فيكتور بوت.. من هو تاجر الموت الذي أطلقته واشنطن مقابل لاعبة السلة؟

نجحت وساطة إماراتية سعودية، في إتمام صفقة تبادل السجناء بين واشنطن وموسكو، بإطلاق سراح لاعبة كرة السلة الأمريكية بريتني غراينر مقابل الروسي فيكتور بوت.

فيكتور بوت.. من هو تاجر الموت الذي أطلقته واشنطن مقابل لاعبة السلة؟

السياق

على أرض محايدة، التقى الروسي فيكتور بوت لاعبة كرة السلة الأمريكية برتني غراينر، ليعود كل منهما لبلاده، في صفقة تبادل سجناء بين واشنطن وموسكو، بعد مفاوضات معقدة بين البلدين.  

ونجحت وساطة إماراتية سعودية، في إتمام صفقة تبادل السجناء بين واشنطن وموسكو، بإطلاق سراح لاعبة كرة السلة الأمريكية بريتني غراينر مقابل الروسي فيكتور بوت.

وعادت اللاعبة الأمريكية إلى بلادها بعد 10 أشهر من سجنها في روسيا، بتهمية حيازة عبوات سجائر إلكترونية، تحتوي على سائل الماريجوانا، وحُكم عليها بالسجن 9 سنوات، رغم ادعائها أن الماريجوانا كانت لأسباب علاجية وكثرة إصاباتها ووفق استشارة طبية، على عكس السجين الروسي فيكتور بوت، أو تاجر الموت الذي أوقعه الأمريكيون منذ 14 عامًا بتهمة الاتجار بالأسلحة، وحُكم عليه عام 2012 بالسجن 25 عامًا.

بوت ضابط سلاح الجو السوفييتي السابق، المولود في دوشانبي عاصمة طاجيكستان، الجمهورية السوفييتية السابقة، بحسب تقرير للأمم المتحدة، كان موضع تفاوض دائم بين واشنطن وموسكو إلى أن تمت الصفقة الأخيرة.

درس بوت في المعهد العسكري للغات الأجنبية في موسكو قبل الإنضمام إلى سلاح الجو، ويعتقد البعض أنه كان في أجهزة الاستخبارات العسكرية.

 

أسلحة في العراء

وفقًا لأمريكا فالضابط الروسي سابقًا، مُتهم بالاتجار بالأسلحة التي استولى عليها من قواعد عسكرية سوفييتية، غابت عنها السيطرة إبان سقوط الاتحاد السوفيتيي، بداية تسعينيات القرن الماضي، وأنه اشترى كميات هائلة من الأسلحة بأسعار متدنية، مستغلًا بحث ضباط وقتها عن سبل للثراء السريع، أو  تأمين معيشتهم في ظل وضع ضبابي حينذاك.

وقال الكاتب الأمريكي دوجلاس فرح، الذي شارك ستيفين براون في كتاب "تاجر الموت" إن بوت ضابط سوفييتي، تمكن من اغتنام الفرصة السانحة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

وأشار دوجلاس إلى أن العوامل التي ساعدت بوت في استيلائه على الأسلحة الروسية، تتركز في وجود طائرات متروكة على المدارج بين موسكو وكييف، ومخزونات هائلة من الأسلحة تحت حراسة جنود لم يكن هناك من يدفع أجورهم، والطلب المتزايد على الأسلحة حينها.

 

خدعة أمريكية

ووفقًا لرواية أمريكا، فإن عملاء سريين نجحوا بإيقاف بوت في تايلاند عام 2008، بعدما أقنعوه بأنهم تابعون للقوات المسلحة الثورية الكولمبية، ويريدون شراء أسلحة منه لإسقاط مروحيات الجيش الأمريكي التي تدعم الجيش الكولومبي، وأنه وافق على بيع ترسانة من البنادق والصواريخ.

عام 2010 رحّلته تايلاند في طائرة جهزتها الولايات المتحدة لمحاكمته، وقضت محكمة أمريكية في أبريل 2012 بسجنه 25 عامًا.

 

حكم سياسي

على الجانب الآخر فإن الرواية الروسية متناقضة تمامًا، فبعيدًا عن تصريح بوت، عقب الحكم عليه بأنه ليس مذنبًا، وأنه لم يكن يومًا بنيته قتل أي شخص أو المساعدة في ذلك ببيع الأسلحة، وأن الله يعلم الحقيقية، رأت الخارجية الروسية أن الحكم سياسي، ووعدت ببذل جهودها لإعادته مرة أخرى، وتندد منذ ذلك الحين بسجنه.

الأمر لم يتوقف عند ذلك، فالكاتب الصحفي الروسي، ألكسندر غاسيوك أصدر كتابه عن بوت عام 2021 مشيرًا من خلال صفحاته إلى أن الأسطورة التي اختلقتها الولايات المتحدة عن بوت، قصة بديهية إلى حد مشين، وأنها  قصة روسي شرير يبيع أسلحة بصورة غير مشروعة، ويحاول إلحاق الأذى بأمريكا، لكن الأمريكيين الطيّبين وضعوا حدًا له".

من جهتها، وصفت ألا زوجة بوت -في مقدمة كتاب ألكسندر- زوجها بأنه رجل أعمال نزيه ووطني، يحب بلاده، حُكم عليه لجرائم لم يرتكبها.