بعد 34 عامًا من انفجار الطائرة... قضية لوكربي ليبيا تعود من جديد

تعود قضية لوكربي إلى 21 ديسمبر 1988، بعد أن انفجرت طائرة رحلة بان أمريكان رقم 103، أثناء تحليقها فوق قرية لوكربي غربي اسكتلندا، ما أدى إلى قتل ركابها الذين قدر عددهم بـ259 شخصًا، إضافة إلى 11 شخصًا من سكان القرية

بعد 34 عامًا من انفجار الطائرة... قضية لوكربي ليبيا تعود من جديد

ترجمات – السياق

رغم مرور 34 عامًا على الحادث، و14 عامًا أخرى على إغلاق الملف، بدفع ليبيا مليارات الدولارات، عادت قضية لوكربي إلى الواجهة، ما ينذر بمراحل قضائية جديدة، قد تؤدي إلى دفع البلد الإفريقي المزيد من الأموال كتعويضات للضحايا.

وتعود قضية لوكربي إلى 21 ديسمبر 1988، بعد أن انفجرت طائرة رحلة بان أمريكان رقم 103، أثناء تحليقها فوق قرية لوكربي غربي اسكتلندا، ما أدى إلى قتل ركابها الذين قدر عددهم بـ259 شخصًا، إضافة إلى 11 شخصًا من سكان القرية.

 

فكيف عادت القضية؟

قبل أيام، قالت وسائل إعلام ليبية، إن الضابط السابق بجهاز الأمن الخارجي الليبي، العميد أبوعجيلة مسعود المريمي، الذي زعمت تقارير بريطانية وأمريكية عام 2020 أنه ساعد في صُنع القنبلة، التي تسببت في إسقاط الطائرة فوق بلدة لوكربي، اختُطف، مشيرة إلى أنه سيُسلَّم إلى الولايات المتحدة.

ورغم نفي السلطات الليبية –آنذاك- أي أنباء عن إعادة فتح القضية أو أن «اختطاف» الضابط الليبي السابق مرتبط بها، قالت السلطات الاسكتلندية –الاثنين- إن الليبي أبو عجيلة محتجز لدى الولايات المتحدة.

وأعلنت الولايات المتحدة التهم الموجهة إلى أبو عجيلة مسعود قبل عامين، زاعمة أنه لعب دورًا رئيسًا في تفجير الطائرة التي كانت من طراز بوينغ 747، ما أدى إلى قتل 270 شخصًا، في «أعنف» حادث «إرهابي» يقع على الأراضي البريطانية، بحسب «بي بي سي».

ولقي جميع ركاب الطائرة وطاقمها البالغ عددهم 259 راكبًا مصرعهم في الطائرة العملاقة، التي كانت متجهة إلى نيويورك قادمة من لندن، بينما قُتل 11 شخصًا في قرية لوكربي إثر تدمير حطام منازلهم.

وقال متحدث باسم وزارة العدل الأمريكية إلى «رويترز» إن المشتبه به، الذي كان يقضي -قبل خمس سنوات- عقوبة بالسجن في ليبيا بتهمة صُنع قنبلة، سيمثل لأول مرة أمام محكمة فيدرالية في واشنطن.

عام 2001، أدين عبدالباسط المقرحي بتفجير الطائرة، بعد محاكمته أمام محكمة اسكتلندية، عُقدت خصيصا لهذا الغرض بهولندا، وسُجن مدى الحياة، لكن الحكومة الاسكتلندية أطلقت سراحه عام 2009 بعد إصابته بالسرطان، ليتوفى في ليبيا بعد ثلاثة أعوام وتحديدًا عام 2012.

ويُزعم أنه أثناء وجوده بالسجن في ليبيا، اعترف مسعود بالتورط في مؤامرة مع المقرحي لتفجير الطائرة.

 

ظروف غير قانونية

من جانبه، قال عامر أنور، محامي المقرحي، إن مسعود كان محتجزًا لدى إحدى المليشيات المسلحة «المدانة على نطاق واسع بسبب انتهاكات حقوق الإنسان»، مشيرًا إلى أن الظروف التي انتُزع فيها هذا الاعتراف، ستعارضها أي محكمة أمريكية أو اسكتلندية.

وقدَّم المقرحي، الذي طالما أعلن براءته، استئنافين ضد حكمه بالسجن 27 عامًا، فشل أحدهما في إعادة النظر بقضيته، بينما تخلى عن الآخر.

وفي الـ34 سنة، منذ إسقاط الطائرة، اتخذت قصة تفجير لوكربي العديد من التقلبات والمنعطفات، فبدأ احتمال إجراء محاكمة أولى، ناهيك عن ثانية، بعد الاحتمال إلى أن توسط نيلسون مانديلا في صفقة أدت إلى تسليم اثنين من الليبيين المشتبه بهم إلى محكمة اسكتلندية تعقد في هولندا.

