تلك الأسئلة في هذا التقرير.

القوات الفضائية الأمريكية في كوريا، المكون الثاني في الخارج بهذا المجال من القوات الفضائية، وتضطلع بمهمة مراقبة ورصد وتتبع الصواريخ، إضافة إلى تعزيز القدرات الفضائية للجيش.

 

دورها في كوريا

جاء إنشاء قوات الفضاء الأمريكية في كوريا، وهي وحدة من القوات الأمريكية في كوريا، في الوقت الذي تعمل فيه سيول وواشنطن على تعزيز التنسيق الأمني ضد التهديدات النووية والصاروخية الكورية الشمالية المتزايدة التعقيد.

ومن المتوقع أن تساعد الوحدة الجديدة في مراقبة واكتشاف وتعقب المقذوفات، من الشمال وأماكن أخرى، في عملية من المحتمل أن تعزز قدرات الردع الشاملة لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، بحسب تقارير غربية.

ويمثل تنشيط الوحدة جهدًا من الجيش الأمريكي، لتأمين قدرات قتالية متعددة المجالات، لمواجهة التهديدات من جميع المجالات، بما في ذلك الجو والأرض والبحر والفضاء السيبراني والفضاء الخارجي.

القوة الجديدة من الوحدات القليلة التابعة لقوة الفضاء الأمريكية التي ستُنشأ خارج البر الرئيس للولايات المتحدة، حيث أطلقت الخدمة المسلحة قيادة مكونة في قيادة المحيطين الهندي والهادئ في هاواي الشهر الماضي.

وتنضم إلى مكونات أخرى من USFK - الجيش الثامن، والقوات الجوية السابعة، والقوات البحرية الكورية، وقيادة العمليات الخاصة في كوريا.

وأنشأ سلاح الجو الكوري الجنوبي وحدة متكاملة للعمليات الفضائية في القاعدة الجوية، ما رفع التوقعات بتعاون أقوى في مجال أمن الفضاء مع الجيش الأمريكي.

 

تاريخ إنشاء القوة الأمريكية

منذ إنشائها عام 2019، لفتت قوة الفضاء الأمريكية الانتباه لعلامتها التجارية المستقبلية ومهمتها الفريدة، فبينما يعتقد بعض الناس أن هذا الفرع من الجيش يشبه ما رأوه في «Space Force» على «نتفليكس» إلا أن هناك أكثر مما تراه العين عن عمل هذه القوة.

 

5 حقائق

الحقيقة الأولى: أول فرع جديد للجيش منذ 73 عامًا

تأسست قوة الفضاء في 20 ديسمبر 2019، بعد أن شجع الضغط المتزايد من المنافسين الجيوسياسيين والمصالح الأمنية الكونجرس على إنشاء خدمة مكرسة رسميًا لحماية مصالح الفضاء الأمريكية. ويقع مقر القوة الفضائية في البنتاغون، لكن القواعد في جميع أنحاء كولورادو وفلوريدا وكاليفورنيا.

 

الحقيقة الثانية: مهمة القوة الفضائية

تهدف القوة الفضائية إلى تعزيز الطريقة التي تقاتل بها القوات الأمريكية، وتزويد صانعي القرار بخيارات عسكرية إضافية، ما يعني تنظيم وتدريب وتجهيز أعضاء الخدمة لإجراء عمليات فضائية عالمية بنجاح، كما تتضمن أيضًا الحصول على أنظمة فضائية عسكرية وتنظيم قوات الفضاء ودمج القوة الفضائية في الاستراتيجية العسكرية.

 

الحقيقة الثالثة: أعضاء الخدمة

يعرف أعضاء الخدمة المعينون في القوة الفضائية بـ «الأوصياء»، ويدعمها نحو 16000 فرد من العسكريين والمدنيين بقدرات مختلفة.

ويساعد حراس قوة الفضاء في تسهيل إطلاق الصواريخ الفيدرالية والتجارية، وتشغيل أقمار وزارة الدفاع (DOD) ومراقبة التهديدات، وتتبع الحطام الفضائي وغير ذلك. وتضمن احتفاظ الولايات المتحدة بتفوقها الفضائي المطلوب للحماية من الهجمات المعادية.

 

الحقيقة الرابعة: لزي القوة الفضائية وختمها وعلمها معانٍ رمزية

تتميز أزياء القوة الفضائية الأمريكية بمعطف كحلي داكن مع خيط فضي على الأكمام لتمثيل المستقبل، إضافة إلى أنها تتميز بستة أزرار فضية، لأن القوة الفضائية الفرع السادس للجيش، إضافة إلى أن كل زر منقوش بختم Space Force، يُظهر كرة أرضية مبطنة بالشبكة مغطاة بدلتا.

وتمثل الدلتا التغيير والابتكار، بينما يرمز العنصران المحاطان بحلقة مدارية إلى الدفاع والحماية، فضلاً عن التعاون بين الوكالات. وتمثل مجموعتان من النجوم الصغيرة الأصول الفضائية الأمريكية، بينما تمثل ثلاث نجوم أكبر وظائف القوة الفضائية: التنظيم والتدريب والتجهيز.

أما الأرقام الرومانية "MMXIX" فتمثل الاحتفال بالسنة التي أنشئت فيها القوة الفضائية، بينما يحتوي علم Space Force على صور متطابقة.

 

الحقيقة الخامسة: عودة أمريكا المخطط لها إلى القمر

إضافة إلى المسؤوليات العسكرية، يدعم «الأوصياء» المهام التجارية ومهمات ناسا، لأن المركبات الفضائية التي ترفع العلم الأمريكي تعد أصولًا وطنية. وستساعد Space Force في عودة الإنسان إلى سطح القمر، من خلال ضمان سلامة الرحلات الفضائية، والمساعدة في عودة رواد الفضاء إلى الأرض، عندما يحين الوقت.

وقد يكون عمر القوة الفضائية بضع سنوات فقط، لكنها استحوذت على اهتمام الملايين، رغم أن بعض النقاد يجادلون بأن الفرع العسكري الجديد مكلف للغاية، ويمكن أن يؤدي إلى تصعيد خطير في الفضاء.

ويمكن احتواء مهمة القوة الفضائية -كما حددها الكونجرس- والبنتاغون في هدفين عريضين: الدفاع عن أسطول الأقمار الاصطناعية الأمريكي الضخم وتطوير نظرية موحدة لمحاربة الفضاء.