وأثار انهيار نظام العقيد القذافي عام 2011 الآمال بأن المزيد من المشتبه بهم، يمكن أن يمثلوا أمام المحكمة، وعام 2020، أعلن المدعي العام الأمريكي المنتهية ولايته وليام بار اتهامات ضد أبوعجيلة مسعود، وواصل المدعون العامون والمحققون من شرطة اسكتلندا ونظراؤهم الأمريكيون العمل في القضية من الكواليس.

 

القانون الأمريكي بديلًا

وتقول «بي بي سي»، إن إعلان أن مسعود محتجز الآن في الولايات المتحدة، يعني أن محاكمة ثانية بشأن أكبر جريمة قتل جماعي في التاريخ القانوني البريطاني، يمكن أن تحدث، بموجب القانون الأمريكي بدلاً من القانون الاسكتلندي.

لكن لا تزال هناك تحديات كثيرة، ليس أقلها الوضع القانوني لاعتراف المشتبه به المزعوم، عندما كان محتجزًا في ليبيا، كما يبدو أن محتوياتها تقوِّض وتعزِّز قضية الادعاء ضد المقرحي، بحسب «بي بي سي».

وقال متحدث باسم النيابة العامة (COPFS): «أبلغ أهالي القتلى في تفجير لوكربي بأن المشتبه به أبو عجيلة محمد مسعود خير المريمي، في حجز الولايات المتحدة».

وسيواصل المدعون والشرطة الاسكتلنديون، العمل مع حكومة المملكة المتحدة وزملائهم في الولايات المتحدة، لمتابعة هذا التحقيق، بهدف وحيد يتمثل في تقديم أولئك الذين تصرفوا مع المقرحي إلى العدالة.

وقالت شرطة اسكتلندا إنها ما زالت «ملتزمة بشدة» بالتحقيق ودعم العائلات والمجتمعات، التي عانت بسبب هذه الخسائر المدمرة.

وأضاف متحدث باسم الشرطة: «نواصل العمل مع مكتب التاج والدائرة المالية للنائب العام في اسكتلندا جنبًا إلى جنب مع شركائنا داخل حكومة المملكة المتحدة والسلطات في الولايات المتحدة، في دعم السعي المستمر لتحقيق العدالة».

 

مراحل قضية تفجير لوكربي

21 ديسمبر 1988: انفجرت رحلة بان أمريكان 103 بقنبلة فوق بلدة لوكربي جنوبي اسكتلندا.

1991: وجَّه محققون أمريكيون وبريطانيون الاتهام إلى المقرحي

أبريل 1991: سلم الليبيون المقرحي.

مايو 2000: بدأت محاكمة خاصة بموجب القانون الاسكتلندي على أرض محايدة في كامب زيست بهولندا.

31 يناير 2001: إدانة ضابط المخابرات الليبي السابق المقرحي بارتكاب جرائم قتل جماعي والحكم عليه بالسجن مدى الحياة لمدة لا تقل عن 27 عامًا.

مارس 2002: المقرحي يخسر استئنافًا ضد إدانته.

سبتمبر 2003: طلب من لجنة مراجعة القضايا الجنائية الاسكتلندية للتحقيق في إدانة المقرحي.

يونيو 2007: أوصت المحكمة الجنائية الخاصة بمنح المقرحي استئنافًا ثانيًا ضد إدانته.

18 أغسطس 2009: قبول القضاة بالمحكمة العليا في إدنبرة خطوة المقرحي بإسقاط استئنافه الثاني.

20 أغسطس 2009: الإفراج عن المقرحي المصاب بسرطان البروستاتا من السجن لأسباب إنسانية.

مايو 2012: وفاة المقرحي في منزله بطرابلس عن عمر ناهز 60 عامًا.

يوليو 2015: حكم قضاة اسكتلنديون بعدم السماح لأقارب ضحايا تفجير لوكربي بتقديم استئناف نيابة عن المقرحي، بينما كان القضاء حكم بأن الأقرباء فقط هم من يمكنهم المضي قدمًا في طلب بعد وفاته.

يوليو 2017: محاولة جديدة من أسرة المقرحي للاستئناف ضد إدانته.

مارس 2020: قالت لجنة مراجعة القضية الجنائية الاسكتلندية إن إدانة المقرحي يمكن رفعها إلى استئناف جديد.

نوفمبر 2020: خمسة قضاة اسكتلنديين ينظرون في الاستئناف الثالث ضد إدانة المقرحي، على أساس احتمال إجهاض العدالة.